الحوار بقلم إسحق فضل الله

الحوار بقلم إسحق فضل الله


07-24-2019, 02:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1563975789&rn=0


Post: #1
Title: الحوار بقلم إسحق فضل الله
Author: أسحاق احمد فضل الله
Date: 07-24-2019, 02:43 PM

02:43 PM July, 24 2019

سودانيز اون لاين
أسحاق احمد فضل الله-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





- أستاذ حسن
- تطابق خطابك مع حديث من نجلس إليه أمس يصبح شاهداً
- وفي صيوان العزاء أحدهم يقول لنا
: ما زلت تدافع عن الإنقاذ.. ومازلت إسحق الذي نعرفه منذ ثلاثين سنة.. وباب بيتك (متكول) بقطعة حجر.. لماذا؟!
- ونقرأ/ حديثك/ أستاذ.. الذي يكاد يقول الجملة ذاتها



- وجليسنا نجيبه بما يعرف.. وما يعرفه هو الأسماء والأحداث..
- والأسماء/ التي لا تعرفها أنت/ نسردها لأنها تصبح شاهداً
- جليسنا نقول له
: لما توفي خالنا حسن إمام خرجنا من البيت نقصد بيت الخال الراحل..
- وفي أول الطريق نمر ببيت (المرحوم) عمر حامد..
- ومن خلفه مباشرة بيت (المرحوم) الفكي عبد القادر
- ومن خلفه مباشرة بيت (المرحوم) العمدة بركات
- وجواره مباشرة بيت (المرحوم) الفادني
- ومن خلفه مباشرة بيت (المرحوم) أحمد حامد..
- ومن خلفه مباشرة بيت (المرحوم) محمد يوسف
- ومن خلفه مباشرة بيت (المرحوم) الخليفة بركات
- ومن خلفه مباشرة صف طويل من المقابر
- ومن خلفها مباشرة بيت (المرحوم) محمد يوسف
- ومن خلفه مباشرة بيت المرحوم (بخيت)
- ومن خلفه مباشرة بيت (المرحوم) مضوي
- ومن خلفه مباشرة بيت (المرحوم) محمد حمد
- وجواره مباشرة بيت (المرحوم) يوسف حامد..
- ومن خلفه مباشرة بيت (المرحوم) أحمد فضل الله
- ومن خلفه مباشرة بيت (المرحوم) النور
- ومن خلفه مباشرة بيت (المرحوم) بابكر
- ومن خلفه مباشرة بيت (المرحوم) خلف الله
- ومن خلفه مباشرة بيت (المرحوم) ود إدريس
- ومن خلفه .. ومن خلفه
- ثم بيت المرحوم حسن.. الذي هو آخر البيوت
-..
- أستاذ حسن
- وفي فراشنا آخر الليل نستعيد أن كل الطرقات من الشرق إلى الغرب
ومن الجنوب إلى الشمال.. لها الصفة ذاتها
- والكتاب في يدنا يجعلنا نستعيد أننا قرأنا أشهر ما كتب العالم من تاريخ
- ونستعيد أننا في نهاية كل طريق لا نجد ماركس.. ولا أرسطو.. ولا البي جيز



- والكتاب في يدنا يجعلنا نستعيد أن التاريخ كله الذي يكتب عن الهياج والفلسفات وآلاف الحروب وملايين القتلى.. التاريخ هذا/ وبشهادة كل من كتبوا التاريخ/ يلتقي في النهاية عند شيء
- في التاريخ الفلاسفة الملحدون والملوك والقتلة وباعة الخضروات واللصوص والشحاذون..و..و.. كلهم يلتقون في اللحظات الأخيرة عند.....
- كلهم في ساعة الموت يلتفتون في جزع هائل يبحثون عن الله
- ولا أحد يبحث عن الديمقراطية ولا عن البطولة ولا عن الإعلام والهياج ولا عن الثروات ولا.. ولا
(2)
- ونقرأ من خمسين سنة
- نقرأ الرواية ..(الروسية الفرنسية الإيطالية.. الـ.. الـ..) والأمريكيون لا يعرفون كتابة القصة
- ونقرأ منذ خمسين سنة.. ونعرف المسرح والسينما.. والفنون.. والشعر والفلسفات وهبوط وصعود ودوران وجنون وأحزان العالم
- ونجد أن كل هذا لا يعني إلا شيئاً واحداً
- كل الفنون.. كل الغناء.. كل الرقص.. كل المسرح.. كل القصة .. كل الرسم والنحت.. والمباني الهائلة.. كلها ليست أكثر من
: نهر من خمر الجنون.. وكل أحد يغمس رأسه فيها ويغمس روحه وأذنيه وعيونه حتى لا يسمع ولا يرى نداء الروح



- نجد أن هذا كله ليس إلا نوعاً من (شطب) العقل.. و(تكميم) الروح حتى لا تصرخ بحثاً عن الله
- لهذا.. أستاذ.. نحن ومنذ سنوات ما نغمس رأسنا فيه/ حتى لا نرى شيئاً/ هو الروح.. وما بعد الموت
- وكلمة (ما بعد الموت) كلمة مضللة فالناس يعتقدون أن الشعور بالله وبالإسلام يعني الحصول على شيء (بعد) الموت
- بينما الدين (الإسلام) شيء يجعل فراغ البيوت شيئاً لا يفزع أحداً
- ثم هو (الإسلام) يجعل موت الأحباب شيئاً هو في حقيقته نوع من السفر.. وأننا نلقى أحبابنا بعد حين
- وإننا مع الإسلام حين يأتي الخوف ما نجده على لساننا ليس هو (الثورية) ولا هو (لينين) ما نجده على لساننا هو
: حسبنا الله
- ومع الإسلام حين يأتي الحزن ما نجده على لساننا هو (سبحانك إني كنت من الظالمين)
- ومع الإسلام حين يأتي الفقر ما نجده على لساننا هو (لا حول ولا قوة إلا بالله)
- وحين يأتي المرض ما نجده هو (إني مسني الضر)
- و.. ونجد أننا أعظم أهل الأرض ثروة وقوة.. وراحة هائلة
عندها / أستاذ/ ما عندنا من إجابة لك ولمحدثنا في صيوان العزاء هو
- أنه لا نحن ندافع عن البشير ولا عن فلان.. وإن الأمر كله عندنا هو تفسير الوجود.. و
: إننا نظل (نغربل) الوجود كله.. في الطرقات في المكتبة في الحياة في المرض في الفقر.. في العدل في الخطأ والصواب.. في.. في
- وحين نغربل لا نجد ماركس.. ولا البشير.. ولا الغنى ولا المسرح ولا الغناء.. و.. و
-.. نجد (الله).. سبحانه
- لهذا.. وعندها.. لا يهمنا أن يكون باب بيتنا (متكولاً) بحجر
- فنحن: عندها.. أغنى خلق الله
- وإن أنت طلبت (الإثبات) .. وإن نحن شرعنا في (الإثبات) لك.. فإننا بالشروع هذا نفسه نشهد أن ما يهمنا ليس هو الله
- وإن ما يهمنا هو إرضاؤكم أنتم.. وتصديقكم
-.. ولا.. لا.. لا







alintibaha