عرف الناس السرقة منذ الاف السنيـــن و حاكموا السارقين و سجنوهم و جلدوهم و قتلوهم ايضاً’ و من الوصايا العشر الشهيرة في الانجيل 0( لا تسرق) و تم تحريمها و تجريمها في جميع الاديان و المعتقدات الارضية و تلك السماوية’ باعتبار الفطرة و الذووق و الوجدان السليم’ كما يقول اهل التشريع و القانون ’ ان كان في هذه البلاد الظالمُ حكامها قانون! كما ظهرت فئة من السارقين النبلاء و الذين يقومون بالسرقة من الاغنياء لاعطاء الفقراء كنوع من الشرف و المرؤة و الشهامة و الكرم’ و سارت بذكرهم الركبان و صاروا اساطيراً تُروى و احاجيٌ تُحْكى. و من امثلتهم ارسين لوبين و روبين هود ووليام والاس ’ كما اشتهر بها بعض صعاليك العرب كالشنفري و تابط شراً و حتى بعض الهمباتة في السودان. الا ان الخطير في الامر هو ظهور فئة من السارقين و اللصوص المتانقين و المتدثرين برداء الاسلام و هو منهم براء’ و يعدون ممن تراْس بتيجان الحق من غير استحقاق و نال بالغش و التزوير و السرقة و النهب’ و تعد هذه العصابة هي الاشد لؤماً على مدار التاريخ ’ و لسؤ حظنا فقد حكمونا ثلاثين عاما حتى الان و يريدون المزيد بواجهاتهم الجديدة’ بعد ان سطوا على السلطة و يريدون الان ان يسرقوا الثورة ايضاً’ و ما ذلك عليهم بعسير او ببعيد! و اهم ما يميز سطو هذه المجموعة انه سطو بلا شرف’ فان كان الهمباتي لا يسرق زاملة المراة و الطفل و المعاق و المعسر و من له ناقة واحدة كرما و شرفاً بين اللصوص’ فان هذه الجماعة لا شرف لها و لا ميثاق و ان تسمت باسمه في احدي تقلباتها الكثيرة و اسماءها الكُثر. فقد سرقوا اموال تحصين الاطفال و الرضُع و مستحقات الايتام و الارامل و اصحاب الحاجات و باعوا الاعانات و المساعدات هم و زوجاتهم و ابناءهم و اصهارهم و اشتروا بها الفارهات و الفلل و القصور و نكحوا ما طاب لهم من القاصرات ثلاثا و رُباع بمال الشعب و اموال السحت و بدم بارد’ يجعلنا نشك حتى في كونهم بشراً لهم شعور و احاسيس! كما ان اللصوص على مر السنين كانوا يسرقون الارض و مما عليها’ الا ان هذه الجماعة سرقت دين الله تعالى و تاجرت بالدين في عرض السوق و اصبحت الصلاة سلعة لبناء المجمعات الفارهة و نيل العمولات و تضخيم الفواتير و عمل المشروعات التجارية للاقرباء و الانسباء’ كما نهبوا مال الوقف و الصدقات و الزكاة و اقاموا بها الحفلات الفخيمة لمناسباتهم المحرمة و اقتناء الذهب و الفضة لزوجاتهم و محظياتهم الكثر و التي سيحمُى عليها يوماً في نار جهنم لتشوى بها جباههم و صدورهم ’ الا ساء ما يكنزون! و ان كان اللصوص السابقين يسرقون لاجل الكفاية و دون الخوض في جرائم اخرى’ الا ان هؤلاء القوم مارسوا بيع الجنسية السودانية لمن يرغب’ و تجارة البشر و المخدرات و الدعارة و غسيل الاموال و كل ما يمكن لاجل جمع الاموال و تهريبها للخارج’ و تحول الامر الي جريمة منظمة تشارك بها العائلة كلها بنيناً و بناتاً و تحولنا من زمن اللص و السارق الواحد الى عهد الاسرة المالكة السارقة و الحزب اللص و الحركة الناهبة’ و يا له من تحول لو كانوا يشعرون. كما تفتقت الذهنية الاجرامية لهؤلاء اللصوص عن ابتداع فكرة عمل مواعين خيرية و نبيلة و منظمات و مراكز ظاهرها الرحمة و باطنها السرقة و النهب و الفساد مثل عمل غطاء من نوع مكافحة السرطان او الادمان او الاطفال فاقدي السند و ذوي الاحتياجات الخاصة و من ثم استغلال ذلك في نيل المنح و المساعدات و السفسفة و السرقة بمفهومها الشامل و العريض’ و الذي اصبح القوم اسياده و زعماءه بلا منازع و لا منافس و لو كان الشيطان نفسه! و عليه فان سرقة الهواء و الماء و الكهرباء’ و سرقة النفط و هو لا يزال في باطن الارض و نهب المحاصيل و هي لم تنبت بعد و كذلك سرقات الجُزر في عرض البحر و غيرها ’ فهي كلها تندرج في مجال و اطار الفنون و الاختراع و الابداع مع الفرق في المغزى و المضمون’ و جدير بهذه المادة ان تُدرٌس في كليات الفنون القبيحة و حتماً سنشتهر بها عالمياً و نحقق اعلى الالقاب و سنطلق عليها ( فن السطوْ المدٌنكـــل).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة