لماذا نعادي امريكا؟ بقلم طارق سري

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-27-2024, 07:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-17-2019, 07:23 AM

طارق سري
<aطارق سري
تاريخ التسجيل: 11-17-2019
مجموع المشاركات: 1

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لماذا نعادي امريكا؟ بقلم طارق سري

    06:23 AM November, 17 2019

    سودانيز اون لاين
    طارق سري-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر




    كل سوداني متعلم أو أمي، إنقاذي أو ثوري وطني، صغير أو كبير لديه شي من الكره والعداء لاميركا. نشأنا نعادي امريكا، مثلنا مثل كثير من شعوب الدول العربية وادخل هذا الكره في عقولنا وافكارنا، حيث ان كل مشكلة من مشاكل الواقع المعاش المتسبب فيها هم الامريكان.
    من هم الامريكان؟ انهم العالم مجتمع في دولة عبارة عن قارة، اروبيون وافارقة واسيويون ولاتينيون. مهاجرون من كل انحاء العالم صنعوا اقوى قوة اقتصادية، وعسكرية وتكنولوجية، فمن نكره بالضبط؟ هذا التجمع المتناغم الذي حقق لامريكا هذا المركز؟
    في عهود الدكتاتوريات والحكام الفاشلبن الذين مارسوا القمع نمت فكرة القاء اللوم على احد يتحمل مسؤولية تخلفنا وتدهور اقتصادنا، وكانت وستظل امريكا هي هذه الشماعة لقدرتها على صنع القرار. افهمنا نميري ان امريكا تستهدفنا لأننا سنصبح سلة غذاء العالم وسننافسها على احتلال صدارة العالم، وافهمنا البشير بأن أمريكا تستهدفنا لأننا نحكم بشرع الله وإن الرئيس والكونغرس والشعب الأمريكي يخافون تنامي قوتنا. يموت الملايين بسبب المجاعات فنتكتم عليها وعندما تأتي المنظمات الغربية لتقديم المعونات نتهمها بالتجسس ونطردها وليمت النساء والأطفال. تجسس على ماذا؟ الصواريخ عابرة القارات أم المفاعلات النووية؟ إنه الفشل وقلة الحيلة والرؤية. دول الفساد والظلم التي تعذب مواطنيها وتقتلهم بابشع الوسائل تسب وتنتقد دولة دستورها يحمي كبيرها وصغيرها ويحمي لاجئي دول البطش بمحرد دخولهم اراضيها.
    العالم اصبح يحكمه المال، المال فقط، كل يصارع من اجله. في دول العالم الغنية لم يعد للمتدينين تأثير في صنع القرار. من يحبه الشعب هو من يوفر الخدمات والوظائف والبنية التحتية. فلو فرضنا أننا كنا نطبق شرع الله، كذبة الانقاذ الكبرى، فهل تخافنا امريكا ام تخاف من اليابان التي تغزو سياراتها ومنتجاتها الالكترونية الاسواق الامريكية؟ أم تخاف الصين أو كوريا الجنوبية؟ لماذا لم نسمع رئيس احدى هذه الدول يقول أن أمريكا شيطان ويستهدفنا؟ حتى ماليزيا أو اندونيسيا أو تركيا؟ شخصيا لم اسمع مسؤول او حتى شخص عادي من اوربا او اسيا (باستثناء بعض العرب) أو أمريكا الجنوبية وغيرها يلوم امريكا على مشكلة في بلاده. لماذا نحن اذن ونحن من فقرنا لا نمثل نقطة ماء في المحيط؟ إنه الوهم الذي حاولوا ايهامنا به لتغطية فشلهم وفسادهم. انظر إلى من ينتقدون سياسة امريكا مثل صدام والقذافي وتشافيز رئيس فنزويلا السابق وكاسترو واخيه والكوري الشمالي المعتوه، هل تستحق شعوبهم ما اوصلوها اليه؟ فنزويلا التي تمتلك نفطا يجعلها في ثراء الامارات او الكويت، يعاني مواطنوها الفقر المدقع ويهربون الى كولمبيا والدول المجاورة الاخرى. دونكم الفرق ااشايع بين كوريا الشمالية والجنوبية.

    نظل نأمل أن تصبح دولة اخرى هي القوى العظمى، البعض يحلم بالصين وآخر بألمانيا أو روسيا، ولا يأبه بمستوى الفساد في الصين أو تغلغلها كالأخطبوط تستنزف موارد الدول الفقيرة باستغلال حاجتها. ونغض النظر عن جرائم التعذيب والقتل والتشريد التي تمارسها الصين تجاه ملايين المسلمين الايغور فيها، وعن قمع الحريات وتصفية المعارضين السياسيين.
    لا نعير ماتفعله روسيا من قتل في سوريا ولاتدخلاتها في اوكرانيا، و الشيشان من قبل، او التدخل العسكري في افغانستان اهتماما. لا نتذكر ان روسيا يحكمها دكتاتور يدعى بوتين متشبث بالسلطة لأكثر من 13 عاما اضطر لتسليمها لأربعة سنوات لظله ليعود للحكم وسيظل متربعا على الكرسي الى ان يموت، وروسيا لاتصدر للعالم سوى الأسلحة وطائرات الأنتينوف سيئة السمعة.
    ننسى ما فعلته المانيا بالعالم عندما صارت القوة العظمى فيه، ثم اتى الدور على بريطانيا وفرنسا وهولندا والبرتغال التي استعمرت افريقيا واسيا، واستنزفت ولاتزال تستنزف مواردها.
    والآن امريكا القوة العظمى الوحيدة هل فعلت بالعالم مافعلته اي من هذه الدول؟
    مايمنع امريكا من البطش بدول العالم الصغيرة ونهب مواردها؟ هل هم مواطنو هذه الدول أو رؤساؤها؟ لا بالطبع. انه الدستور الامريكي؟ نحن نعتقد جازمين ان امريكا هي الشيطان وأننا الملائكة بكوننا مسلمين، ولهذا فالله سبحانه وتعالى منحهم الدنيا ونحن ضمنا الآخرة. أليس من الممكن أن أمريكا ودول اوربا الغنية هم الذين رضي الله عنهم لأنهم حققوا العدل وأطعموا الفقير وفعلوا الخير ونحن نصلي ونصوم ونتقاتل ونسرق ونظلم؟
    عندما تنظر إلى شعوب تعتز بعرقها، الألمان يعتزون بأصلهم والبريطانيون يرفضون اوربا لأنهم بريطانيون تجد أمريكا دولة يفاخر مواطنوها بأن قوتها نابعة من التنوع العرقي فيها، لا يوجد فيها اجنبي. من وصل اليوم مثله مثل من أتى جد جده قبل 300 عام. دولة يقف على حدودها اكثر من مئة الف لاجئ لاتيني هارب من الفقر والقتل والاختطاف وتجارة المخدرات، ودستورها يمنع اعادة اي منهم من حيث أتى قبل عرضهم على الجهات المختصة، وليس من الممكن رفض اي طفل اقل من 18 عاما، بل توفر لهم المدارس والسكن والرعاية الصحية مثلهم مثل اي طفل امريكي ولد ونشأ في امريكا. يمنح اي طفل يولد في اراضيها الجنسية الامريكية حتى لو ولد خلال زيارة للأبوين، في حين أن كثير من البلدان حول العالم حتى لو لم تكن غنية لاتمنح الجنسية لأجنبي الا اذا كان الابوين من مواطني البلد.
    دولة لايستطيع رئيسها منع مواطني دول يعتبرها ارهابية من دخول البلاد، فبمجرد اصدار قراره يتصدى له قاضي من هاواي او نيوجيرسي ليلغي قرار الرئيس.
