* هكذا سماني بعض الثوار.. * فأنا - حسب رأيهم - كنت أعارض الإنقاذ.. *حتى إذا ما ذهبت الإنقاذ هذه - الآن - فأنا (لسه) أعارض.. * تماماً كما الشيوعي ذاك - في الطرفة - الذي نجا من الغرق إلى جزيرة نائية.. * فسأل نفراً من أهلها إن كانت لديهم حكومة.. * فلما أجابوا بالإيجاب صاح فرحاً: خلاص تمام...أنا معارض منذ هذه اللحظة.. * وللغرابة فإن الشيوعيين - عندنا - مازالوا يعارضون أيضاً..
* وفي غرابة أشد فإنني أجد نفسي داخل خندقهم هذا ذاته...بمحض الصدفة.. * فمعارضتهم هذه (بالمنطق)...وتخوفهم في محله.. * وقمة المنطق أن يبصر المرء ما لا يبصره الكثيرون... فالمقدمات تقود إلى النهايات.. *هكذا هو المنطق الرمزي... والصوري... والسياسي كذلك.. * لا منطق الـ (لا) منطق الذي ظل ينتهجه كثير من إعلاميي الإنقاذ... ومنهم إسحاق.. * فإسحاق هذا أثبتت الأحداث ــ الآن ــ أن كل حديثه (فشنك).. * لا قوة تدبير... ولا عبقرية تنظير ... ولا مسرحيات ظاهرها الغباء وباطنها الذكاء..
* بل بدا كل شيء ــ واحد ــ غبياً جداً؛ منذ لحظة السقوط المدوي.. * فقد آمن كثيرون منهم بمقولة (لن نسلمها إلا لعيسى)... وما من عيسى أصلاً.. *ولكن ــ وإحقاقاً للحق ــ أبصر قليلٌ منهم ما عمي عن غالبهم.. *منهم من كان سابقاً؛ كالجميعابي... وغازي صلاح الدين... وأمين حسن عمر... * ومنهم من جاء لاحقاً؛ كأحمد عبد الرحمن... وربيع عبد العاطي.. * ومما قاله أحمد عبد الرحمن هذا: (لقد سقطنا منذ لحظة انقيادنا لشخص واحد).. * كل الإسلاميين ــ عدا قلة ــ انساقت وراء البشير.. * فهو ما يريهم إلا ما يرى... وما يهديهم إلا سبيل الرشاد؛ وهكذا يُصنع الطغاة.. * ونحن نستخدم كلمة (نو) الآن منعاً لصناعة فرعون آخر.. * فلا قداسة إلا للأفكار... والسياسات... والمواثيق؛ وللثورات فراعينها أيضاً.. * وميثاق الثورة الدستوري تم خرقه قبل أن يجف حبره.. * قيل لا محاصصة... فإذا بالمحاصصة تبدأ مع بداية الاختيار للمجلس السيادي.. * فإن قلنا (نو) صيح فينا بغضب: أنتم (مستر نو).. * وكذلك حين انتقدنا القدرات التفاوضية للذين انبروا لهذه المهمة من الثوار.. * وأيضاً عندما قلنا (نو) لطول خطاب الأصم.. * فـ (طول) عمر الإنقاذ ظللنا ننتقد (طول) خطبها السياسية الجوفاء... بلا معنى.. * فمن سمات الديمقراطية (الحقة) قلة الكلام... وكثرة العمل.. * وفي الديمقراطيات العالمية الراسخة لا أحد يتكلم كثيراً... حتى يمل المستمعون.. * فهم يعملون بحكمتنا المهملة (خير الكلام ما قلَّ ودلَّ).. * وسوف نظل نقول (نو) متى رأينا اعوجاجاً يستحق التقويم... فلا بشير جديد.. * ولكن (مستر نو)!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة