Post: #1
Title: فنٌ السطوُ المــدنْكلٌ! بقلم اد / علي بلدو
Author: علي بلدو
Date: 08-20-2019, 04:42 PM
04:42 PM August, 20 2019 سودانيز اون لاين علي بلدو-السودان مكتبتى رابط مختصر
خواطر طبيب
عرف الناس السرقة منذ الاف السنيـــن و حاكموا السارقين و سجنوهم و جلدوهم و قتلوهم ايضاً’ و من الوصايا العشر الشهيرة في الانجيل 0( لا تسرق) و تم تحريمها و تجريمها في جميع الاديان و المعتقدات الارضية و تلك السماوية’ باعتبار الفطرة و الذووق و الوجدان السليم’ كما يقول اهل التشريع و القانون ’ ان كان في هذه البلاد الظالمُ حكامها قانون! كما ظهرت فئة من السارقين النبلاء و الذين يقومون بالسرقة من الاغنياء لاعطاء الفقراء كنوع من الشرف و المرؤة و الشهامة و الكرم’ و سارت بذكرهم الركبان و صاروا اساطيراً تُروى و احاجيٌ تُحْكى. و من امثلتهم ارسين لوبين و روبين هود ووليام والاس ’ كما اشتهر بها بعض صعاليك العرب كالشنفري و تابط شراً و حتى بعض الهمباتة في السودان. الا ان الخطير في الامر هو ظهور فئة من السارقين و اللصوص المتانقين و المتدثرين برداء الاسلام و هو منهم براء’ و يعدون ممن تراْس بتيجان الحق من غير استحقاق و نال بالغش و التزوير و السرقة و النهب’ و تعد هذه العصابة هي الاشد لؤماً على مدار التاريخ ’ و لسؤ حظنا فقد حكمونا ثلاثين عاما حتى الان و يريدون المزيد بواجهاتهم الجديدة’ بعد ان سطوا على السلطة و يريدون الان ان يسرقوا الثورة ايضاً’ و ما ذلك عليهم بعسير او ببعيد! و اهم ما يميز سطو هذه المجموعة انه سطو بلا شرف’ فان كان الهمباتي لا يسرق زاملة المراة و الطفل و المعاق و المعسر و من له ناقة واحدة كرما و شرفاً بين اللصوص’ فان هذه الجماعة لا شرف لها و لا ميثاق و ان تسمت باسمه في احدي تقلباتها الكثيرة و اسماءها الكُثر. فقد سرقوا اموال تحصين الاطفال و الرضُع و مستحقات الايتام و الارامل و اصحاب الحاجات و باعوا الاعانات و المساعدات هم و زوجاتهم و ابناءهم و اصهارهم و اشتروا بها الفارهات و الفلل و القصور و نكحوا ما طاب لهم من القاصرات ثلاثا و رُباع بمال الشعب و اموال السحت و بدم بارد’ يجعلنا نشك حتى في كونهم بشراً لهم شعور و احاسيس! كما ان اللصوص على مر السنين كانوا يسرقون الارض و مما عليها’ الا ان هذه الجماعة سرقت دين الله تعالى و تاجرت بالدين في عرض السوق و اصبحت الصلاة سلعة لبناء المجمعات الفارهة و نيل العمولات و تضخيم الفواتير و عمل المشروعات التجارية للاقرباء و الانسباء’ كما نهبوا مال الوقف و الصدقات و الزكاة و اقاموا بها الحفلات الفخيمة لمناسباتهم المحرمة و اقتناء الذهب و الفضة لزوجاتهم و محظياتهم الكثر و التي سيحمُى عليها يوماً في نار جهنم لتشوى بها جباههم و صدورهم ’ الا ساء ما يكنزون! و ان كان اللصوص السابقين يسرقون لاجل الكفاية و دون الخوض في جرائم اخرى’ الا ان هؤلاء القوم مارسوا بيع الجنسية السودانية لمن يرغب’ و تجارة البشر و المخدرات و الدعارة و غسيل الاموال و كل ما يمكن لاجل جمع الاموال و تهريبها للخارج’ و تحول الامر الي جريمة منظمة تشارك بها العائلة كلها بنيناً و بناتاً و تحولنا من زمن اللص و السارق الواحد الى عهد الاسرة المالكة السارقة و الحزب اللص و الحركة الناهبة’ و يا له من تحول لو كانوا يشعرون. كما تفتقت الذهنية الاجرامية لهؤلاء اللصوص عن ابتداع فكرة عمل مواعين خيرية و نبيلة و منظمات و مراكز ظاهرها الرحمة و باطنها السرقة و النهب و الفساد مثل عمل غطاء من نوع مكافحة السرطان او الادمان او الاطفال فاقدي السند و ذوي الاحتياجات الخاصة و من ثم استغلال ذلك في نيل المنح و المساعدات و السفسفة و السرقة بمفهومها الشامل و العريض’ و الذي اصبح القوم اسياده و زعماءه بلا منازع و لا منافس و لو كان الشيطان نفسه! و عليه فان سرقة الهواء و الماء و الكهرباء’ و سرقة النفط و هو لا يزال في باطن الارض و نهب المحاصيل و هي لم تنبت بعد و كذلك سرقات الجُزر في عرض البحر و غيرها ’ فهي كلها تندرج في مجال و اطار الفنون و الاختراع و الابداع مع الفرق في المغزى و المضمون’ و جدير بهذه المادة ان تُدرٌس في كليات الفنون القبيحة و حتماً سنشتهر بها عالمياً و نحقق اعلى الالقاب و سنطلق عليها ( فن السطوْ المدٌنكـــل).
|
|