    دولة قوامها اكثر من 300 مليون نسمة يحق لكل مواطن او من يحمل اقامة دائمة التعليم والعناية الصحية كاملة، تحصل فيها وانت غير مواطن على منح دراسية كاملة لتغطية نفقات دراستك الجامعية. دولة توفر وظائف لمن هم فوق السبعين واحيانا فوق التسعين، تجدهم يعملون في كل مكان. تستغرب لوجود إمرأة مسنة تقف على رجليها في وظيفة كاشير أو رجل مسن ينظم حركة المرور أمام المدرسة،، ذوي الاحتياجات الخاصة يعملون بغض النظر عن نوع اعاقتهم، يوفرون على الدولة مصاريف علاج ضخمة لأن العمل يوفر لهم التأمين الصحي، بينما في مجتمعاتنا عندما يصل أي منا الستين فهو غير صالح لشئ سوى الجلوس في كرسي أمام المنزل وانتظار الموت. طلاب المدارس والجامعات يعملون في الاجازات الصيفية وعطلة نهاية الاسبوع ليتعلموا المسؤولية وماهية الحياة العملية والاحساس بأنهم يستطيعون الحصول على مال بعرق جبينهم.
    يعاني السود والملونين من العنصرية في شتى انحاء العالم واقريها في بلداننا العربية، نجد اول رئيس اسود في امريكا. هل يمكن هذا ان يحدث هذا في روسيا او الصين او اي دولة اوربية مثل المانيا او فرنسا او هولندا او حتى امريكية جنوبية مثل البرازيل والارجنتين؟
    في اي دولة في العالم يمكن ان تجد السود يركبون العربات الفارهة ويمتلكون افخم المنازل غير امريكا؟ لكننا عندما نتحدث نتذكر فقط مافعلهم اجدادهم ضد السود وضد السكان الاصليين، ولا نعي الى التجاوز الذي حدث لهذه المرحلة والاستفادة من اخطاء الماضي لتحقيق مستقبل افضل. يدرس الاطفال في المدارس في الصف الاول سيرة مارتن لوثر كنغ محرر العبيد قبل جورج واشنطن the father of the nation. المدرسة فيها كل الاعراق، بحيث لا يحس طفل بفرق بينه وبين الاخر لتختفي النظرة العنصرية، بينما نحن الذين نتحدث عن العنصرية نمارس ابشع انواعها كل يوم ضد بعضنا وضد جيراننا. حتى وجود بضعة الاف من الاثيوبيين في السودان ننتقده (البلد اتملت حبش) ونحس بفوقية تجاههم لأنهم يعملون في المنازل، في حين يسخر من لون بشرتنا السمراء بعض اشقاؤنا العرب في اجهزة اعلام رسمية، فنرضى صاغرين، و نستشيط غضبا عندما نسمع بشخص اسود تمت معاملته بصورة غير محترمة في مقهى ستاربكس في امريكا بواسطة احد البيض.
    ربما كانت مواقف امريكا تجاه القضية الفلسطينية احد الاسباب التي جعلتنا نكرهها، وبالتأكيد ليس هناك من يبرر اخذ الأرض من الفلسطينيين بالقوة واحتلالها، ولكن هل امريكا وحدها التي وقفت مع الاحتلال؟ أين بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين؟ اليس هؤلاء هم اصحاب العضوية الدائمة في مجلس الأمن؟ هل استخدمت الصين أو روسيا حق الفيتو او او حتى اتخذت عقوبات ضد اسرائيل لجرائم القتل أو هل هناك اي دولة طالبت بانسحاب اسرائيل من فلسطين ومنحها للفلسطينيين؟ ليس هناك دولة غير (بعض) الدول العربية والاسلامية التي تناصر الفلسطينيين. الآخرون يرون أن اسرائيل أنشأت الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة محاطة بنظم استبدادية قمعية.
    لم يكن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الفرس أو الروم، وليس في ديننا الحنيف ما يشير الى ان يجوز لنا ان نمقت من لا يدينون بديننا.
    اذن هل علينا ان نحب امريكا؟
