اثنان و خمسون؟ بقلم اد علي بلدو

اثنان و خمسون؟ بقلم اد علي بلدو


09-04-2019, 04:12 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1567609966&rn=0


Post: #1
Title: اثنان و خمسون؟ بقلم اد علي بلدو
Author: علي بلدو
Date: 09-04-2019, 04:12 PM

04:12 PM September, 04 2019

سودانيز اون لاين
علي بلدو-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



خواطر طبيب


ان المتتبع لتاريخ هذه البلاد منذ عهد النوبيين و ممالكهم المختلفو من علوة و المغرة و نوباتيا’ و مروراً بالسلطنة الزرقاء و المهدية و الاستعمار الانجليزي و ما تلاه من حكومات وطنية مستلبة ’ نجد في خلال كل تلك العهود و الفترات التاريخية و الحقب المختلفة ’ ان هنالك فئة من الناس ادمنت الظهور وسط اجواء الاحتقان و التشابك المجتمعي ’ و مارست دوماً دور الوساطة و الاصلاح بين هذا و ذاك كما يدعون :
كلهم يدعي وصلاً بليلى و ليلى لا تقر لهم بذاكا
كما تتوشح دوما هذه الفئة من الناس بمسوح الرهبان و تصوف الزهٌاد’ و تتجافى جنوبهم عن المضاجع’ كما يزعمون’ ما اجل رتق النسيج الاجتماعي و الاصلاح بين الناس و حل المشكلات(باخوي و اخوك) و بنظام( باركوهها يا جماعة) او كما يدعون.
و من اهم استراتيجيات الجماعة(ديل) هو عدم السؤال عن ما حدث’ على اعتبار ان السؤال قد يسئ الي البعض’ لا سمح الله’ و يؤدي لمشاكل و فتنة كبرى.
كما انه ليس مهماً في عرفها الاعتراف او الاعتذار’ على اعتبار ان (الحصل حصل) و نحاول البداية من جديد.
على ان الاهم عندها هو ان(كل شئ بيتصلح) و لا داعي لاشياء جديدة’ و ان (جناً تعرفوا) افضل من تغييرات و حراك لا احد يعلم ما سيوصلنا اليه.
و تتفاوت اعداد المشاركين في فئة المصلحين هؤلاء تفاوتاً كبيراً’ فبدءُ من واحد فقط كما في المملكة العربية و التي قال زعيم مبادرتها(امير المؤمنين هذا’ و ان مات فهذا اي ابنه و عشيرته و اخوانه’ و من ابى فهذا اي السيف و البطش)’ و مرورا باربعة كما في النوبة القديمة ’ ثم عشرين في السلطنة الزرقاء’ و الان في ايام السؤ النحسات هذه’ فقد تضاعف الرقم تماشيا مع ارتفاع الاسعار و التضخم في كل شئ’ بما في ذلك الضمائر و الاخلاق.
عله من نافلة القول ان نذكر’ ان هؤلاء القوم غالبا ما يتداعون في وقت واحد باعتباره نوعاً من التخاطر’ و غالباً ما يكونون ممن تقلبوا مع الانظمة يمينا و يسارا و كفرا و ايمانا’ و جربهم الشعب قبل ذلك ’ فمنهم من باع ثورة شعبه للعسكر’ و منهم من اشترى باموال النضال شققا و عمارات لا يزال يسمنها هو و ابنائه الي اليوم في احياء الخرطوم الراقية ’ و منهم من مهدٌ الطريق لوصول البعض الي مبتغاه باليل و قبض الثمن و اشترى به خبزا ’ و لم يعلم بانه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان!
كما ان الغريب انهم دوماً يجدون قاعة للاجتماع فيها و يكون تصديق السلطات جاهزا بسرعة غريبة’ و كما ان قنوات و اذاعات الوالي و صحف السلطان و منظمات الاميرة’ تكون دوماً حاضرة و بتنظيم عجيب’ في وقت يعاني فيه الاخرون من صعوبات جمة في استكمال التصاديق حتى لاقامة اعياد الميلاد’ مما يوحي بان هذه الفئة هي من اهل الخطوة و ممن اجتباهم الله و فضلهم على العالمين !
و من ينظر في توصيات هذه المجموعة يجدها لا تخرج عن توصيات من كان قبله و كان الامر وراثة و انهم(مجبودين) في قبيلة اهل المبادرات و دعاة اصلاح ذات البين’ و تكون التوصيات هي نفسها و تدعو الجميع الي ان( يختوا الكورة واطة) و ان لا يسيئوا الظن بالوالي او ببعضهم’ عملا بقول شاعرهم:

ايها الناس لا تسيئوا الظن بالوالي
فسؤ الظن في الشرع محٌرم
فانا في كل احوالي
سعيد" و منعم
قد قلت ما اعلمه عن حالتي
و الله اعلمْ
و لعله من الضروري بمكان ان نختتم خواطرنا هذه بالاشارة الي ان الكيكة الحكومية المسمومة قد توزعتها الايادي البيضاء و السوداء’ و ان ايام السنة قد توزعتها المجموعة هذه ايضا بواقع اسبوع لكل واحد منهم’ فكما ان اسابيع العام هي اثنان و خمسون’فقد جاء عددهم ايضا و عدتهم فتنة للذين عارضوا و توالوا و هي اثنان و خمسون ايضاً’و حتى لا نسئ الظن فانها مجرد مصادفة ’ في بلاد تكثر فيها الصدف و المصادفات’ اليس كذلك؟؟