|  | 
  |  الكنه و الكهنوت بقلم علي بلدو |  | 03:46 PM October, 13 2019
 سودانيز اون لاينعلي بلدو-السودان
 مكتبتى
 رابط مختصر
 
 خواطر طبيب
 
 
 ان الشك في كل شئ او تعليق الحكم مؤقتا على اي شئ هو منهج عقلي صحيح و لا غنى عنه لطرح كل الاوهام و الاباطيل التي تصيب العقول فتعبث بها و تشل حركتها , و تفسد عليها رؤية الموضوع المراد معرفته و نقاشه بوضوح و دون شوائب, فتعجز من ثم عن التفكير و النقد و عن الحكم و عن اتخاذ القرار و يبداء التخبط و خبط عشواء, و من ثم ينعكس ذلك على واقع الحال و حياة الناس و معاشهم و طبعا اسعارهم  و التي تتطاير ارتفاعا للسماء , بينما تهوي القيم و المبادئ للارض السفلى.
 و ما نراه من انتشار للدجل و الشعوذة و ستات الزار و الفقراء المضروبين و شيوخ الدولار و التنزيل و غيرها من الاباطيل, و مشيها بين الناس الا كنتيجة حتمية لغياب العقل كميكانيزم نقدي و شكي, و ليس العقل العملي و الذكاء الفطري.
 فنحن نحتاج في بلادنا الي ذكاء نظري و استنارة, فكم وقع اصحاب الذكاء الاول في حبائل الدجالين و كم سمعنا ان فلانا الحاصل على الدكتوارة قد فقد الملايين على يد مشعوذ امي ’ اوهمه بمضاعفتها عن طريق التنزيل’ تصديقا لمقولة اهلنا الغبش ان0(القلم ما بيزيل بلم).
 و ليس هذا فحسب بل يتعداه للاشاعات و تصديق كل شئ يسمعه او يراه’ و ذلك لان ذكاءه فطري و ليس استناري.
 ان ممارسة الشك المنهجي ضرورة لتطهير العقل من الاوهام و الاراء الباطلة او الافكار الاخرى التي لم يتحصل عليها الفرد بالقناعة و اليقين و انما بالتقليد., و هي مهمة عسيرة و تحتاج لمزيد جراْة و شجاعة, فالتنوير هو استخدامك لعقلك بشجاعة, اي  بكل حرية دون املاء من احد كائنا من كان ’ و دون خوف من سلطة  او عقاب و دون وعد بالثواب او التحفيز, و دون خوف من املاءاءات التقاليد البالية و الثقافات االبائدة و تراتبية البيئة الاجتماعية و القهر السياسي و الاستعلاء الفكري  و سياسات الغاء الاخر و توازي العقل و محق الفكرة و نهب الحضارة:
 
 اذا بلغ الصبي لنا فطاما   تخر له الجبابرة ساجدينا
 و نشرب ان وردنا الماء صفوا  و يشرب غيرنا كدرا و طينا
 فنحن المانعون لما اردنا و نحن النازلون بحيث شينا
 و كاني بعمرو بن كلثوم التغلبي قد بعث فينا من جديد في امراءنا وولاتنا و معتمدينا و الذين اجادوا هذا الضرب من فن  التنافر و تصادم الافراد و سحق المجتمعات و بصورة مبهرة و جديرة بالدراسة.
 فكم اعتقدنا ان اشياء كثيرة تدور حولنا هي من الثوابت و الخطوط الحمراء و التي لا ياتيها الباطل من بين يديها و لا من خلفها, و غنينا لها و انشدناها’ و نافحنا عنها المشككين ووصفناهم بالجنون و االغباء و العمالة و التامر و الارتزاق, و لكنها تكشفت عن حقيقتها عند اول سؤال نقدي و اختبار للحقيقة, و تناثر ورق الشجر لتتبدى سؤات الواقع ثقافة و فكرا و شعرا و سياسة’ و نتحول من خانة الاصدقاء للاعداء في ثواني و العكس’ و تتوارى المبادئ لتاتينا المصالح’ و نعلم حينها باننا لسنا بافضل من غيرنا و ان الامر موضوع تواريخ ليس الا, و اننا لسنا سوى تجار في سوق نخاسة الثقافة و الفن ’ و يا له من سوق.
 
 و ما نراه و ننسمعه من انباء السرقاتت و الاختلاسات و الخيانات و سئ الاعمال غيرها’ يدرك ما قاله المتنبي:
 اذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه    و صدق ما يعتاده من توهم
 و عادى محبيه بقول عداته       و اصبح في ليل من الشك مظلم
 و الغريب ان ما حل بنا لم يكن من حبيب و لا رفيق مقنع’ و لكن من اخر معمم ’ و حتى العمة ليست من صنع بلادنا ’ رغم انه يدعي انه من الوطنيين, و لكن على الاقل فان عمامته ليست من هذا الوطن.
 | 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 |  
  |     |  |  |  |