    العالم اليوم ينبني على المصالح. ولى عهد الدول الصديقة وغير الصديقة، وحل مكانها احلاف استراتيجية تخدم المصالح المشتركة. امريكا هي بقرة العالم الحلوب، سوق مفتوح لكل من يرغب في تسويق منتج ناجح. كل صاحب مصنع في الصين او تايوان او المكسيك يتمنى ان تغزو منتجاته الاسواق الامريكية المفتوحة وتفتح ذراعيها لكل انسان ناجح ليكون مصدر قوة اضافية للبلد. علينا ان نتوقف عن التفكير في أن أمريكا تصدر لنا المفسدات ولنتذكر اننا نحن من نختار ما نستورد.فمثلا يمكننا البحث في اليوتيوب عن كيفية تغيير فرامل السيارة او عن تسريحة مغنية الراب. الدول الأفريقية من حولنا اعتمدت التقنيات الحديثة مثل Artifiicial Intelligence and Machine Learning في الزراعة والصناعة والهند تمتلك أكبر مركز لتكنولوجيا البرمجيات خارج أمريكا، ونحن نلعنها ونسبها.
    امريكا ليست باي حال من الأحوال يوتوبيا. يوجد فيها الفساد كما هو موجود في اي مكان آخر على وجه الأرض، لكن بوجود حرية تعبير وقضاء مستقل ليس هناك احد فوق القانون. الحرية كفلت للمسلمين بناء المساجد وممارسة شعائرهم ولبس الحجاب للنساء. المسلمين الذين تعرضوا للظلم وكبت حريتهم في التعبير في بلادهم، استطاعوا في امريكا دخول الكونغرس والمجالس البلدية، على سبيل المثال الهان عمر عضو الكونغرس التي ولدت في الصومال و اصبحت من اكثر السياسيين شعبية في السوشال ميديا، وعلى العكس في كثير من الدول الاوربية تناضل المرأة المسلمة من أجل تغطية شعرها فما بالك ببناء مسجد؟
    المثير للاستغراب ان الكثيرين من السودانيين المناضلين من اجل الديمقراطية في السودان بينما يتعاطفون مع انظمة دكتاتورية مثل نظام صدام او كاسترو او تشافيز. فكيف اكون ثائر في وجه الظلم ومناصر لرئيس دولة أخرى بقبضة حديدية؟ اذا اردنا ديمقراطية مستدامة ومحمية من اطماع محبي السلطة يجب علينا ان ننضم لركب الدول التي تحكمها الشعوب والقوانين، يجب ان نزيل من رأسنا تماما مسألة الاستهداف أو أن أمريكا لاتريد لنا خيرا لأننا سنظل دوما في مانحن فيه, ونتخذ أمريكا الغنية بتعددها العرقي والثقافي مثلا نحتذيه في إرساء دولة المؤسسات والقانون، واضعين في الاعتبار التزامنا الديني، بعيدا عن استخدام الدين لأغراض سياسية. ينبغي ان نفاوض امريكا وروسيا والصين ومدغشقر من منطق دولة ذات سيادة يمثلها رئيس حكومة إختاره الشعب ولنغير النظرة التي كنا ننظر بها للعالم من حولنا وسيغير العالم نظرته لنا. نفتح ذراعينا لأمريكا وأوربا وأستراليا وساوتومي لنقوي اقتصادنا، ولا نناطح أمريكا فنظل نتسول القمح والبترول من أشقائنا العرب.

    طارق سري
    فرجينيا























                  

العنوان الكاتب Date
لماذا نعادي امريكا؟ بقلم طارق سري طارق سري11-17-19, 07:23 AM
  Re: لماذا نعادي امريكا؟ بقلم طارق سري عمر عيسى محمد أحمد11-17-19, 09:02 AM
    Re: لماذا نعادي امريكا؟ بقلم طارق سري Yasir Elsharif11-17-19, 10:12 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de