| 
 | Post: #1 Title: ملحدون ..و نفتخر! بقلم ا د / علي بلدو
 Author: علي بلدو
 Date: 08-30-2019, 07:33 PM
 
 
 07:33 PM August, 30 2019  سودانيز اون لاينعلي بلدو-السودان
 مكتبتى
 رابط مختصر
 
 خواطر طبيب
 
 
 تزايدت في الاونة الاخيرة ظواهر ما يمكن ان نطلق عليه اضطرابات الاعتقاد و القناعات و الطقوس الغريبة على المجتمع و التي لم يالفها الكثير من الناس’ من رقص خليع و سافر علنا جهارا نهارا’الي ديانات جديدة و الحاد علني و مستتر من الشمس التي ينتظرها الناس فجرا علي شاطئ(سايدون) او نيلنا الجميل ’ مرورا بالقرابين و الذبائح  و النذور التي تراق دماءها على شط البحر تيمنا و تبركا و قربى للالهة و الخير و الجمال ’ و ايضا ظواهر الانتقال الي اديان جديدة سماوية كانت او بشرية و لا يزال الامر متصاعدا يوما بعد يوم و تصاعدت ناره حتى لامست عنان السماء او كادت.
 و بعيدا عن التشنجات و الصراخ و العويل و التهديد بالويل و الثبور و عظائم الامور ’ و دون التباكي على اللبن المسكوب و المجتمع السوداني المتماسك السليم المعافي  و مجتمع التقاليد و الاعراف التليدة و الراسخة و انسان الطود الشامخ و البناء الراسخ و العمل الدوؤب و الجهاد المتصل و غيرها من ( الفرمالات) التي مللنا سماعها و اصبحت(ما جايبة حقها) الا في الخطب الرنانة و المواعظ الهوجاء  التي يلقيها ائمة الحكومة في المساجد اسبوعيا من الاوراق التي توزعها عليهم  ادارة دعوتهم التي بها يصدحون و ينادون باصوات ثائرة و ايادي مرفوع  ’ ليرهبوا المصلين اولا و من ثم عدو الله و عدوهم!
 بعيدا عن كل ذلك نجد ان الواقع الحالي لمعظم الشباب و الشابات’ ’ نجد ذلك الواقع مترديا للغاية من تفشي للعطالة و البطالة و تاخر سن الزواج’ مرورا بالهجرة و النزوح و الاغتراب و عدم الاستقرار المجتمعي و فقدان ثقافة السلم’ و عطفا على تنامي ادمان المخدرات و الفضاء المفتوح و الثورة الرقمية و تصادم الثقافات و الجاليات مع الحدود المفتوحة و الفضائيات الفاتحة(اربع و عشرين ساعة).
 ليس هذا فحسب بل يضاف اليه المشاكل الاسرية و الحالة الاقتصادية المتردية و الضغوط الكثيفة التي يعيشها الشارع السوداني و الشبابي بالذات’ مع فقدان الامل في المستقبل و الامان المجتمعي و ضعف الثقة في النفس و الاخرين و الشعور العارم بالاحباط و الملل و الضجر و تزايد معدلات الكابة و الاكتئاب و الروتين القاتل ’ لدرجة التفكير في ترك الحياة(ذاتها) ناهيك الدين او العرف او التقاليد
 كيف لا يحمل الشباب الطاوؤس متبركين به بالوانه الجميلة ’ بعد ان عانوا من الغربان و طائر الشوم في عنف و قتل الجامعات و قمع التجمعات السلمية و كشات(خوف المجتمع)’ و كيف لا يحملونه و قد رفرفت فوقهم رايات الدواعش السود في المنابر و المساجد و المدارس و اظلتهم كليلة  ظلماء حالكة السواد ادلهم فيها الليل و اظلم’ كيف لا ينتظرون شروق الشمس و قد غابت شمس العدل و المساواة وسط المحسوبية و الواسطة و الفساد و الرشوة’ نحن نحتاج ىسادتي ان نمد لهؤلاء الشباب ايدينا بدلا عن سياطنا و ان نفتح لهم قلوبنا بدلا عن سجوننا و ان نستمع لهم بدلا من الصراخ في وجوههم’ ان كنا فاعلين.
 | 
 |