Post: #1
Title: لا مخرج إلاعبر باب الجماهير !! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 07-02-2019, 05:40 AM
05:40 AM July, 01 2019 سودانيز اون لاين هيثم الفضل-Sudan مكتبتى رابط مختصر
سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة
الحمد الله الذي أخرجني من صُلب هذا الشعب الذي دائماً ما كان يدهشني بخصلة التفرُّد والإختلاف ، أقول ذلك لأني ما برحت ومعي الملايين من شرفاء هذه البلاد ساحات الألم والشعور بالضيم والخزلان منذ أن تم الغدر بأبنائنا وبناتنا في ساحة الإعتصام في التاسع والعشرين من رمضان ، وإستشهدوا وبين جوانحهم ثقةً لا تنقطع فينا بأن هذه المسيرة الخالدة لن تخور ولن تتراجع ، ظلننا والعَبْرة في حلوقنا منذ العيد الحزين نترَّقب ونتوقَّع عن ما ستُفسر عنه قراءتنا في كتاب المستقبل عن ما يخبئه هذا الشعب من تضحياتٍ زاكيات لأجل تحقيق أمانيه وتطلُّعاته .
حتى إنبثق الأمل من جديد في 30 يونيو وكان هذه المرة هادراً وصاخباً وعالي النبره ، وللمرة الثالثة بعد 6 أبريل وفعالية الإعتصام يقول الشعب السوداني الأبي كلمته بمخارج حروف واضحة لا تقبل اللبس ولا التأويل (مدنية وحرية وسلام وعدالة) .
واهمٌ من كان يعتقد أن هذه الإستجابة الشعبية نابعة فقط من حب الجماهير وإلتفافهم حول قيادة تجمع الحرية والتغيير ، لأن النسبة العُليا في هذا المثول الشعبي الذي لا يتأخر عن موعد الثورة يؤجِّجه سببٌ آخر ، هو كراهيته التي باتت لا تحدها حدود للنظام البائد وفلوله وكل من يُمثِّلهُ أو يتَّخذ أساليبه في التكتيك والخطاب السياسي ، والنظام البائد الذي أذاق هذا الشعب الأمَّرين في سوءة الذل والتجويع والمهانة والتكيل والإقصاء وإفساح المجال لسيادة الفساد وإشاعة التخلُف الوطني في شتى المجالات ، في إعتقادي ستظل كراهيته هي الدافع الأول لهذا الشعب للزود دوماً عن حياض الوطن وحمايته من الوقوع في ذات الجُب مرةً أخرى أياً كان من يقود مسيرة الخلاص إسماً وشكلاً وموضوعاً .
هي رسالة واضحة من الشعب السوداني لكل من تبقت لهُ في القلب والروح بعضاً من فضائل تأتي في مقدمتها الكرامة وخصلة الرجوع إلى الحق ، أما من ناحية المنطق فإن شعبنا يُثبت يوماً بعد يوم أنه أيقونة الوعي المتضطرد بواجباته تجاه الوطن ومستحقات بناء مستقبله ، فهوا يكرِّر المرة تلو الأخرى في أسماع المتخاذلين والمتآمرين بأن الديموقراطية المنشودة لن يستقيم أمر إرسائها والتمهيد لبناء أركانها دون إسباغ المدنية الشاملة شكلاً ومضموناً على هيئتها الإنتقالية ، بدون ذلك لا ضمانات تؤكد حماية وترسيخ النظام الديموقراطي وتحصينه ضد الإنقلابات العسكرية والمدنية ، وبدون ذلك لا ضمانات لبناء دولة المؤسسات والقانون والمواطنة والحرية بمفهومها المُطلق الذي لا يقبل الإستثناءات ولا المحاصصات ولا المجاملات ، بالطبع بعد الذي حدث في 30 يونيو ما من طريق ولا مخرج إلا بإقرار إرادة الجماهير .
|
|