*موغابي كان قد انسحب مكرهاً.. *انسحب من كرسي للرئاسة بدا وكأنه بات (جزءاً) منه.. *أو أحد أعضائه التي وُلد بها...وستموت معه.. *وسُحبت من زوجته (الدلوعة) - غريس - شهادة دكتوراه مُنحت لها زوراً.. *وسُحب نائب رئيس جامعة زيمبابوي من مكتبه غصباً.. *وتوالت الانسحابات من حياة غريس ؛ أراضٍ...أرصدة...عقارات... مجوهرات.. *فقدت كل شيء...بعد أن كانت تطمع في كل شيء.. *طمعت حتى في زيمبابوي كلها عقب وفاة زوجها...بعد أن فرضت نفسها وريثة.. *ولكن صاحب السبع أرواح لم يحقق لها أمنيتها بالموت السريع..
*فقد ظل كاتماً على نفسها - وأنفاس شعبه - سنين عدداً.. *وحين احتفل بعيد ميلاده الثالث والتسعين قال (عقبال ما أطفئ الشمعة المئة).. *ورددت هي جهراً (يا رب)...ثم سراً (يا رب تموت).. *وإلى أن يموت - على أقل من مهله - طفقت تتسلى بالمكاوشة.. *كاوشت على أراضٍ...وأموال...وعقارات...وحُلي...وكل شيء ذي (قيمة مادية).. *ثم انتبهت إلى أنها لم تكاوش أي شيء له (قيمة أدبية).. *فكاشفت نائب رئيس جامعة زيمبابوي - ليفي نياغورا - برغبتها في شهادة دكتوراه.. *فقال من فوره (عيوني ليك... ح تصلك لحد البيت).. *ودون أن ترى (عيونها) هي الجامعة وصلتها فعلاً...وبعد شهر واحد فقط.. *وما صدقت أن حتى الشهادات العليا يمكن أن تأتيها لحد البيت..
*وتظل عبارة لحد البيت هذه هي أحد أبرز عناوين الفساد في الدول (المظلمة).. *الدول التي تجري فيها عمليات الفساد بعيداً عن (الأضواء).. *الدول التي لا ترى فيها الأعين الفساد إلا بعد أن يُسحب فرعونها من كرسيه.. *ولم يتكشف الفساد في زيمبابوي الآن إلا بعد سحب موغابي.. *بينما الدول التي تحتكم للديمقراطية - وآلياتها - يصعب على الفساد فيها التخفي.. *وها هي إسرائيل تحقق مع رئيس وزرائها في قضية فساد.. *تحقق معه رغم نذر المواجهة عسكرية مع إيران.. *ثم لا يستطيع التحجج بعبارة (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة).. *علماً بأن فساده المتهم به لا يساوي قيمة أرض واحدة من التي كاوشتها غريس.. *ولا نصف قيمة ما دفعته في شهادة الدكتوراه.. *ولا ربع ما بعزقه زوجها - بإسراف سفيه - في عيد ميلاده الثالث والتسعين.. *فأغلب الفساد في مثل هذه الدول يأتي لحد البيت.. *من لحمة وخضروات...وحتى نتائج انتخابات.. *والآن تكاثرت عندنا شهادات عليا تكاثر البعوض - والذباب - في خريفنا هذا.. *شهادات لا عد لها ؛ ماجستير...دكتوراه...ودكتوراه فخرية.. *وكل يوم تنهال آلاف التبريكات - عبر وسائل الإعلام - على العشرات من حامليها.. *وأغلبها وصل إلى أصحابها (لحد البيت).. *ولكنا ما كنا نتخيل أبداً أنه حتى خزائن المركزي يمكن أن تصل (لحد البيت).. *أو ما كان يجب أن يُودع فيها من عملات شتى.. *بل - وفي مفارقة غريبة - مركزي البيت هذا كان أكثر ثراءً من مركزي الدولة.. *وشهادة دكتوراه سته (الدلوعة) أكثر خواءً من رأسها.. *وكانت قد وصلتها أيضاً - من بين ما وصل - لحد البيت.. *وكل شبيهٍ لموغابي لا تتكشف أسرار فساده إلا بعد أن يُسحب منه الكرسي كرهاً.. *ثم يُسحب منه كل شيء ظل يكتنزه سنين عدداً.. *ومن (دلوعته) !!.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة