| 
 | Post: #1 Title: صوت المطر بقلم علي بلدو
 Author: علي بلدو
 Date: 11-19-2019, 07:02 AM
 
 
 06:02 AM November, 19 2019  سودانيز اون لاينعلي بلدو-السودان
 مكتبتى
 رابط مختصر
 
 اقوال اخرى
 
 
 يتداول الناس حول العالم الكثير من القصص و الاساطير حول قوس قزح و ما يحمله من دلالات و منها ان من يتمكن من الوصول الي طرفه الاخر و يتمنى اية امنية فانها ستحقق لا محالة’ و كما ان الوانه الطيفية الجميلة و المبهرة تحمل الكثير من الدلالات لاولي الالباب و  الابصار.
 بل ان حتى من لم يتمكن من النظر اليه   لمرض العين ابتو غياب حاسة الابصار ’ فانه يتكمن من الاحساس به من خلال طاقة اللون  و التي يطلقها ذلك الطيف و بالتالي الشعور  و  الاحساس بالالوان بدلا عن  رؤيتها و كما قال بشار بن برد :
 ورت كبدي فلم اجهل شجاها
 فبت كانني اعمى معنى   يحب الغانيات و لا  يراها
 
 و لعل ضعف استعداد المحليات للخريف و الخوف من السيول و الفيضانات جعلنا ننظر لاسفل في  المجاري و المصارف بدلا من النظر لاعلى للاستمتاع بجمال الطبيعة و عظمة الخالق و التي حرمتنا منها محليات السجم و الرماد  و ادارت خم و صر و ما بها من فساد.
 فاللون الاحمر يتبدى كلون الدم الذي يجري في عروق البسطاء  كما يجرى الشيطان في اوداج اهل الثراء الفاحش و المشبوه, و يعبر عن رغبة الحرية و الانعتاق من الصلف و الكبت و الغبن:
 و للحرية الحمراء باب   بكل يد مضرجة يدق
 و يتماهى ذلك اللون حتى في تصنيف المواطنين فهذا احمر و ذاك غيره ليتقدم اهل الولاء على اهل الاداء  و في النهااية يخسر الوطن.
 و ياتي الاخضر براحة النفس و السلامة الذهنية و رمزا للنماء و الخصب
 و يلازمه البنفسجي بروعته و الازرق بهيبته و الذي هو لون السماء و الذي جعلته الكتاحات و الجفاف و التصحر جعلتها غبشاء كما اصبح جل مواطنينا في الاونة الاخيرة تعساء بما يرون و يسمعون.
 و الازرق النيلي يفغر فاه ضاحكا من عبقريتنا و نحن نعطش و النيل بقربنا و ننام في الظلام و السدود على قفا من يشيل, و نستورد الاسماك من الخارج و البلطي يتقافز من حولنا و نحن سعداء و هانئين:
 
 من يهن يسهل الهوان عليه    ما لجرح بميت ايلام
 
 و يا ليتنا كنا مثل الكسعي الذي كسر قوسه بعد ان اصاب به و هو لا يعلم و نحن منذ عشرات السنين نرمي و لا نصيب شيئا سوى انفسنا و اهلنا  و لم ينكسر قوسنا و لم نسال انفسنا من  الذي ياتي لنا و يمدنا بكل تلك السهام  و الحراب الضاربة.
 | 
 |