Post: #1
Title: ودلوعته !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 09-04-2019, 02:15 PM
02:15 PM September, 04 2019 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
*موغابي كان قد انسحب مكرهاً.. *انسحب من كرسي للرئاسة بدا وكأنه بات (جزءاً) منه.. *أو أحد أعضائه التي وُلد بها...وستموت معه.. *وسُحبت من زوجته (الدلوعة) - غريس - شهادة دكتوراه مُنحت لها زوراً.. *وسُحب نائب رئيس جامعة زيمبابوي من مكتبه غصباً.. *وتوالت الانسحابات من حياة غريس ؛ أراضٍ...أرصدة...عقارات... مجوهرات.. *فقدت كل شيء...بعد أن كانت تطمع في كل شيء.. *طمعت حتى في زيمبابوي كلها عقب وفاة زوجها...بعد أن فرضت نفسها وريثة.. *ولكن صاحب السبع أرواح لم يحقق لها أمنيتها بالموت السريع..
*فقد ظل كاتماً على نفسها - وأنفاس شعبه - سنين عدداً.. *وحين احتفل بعيد ميلاده الثالث والتسعين قال (عقبال ما أطفئ الشمعة المئة).. *ورددت هي جهراً (يا رب)...ثم سراً (يا رب تموت).. *وإلى أن يموت - على أقل من مهله - طفقت تتسلى بالمكاوشة.. *كاوشت على أراضٍ...وأموال...وعقارات...وحُلي...وكل شيء ذي (قيمة مادية).. *ثم انتبهت إلى أنها لم تكاوش أي شيء له (قيمة أدبية).. *فكاشفت نائب رئيس جامعة زيمبابوي - ليفي نياغورا - برغبتها في شهادة دكتوراه.. *فقال من فوره (عيوني ليك... ح تصلك لحد البيت).. *ودون أن ترى (عيونها) هي الجامعة وصلتها فعلاً...وبعد شهر واحد فقط.. *وما صدقت أن حتى الشهادات العليا يمكن أن تأتيها لحد البيت..
*وتظل عبارة لحد البيت هذه هي أحد أبرز عناوين الفساد في الدول (المظلمة).. *الدول التي تجري فيها عمليات الفساد بعيداً عن (الأضواء).. *الدول التي لا ترى فيها الأعين الفساد إلا بعد أن يُسحب فرعونها من كرسيه.. *ولم يتكشف الفساد في زيمبابوي الآن إلا بعد سحب موغابي.. *بينما الدول التي تحتكم للديمقراطية - وآلياتها - يصعب على الفساد فيها التخفي.. *وها هي إسرائيل تحقق مع رئيس وزرائها في قضية فساد.. *تحقق معه رغم نذر المواجهة عسكرية مع إيران.. *ثم لا يستطيع التحجج بعبارة (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة).. *علماً بأن فساده المتهم به لا يساوي قيمة أرض واحدة من التي كاوشتها غريس.. *ولا نصف قيمة ما دفعته في شهادة الدكتوراه.. *ولا ربع ما بعزقه زوجها - بإسراف سفيه - في عيد ميلاده الثالث والتسعين.. *فأغلب الفساد في مثل هذه الدول يأتي لحد البيت.. *من لحمة وخضروات...وحتى نتائج انتخابات.. *والآن تكاثرت عندنا شهادات عليا تكاثر البعوض - والذباب - في خريفنا هذا.. *شهادات لا عد لها ؛ ماجستير...دكتوراه...ودكتوراه فخرية.. *وكل يوم تنهال آلاف التبريكات - عبر وسائل الإعلام - على العشرات من حامليها.. *وأغلبها وصل إلى أصحابها (لحد البيت).. *ولكنا ما كنا نتخيل أبداً أنه حتى خزائن المركزي يمكن أن تصل (لحد البيت).. *أو ما كان يجب أن يُودع فيها من عملات شتى.. *بل - وفي مفارقة غريبة - مركزي البيت هذا كان أكثر ثراءً من مركزي الدولة.. *وشهادة دكتوراه سته (الدلوعة) أكثر خواءً من رأسها.. *وكانت قد وصلتها أيضاً - من بين ما وصل - لحد البيت.. *وكل شبيهٍ لموغابي لا تتكشف أسرار فساده إلا بعد أن يُسحب منه الكرسي كرهاً.. *ثم يُسحب منه كل شيء ظل يكتنزه سنين عدداً.. *ومن (دلوعته) !!.
alintibaha
|
|