Post: #1
Title: مستر (نو) !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 08-25-2019, 03:59 PM
03:59 PM August, 25 2019 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
* هكذا سماني بعض الثوار.. * فأنا - حسب رأيهم - كنت أعارض الإنقاذ.. *حتى إذا ما ذهبت الإنقاذ هذه - الآن - فأنا (لسه) أعارض.. * تماماً كما الشيوعي ذاك - في الطرفة - الذي نجا من الغرق إلى جزيرة نائية.. * فسأل نفراً من أهلها إن كانت لديهم حكومة.. * فلما أجابوا بالإيجاب صاح فرحاً: خلاص تمام...أنا معارض منذ هذه اللحظة.. * وللغرابة فإن الشيوعيين - عندنا - مازالوا يعارضون أيضاً..
* وفي غرابة أشد فإنني أجد نفسي داخل خندقهم هذا ذاته...بمحض الصدفة.. * فمعارضتهم هذه (بالمنطق)...وتخوفهم في محله.. * وقمة المنطق أن يبصر المرء ما لا يبصره الكثيرون... فالمقدمات تقود إلى النهايات.. *هكذا هو المنطق الرمزي... والصوري... والسياسي كذلك.. * لا منطق الـ (لا) منطق الذي ظل ينتهجه كثير من إعلاميي الإنقاذ... ومنهم إسحاق.. * فإسحاق هذا أثبتت الأحداث ــ الآن ــ أن كل حديثه (فشنك).. * لا قوة تدبير... ولا عبقرية تنظير ... ولا مسرحيات ظاهرها الغباء وباطنها الذكاء..
* بل بدا كل شيء ــ واحد ــ غبياً جداً؛ منذ لحظة السقوط المدوي.. * فقد آمن كثيرون منهم بمقولة (لن نسلمها إلا لعيسى)... وما من عيسى أصلاً.. *ولكن ــ وإحقاقاً للحق ــ أبصر قليلٌ منهم ما عمي عن غالبهم.. *منهم من كان سابقاً؛ كالجميعابي... وغازي صلاح الدين... وأمين حسن عمر... * ومنهم من جاء لاحقاً؛ كأحمد عبد الرحمن... وربيع عبد العاطي.. * ومما قاله أحمد عبد الرحمن هذا: (لقد سقطنا منذ لحظة انقيادنا لشخص واحد).. * كل الإسلاميين ــ عدا قلة ــ انساقت وراء البشير.. * فهو ما يريهم إلا ما يرى... وما يهديهم إلا سبيل الرشاد؛ وهكذا يُصنع الطغاة.. * ونحن نستخدم كلمة (نو) الآن منعاً لصناعة فرعون آخر.. * فلا قداسة إلا للأفكار... والسياسات... والمواثيق؛ وللثورات فراعينها أيضاً.. * وميثاق الثورة الدستوري تم خرقه قبل أن يجف حبره.. * قيل لا محاصصة... فإذا بالمحاصصة تبدأ مع بداية الاختيار للمجلس السيادي.. * فإن قلنا (نو) صيح فينا بغضب: أنتم (مستر نو).. * وكذلك حين انتقدنا القدرات التفاوضية للذين انبروا لهذه المهمة من الثوار.. * وأيضاً عندما قلنا (نو) لطول خطاب الأصم.. * فـ (طول) عمر الإنقاذ ظللنا ننتقد (طول) خطبها السياسية الجوفاء... بلا معنى.. * فمن سمات الديمقراطية (الحقة) قلة الكلام... وكثرة العمل.. * وفي الديمقراطيات العالمية الراسخة لا أحد يتكلم كثيراً... حتى يمل المستمعون.. * فهم يعملون بحكمتنا المهملة (خير الكلام ما قلَّ ودلَّ).. * وسوف نظل نقول (نو) متى رأينا اعوجاجاً يستحق التقويم... فلا بشير جديد.. * ولكن (مستر نو)!!
alintibaha.
|
|