|  | 
  |  حكاية من عنبرنا بقلم علي بلدو |  | 01:51 AM October, 08 2019
 سودانيز اون لاينعلي بلدو-السودان
 مكتبتى
 رابط مختصر
 
 
 
 عندما حضر الينا لاول مرة بالمركز كان حوالي الثلايين من العمر .,فتيا .’نديا ووسيما ممتلئا بالحيوية الدافقة و على وجهه تبدو سعادة غامرة و احتفاء بواقع لم يدركه الكثيرون منا و كانه قد وجد ضالته و هداه بنار اوقدها في ذهنه المهتاج و اوراها من جسده المنهك و قلبه الملتاع:
 و جاء معه بعض الاهل و الاقارب و الاصدقاء و  الذين ذكروا بانه كان متزوجا من احدى الفتيات و لكن زواجه لم يدم اكثر من عامين و بعدها حصل الانفصال و الطلاق بواسطة المحكمة الشرعية و التي فصلت بعدم اهليته, بما يسمى بالمرض المستحكم و الذي بموجب حكمه عادت الفتاة لمنزل والدها مطلقة, و جاءنا هو للعلاج مريضا, كما ذهب بعض القوم من قبل حبيسا و ذهب نصفهم الاخر رئيسا, و لذا اضحى واقعنا بئيسا.
 جالست الفتى لفترات طويلة و ذكر لي فيها انه كان االابن الوحيد و المدلل لوالدته, لم ير اباه لوفاته باكرا, و قال انها مثلت له كل شئ و لمم اانتبه  لكل شئ هذه الا لاحقا.
 اضاف محدثي ان امه اصيبت بمرض عضال و هو في السابعة من العمر و انه كان يرافقها في رحلة العلاج بعد العودة من المدرسة و التي اظهر فيها مستوى متميزا,( لانو ماما دايرة كده), و كان ينتظرها في جلسات العلاج الكيماوي و الاشعاعي و لم يكن يدري ما يعنيه  ذلك , لياتي المساء و هداة الليل لينام بجوارها محتضنا اياها, ليصحو علو صورة وجهها الشاحب و عيناها الغائرتين و هي تمسح على شعر راسه بيديها الواهنتين, و تحرص على اعداد الشاي و االافطار له . بل و كانت تطعمه بيدها.
 و اضاف و انه في ذات ليلة حالكة السواد وو  شديدة البرودة من شهر يناير لاعوام خلون رحلت والدته لعالم اخر بعد انن شب عن الطوق و كانها اصبحت ممثل انثى الاخطبوط  و التي تقضي بعد ولاددة صغارها مباشرة و لكن عزاءها انهم سيكبرون و يسبح صغيرها في المحيط كطائر بحري رائع الجمال و عندها فقط  ستعلم ان تضحيتها لم تذهب  سدى.
 
 
 انتي كيف تقولي لي كده يا امي!
 و دفع ذلك العروس لطلب الطلاق و هذا ما قد كان’ و بعدها انفجر باكيا:
 ( امي زمان شالوها مني, تاني يشيلوها مني حسه كمان)
 كل ذلك قبل ان يسترسل ضاحكا و مقهقها:
 ( لكن برضو تااني ح القاها, ماما دايما بتحب تلعب معاي, زي زمان)
 تركت عريسنا لترهاته و انشغلت بالعمل في مواقع اخرى لاتفاجا قبل فترة بنفس الشاب  بالقرب من  شارع المركز و ههو يناديني باسمي مستبشرا:
 ( الدور ده لحدي حسه ما لقيتها الظاهر زعلانة مني, و لا مما كده)
 و لشئ ما اعتراني وقتها لم اجبه , و لعله منظر دموعه المنهمرة و هو يحتضن صورتها الجميلة املا في وصال ات و لم شمل قريب , ليمضي هو في بحثه عن ما يريد و نمضي نحن لما نريد, و لربما نفشل ايضا في ايجاد ما نبحث عنه.
 | 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 |  
  |     |  |  |  |