|
Re: عوو...ووك لدكتور حمدوك ووزير ماليته!؟! بقلم (Re: حافظ قاسم)
|
الأخ الفاضل / الدكتور حافظ عباس قاسم التحيات لكم وللإخوة القراء
يا أخونا الفاضل : هون علينا شوية شوية .. ولا تخوفنا أكثر من ذلك !!.. وناولنا تلك الجرعات القاسية المريرة ( بشيش بشيش ) كما يقول أهلنا السودانيين .. وبالصراحة التامة فإن أحوال الشعب السوداني اليوم لا تحتمل المزيد والمزيد من إشارات التخويف .. وهو ذلك الشعب الذي بلغ مراحل الجنون .. وعلى وشك الانهيار .. ومعظم أفراد الشعب السوداني اليوم يفقدون تلك الصواميل التي كانت تتحكم في العقول .. وأعقل الناس فينا اليوم هو من يملك صامولة واحدة حتى ولو كانت مهلهلة !!!.
في حمى تلك الأحوال القاسية والظروف الحياتية التي يمر بها إنسان السودان اليوم فإن تلك الحقائق والمعلومات الواردة في مقالكم هي مهبطة أولاُ .. ثم تمثل نوعاُ من الطلاسم ثانياُ .. ولا يقدر على استيعابها تلك النفوس التي تعيش الهلوسة !! ,
حكايتك وحال الشعب السوداني تذكرني بقصة رجل تعود أن يشتري جوال بلح واحد كل مرة .. ثم يرحل ذلك الجوال لمكان البيع .. وحين ينتهي من بيع الكمية يضع قيمة شراء الجوال ( الرأسمال ) في الجيب على اليمين .. ثم يأخذ الزائد ( الربح ) ويضعه في الجيب الآخر على الشمال .. وبعد ذلك ينصرف ليشتري المقدور الميسر المتاح لأولاده وأهل بيته .. وقد استمر في ذلك المنوال لسنوات وسنوات دون زيادة أو نقصان .. ولكن ( أولاد الحلال ) لا يتركون الناس في شأنهم .. فقالوا لذلك الرجل لما لا تشتري من تاجر الجملة عدد 10 جوالات بلح تحت الحساب بدلاُ من جوال واحد كل مرة .. وبعد إكمال كل الكمية بالبيع قم بتسديد قمة الجوالات العشرة لتاجر الجملة .. ثم خذ الربح الزائد ليمثل ربحاُ تتصرف فيه .. فعمل الرجل بتلك النصيحة .. ولكنه بعد الفراغ من بيع كامل الكمية دخل في ربكة شديدة .. فبدأ كالعادة يخصص مبلغاُ من المال في مقابل الرأسمال ليوم غد ووضع المبلغ في جيبه على اليمين .. ثم أبعد مستحقات تاجر الجملة ووضع المبلغ على الأرض .. ثم أخذ الباقي الذي يمثل الربح فوضعه في الجيب على اليسار .. وبعد ذلك غادر المكان ومبلغ التاجر مازال على الأرض .. فكان المبلغ من حظ المارين من أبناء السبيل .. ولم يدرك ذلك الرجل البسيط المتواضع مقدار الخطأ الجسيم الذي حدث إلا غداُ حين طالبه تاجر الجملة بحقوقه .. وعند ذلك أدرك المسكين أنه قد دخل في ديون كبيرة !!.. فبدأ يردد عبارته تلك التي أصبحت مشهورة فيما بعد : ( أنا كان مالي ومال الجمل والجمالي ؟؟ .. كان ذلك هو ربحي !! . وكان ذلك هو رأسمالي .. وكان ذلك هو المقدور من الفول والطعمية مع أولادي !!! ) .
وفي الختام لكم خالص التحيات .
|
|
|
|
|
|