تزايدت في الاونة الاخيرة ظواهر ما يمكن ان نطلق عليه اضطرابات الاعتقاد و القناعات و الطقوس الغريبة على المجتمع و التي لم يالفها الكثير من الناس’ من رقص خليع و سافر علنا جهارا نهارا’الي ديانات جديدة و الحاد علني و مستتر من الشمس التي ينتظرها الناس فجرا علي شاطئ(سايدون) او نيلنا الجميل ’ مرورا بالقرابين و الذبائح و النذور التي تراق دماءها على شط البحر تيمنا و تبركا و قربى للالهة و الخير و الجمال ’ و ايضا ظواهر الانتقال الي اديان جديدة سماوية كانت او بشرية و لا يزال الامر متصاعدا يوما بعد يوم و تصاعدت ناره حتى لامست عنان السماء او كادت. و بعيدا عن التشنجات و الصراخ و العويل و التهديد بالويل و الثبور و عظائم الامور ’ و دون التباكي على اللبن المسكوب و المجتمع السوداني المتماسك السليم المعافي و مجتمع التقاليد و الاعراف التليدة و الراسخة و انسان الطود الشامخ و البناء الراسخ و العمل الدوؤب و الجهاد المتصل و غيرها من ( الفرمالات) التي مللنا سماعها و اصبحت(ما جايبة حقها) الا في الخطب الرنانة و المواعظ الهوجاء التي يلقيها ائمة الحكومة في المساجد اسبوعيا من الاوراق التي توزعها عليهم ادارة دعوتهم التي بها يصدحون و ينادون باصوات ثائرة و ايادي مرفوع ’ ليرهبوا المصلين اولا و من ثم عدو الله و عدوهم! بعيدا عن كل ذلك نجد ان الواقع الحالي لمعظم الشباب و الشابات’ ’ نجد ذلك الواقع مترديا للغاية من تفشي للعطالة و البطالة و تاخر سن الزواج’ مرورا بالهجرة و النزوح و الاغتراب و عدم الاستقرار المجتمعي و فقدان ثقافة السلم’ و عطفا على تنامي ادمان المخدرات و الفضاء المفتوح و الثورة الرقمية و تصادم الثقافات و الجاليات مع الحدود المفتوحة و الفضائيات الفاتحة(اربع و عشرين ساعة). ليس هذا فحسب بل يضاف اليه المشاكل الاسرية و الحالة الاقتصادية المتردية و الضغوط الكثيفة التي يعيشها الشارع السوداني و الشبابي بالذات’ مع فقدان الامل في المستقبل و الامان المجتمعي و ضعف الثقة في النفس و الاخرين و الشعور العارم بالاحباط و الملل و الضجر و تزايد معدلات الكابة و الاكتئاب و الروتين القاتل ’ لدرجة التفكير في ترك الحياة(ذاتها) ناهيك الدين او العرف او التقاليد كيف لا يحمل الشباب الطاوؤس متبركين به بالوانه الجميلة ’ بعد ان عانوا من الغربان و طائر الشوم في عنف و قتل الجامعات و قمع التجمعات السلمية و كشات(خوف المجتمع)’ و كيف لا يحملونه و قد رفرفت فوقهم رايات الدواعش السود في المنابر و المساجد و المدارس و اظلتهم كليلة ظلماء حالكة السواد ادلهم فيها الليل و اظلم’ كيف لا ينتظرون شروق الشمس و قد غابت شمس العدل و المساواة وسط المحسوبية و الواسطة و الفساد و الرشوة’ نحن نحتاج ىسادتي ان نمد لهؤلاء الشباب ايدينا بدلا عن سياطنا و ان نفتح لهم قلوبنا بدلا عن سجوننا و ان نستمع لهم بدلا من الصراخ في وجوههم’ ان كنا فاعلين.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة