حوالى شهر واحد ويطل على شعب السودان يوم فريد.. الذكرى الأولى لانطلاقة ثورة ديسمبر المجيدة.. وبعده بأيام ذكرى رفع العلم على السارية بالقصر الجمهوري التي يطلق عليها “استقلال السودان”.. وبصراحة لأننا الآن في عهد الثورة فلابد من تصحيح الأخطاء وإعادة هيكلة أيامنا الوطني كما ينبغي.. أولاً: من حسن الصدف أن ذكرى ثورة ديسمبر ستتوافق مع اليوم الذي كان يطلق عليه “ذكرى إعلان الاستقلال من داخل البرلمان”.. وهي مناسبة مفخخة متوهمة ليس فيها أي ما يجعلها احتفالاً.. ويمكن العودة لتفاصيل حيثيات ذلك لاحقاً.. والأجدر أن نستعد من الآن لإقامة احتفال كبير بذكرى ثورة ديسمبر في يوم “19” بالتحديد على الرغم من أن هناك بعض المدن نهضت قبل هذا التاريخ لكن يبقى الرمزية في جبر تواريخ البدايات كلها في يوم 19 ديسمبر مع حفظ الحق الأدبي للمدن التي سبقت هذا التاريخ بهباتها. ثانياً: يوم 1 يناير أقترح أن يسمى رسمياً “عيد الجلاء” اليوم الذي أسدل فيه الستار على الوجود الاستعماري بإنزال رمز سيادته من السارية وصعود علم السودان معلناً إشراقة استعادة ما تبقى من السيادة المنقوصة. ثالثاً: يعلن رسمياً أن العيد الوطني للسودان ويوم الاستقلال الحقيقي هو 26 يناير ذكرى انتصار السودانيين عنوة واقتداراً على أقوى إمبراطورية دولية ودخولهم القصر الجمهوري وفتح الخرطوم وإعلان أول دولة سودانية في التاريخ الحديث.. صحيح أنها وبعد 13 عاماً سقطت –سهواً- أمام جحافل الغزاة إلا أن بريطانيا تولت )ادارة!( السودان بصورة مؤقتة.. لم يكن استعماراً حرفياً بل “ادارة” لمدة 58 عاماً وحالما سنحت الفرصة خرجت بكامل طوعها وأعادت )الادارة( الوطنية السودانية.. الدولة التي تأسست مع انتصار جيوش الإمام المهدي في 26 يناير لم تسقط بل غابت لفترة مؤقتة.. وعادت بعد جلاء القوات الأجنبية.. ويظل السودان دولة عمرها الآن “135” نالت استقلالها منذ 26 يناير 1885 رغم أنها فقدته مؤقتاً لمدة 58 عاماً من 1898 حتى 1956.. وبمناسبة الذكرى الأولى لثورة ديسمبر لا يوجد أي عذر أن لا يقام الاحتفال في ساحة الاعتصام ورفع الستار عن نصب تذكاري يخلد ذكرى الذين صنعوا هذه الثورة من دمائهم.. وليت الحكومة تعلن عن مسابقة لتصميم النصب التذكاري ليكون مزاراً فخيماً قلادة شرف في جبين العاصمة السودانية.. من حكمة الله أن يجعل لنا كل هذه المناسبات تربط نهاية العام ببدايته .. كأنها ترسم الخط الفاصل بين نهاية ليل الدكتاتورية وإطلالة فجر
التيار
العنوان
الكاتب
Date
الموسم يقترب.. ثلاث مناسبات سعيدة! بقلم عثمان ميرغني
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة