مقولة شهيرة لجوزيف غوبلز وزير الدعاية لأدلف هتلر عن الكذب تقول " إكذب إكذب حتى يصدقك الآخرون، ثم إكذب أكثر حتى تصدق نفسك". ويبدو أن المجلس الجنجويدي الانقلابي الذي فرض نفسه حاكما على السودانيين رغم إرادتهم، يعمل بهذه المقولة للتضليل والخداع والإيهام والغش والمخاتلة والنصب والتزوير والتزييف. عزيزي القارئ.. موقف الحركة الشعبية لتحرير السودان من الثورة السودانية المجيدة التي أطاحت بنظام البشير في الحادي عشر من أبريل 2019م، كان واضحا وثابتا.. هذا الموقف الثابت والواضح، عبرت عنه السكرتارية العامة للحركة الشعبية، كما عبر عنها رئيس الحركة الفريق عبدالعزيز آدم الحلو بخطابات مسجلة ومصورة للشعب السوداني. كما أن موقف الحركة الشعبية لتحرير من المجلس الجنجويدي الحاكم، كان أيضا واضحا وثابتا، كونه مجلس انقلابي غير شرعي، وطالبه في مناسبات عدة بتسليم السلطة لحكومة انتقالية مدنية معبرة عن طموحات وآمال الشعب السوداني. ولطالما كان هذا هو موقف الحركة الشعبية من المجلس الجنجويدي الانقلابي الحاكم ومن الثورة السودانية المجيدة وهو ما زال ذات الموقف اليوم وسيكون نفسه غداً وبعد غد، فعليه من العبث أن يلهث المجلس الجنجويدي وراء مقابلة رئيس الحركة وقادتها لأن مثل هذه اللقاءات والاجتماعات لم ولن تأتي بجديد. قبل أيام، دعا سلفاكير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان كل من المجلس الجنجويدي وقوى إعلان الحرية والتغيير والحركة الشعبية لتحرير السودان للإجتماع بجوبا لمناقشة الأزمة السياسية في السودان وكيفية إيجاد الحلول اللازمة. وفعلا لب الأطراف المعنية الدعوة يوم السبت 27/7/2019م. حضر اللقاء من جانب الحركة الشعبية لتحرير السودان، نائب ثاني رئيس الحركة الفريق جقود مكوار والأمين العام للحركة عمار آمون. وعقب اللقاء مباشرة، صرح الفريق جقود مكوار، قائلا: ((الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال تؤكد تمسكها بموقفها الثابت في التفاوض مع حكومة تتمخض عن الإتفاق بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري وتحظى بقبول وتأييد الشعب السوداني من أجل تحقيق السلام الشامل والعادل بمخاطبة جذور الأزمة وإعادة بناء الدولة السودانية على أسس جديدة.)) إذن لم يكن رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان الفريق عبدالعزيز آدم الحلو حاضرا في لقاء جوبا كما ذكرت، ليس لأنه مريض كما يزعم عضو المجلس الجنجويدي الفريق شمس الدين الكضباشي، لكن لأن حضوره من عدمه سواء، ذلك أن المهم في الأمر هو موقف الحركة سواء عبر عنه رئيسها أو أي عضو آخر مفوض. للمعلومة.. قبل أيام من حضوره إلى جوبا، صرح الفريق خلا محمد حمدان دقلو (حميرتي) لوسائل الإعلام السودانية، بأنه ذاهب إلى جوبا ومن أولوياته مقابلة رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان الفريق عبدالعزيز آدم الحلو -صاحب الأرض والجيش والسلاح والمواطن في المنطقتين (جبال النوبة والنيل الأزرق). ويبدو أنه بعد أن اخفق في مقابلة رئيس الحركة، أصدر أوامره لشمس الدين الكضباشي ليأتي بفرية مرض الحلو وهو يعلم جيدا أن الحلو مشغول باجتماعات مهمة جدا مع المبعوث الأمريكي للسودان "دونالد بوث" وسفراء دول الاتحاد الأوربي وبعض الأفارقة في اديس ابابا، وكان يوم 26/7/2019م مجتمعا إلى أعضاء من تجمع المهنيين السودانيين.. فلماذا يكذب المجلس الجنجويدي في أمر لا يحتاج للكذب؟ هذه الكذبة التي اطلقها الكضباشي، إنما دليل قاطع على أن المجلس الجنجويدي يعاني من اضطرابات وعقد نفسية خطيرة، جعلت منه مجرما محترفا يقتل خصومه بكل قسوة ودون أن يرف له جفن، تجده مستعدا لفعل ما لا يخطر على بال الشيطان، وقد نصّب نفسه حكاما بالبلطجة في بلد ما زالت ثائرة وقدمت آلاف الشهداء. المجلس الجنجويدي، وجد نفسه في غفلة من الزمن أمام عمل جسيم لم يكن قدره، فكان لابد أن ينتابه الشعور بالنقص والعجز، ومن ثم يتخذ مسلكا عكسيا، فبدلا من تحقير نفسه والشعور بهوانه، ومعرفة نقاط ضعفه، وتسليم السلطة لحكومة مدنية انتقالية، سيطر عليه رونق السلطة، وأخذته جذوة السيطرة، فبدأ بتحقير الثوار والتهوين من شأن الثورة السودانية، وراح اعضاءه يتكلمون بلهجة التعالي، يظهرون بمظهر الخيلاء وانتفاخ الأوداج، ولأنه مطعون في ثقافتهم وإمكانياتهم، فقد عمدوا في خطابهم السياسي إلى إقحام ألفاظا شوارعية غير لائقة، وبالغوا في تأنقهم وحب الظهور، سواء ارتدوا الزِّي العسكري أو المدني، كوسيلة لتعويض الشعور بالنقص. الحركة الشعبية لتحرير السودان، لها مؤسساتها التنفيذية والتشريعية والقضائية، وهي التي تبنت الموقف المساند والداعم والمؤيد للثورة وللشعب السوداني. وهذا الموقف ثابت ودائم، ولم يتغير بلقاء المجلس الجنجويدي مع رئيس الحركة عبدالعزيز الحلو أم لا. والأهم في الموضوع كله هو أن الحلو بصحة جيدة ولم يكن مريضا، وأن كذبة الكضباشي تعكس عجز مجلسه وعدم كفاءته للممارسات السياسية، فوجد أن العمل الغوغائي أسهل بكثير من إعمال العقل والمنطق.
العنوان
الكاتب
Date
متى يتوقف مجلس الجنجويد عن الكذب: المرض منع الحلو من حضور لقاء جوبا؟ بقلم عبدالغني بريش فيوف
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالغني بريش فيوف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست