Post: #1
Title: خلاص !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 06-25-2019, 01:51 PM
02:51 PM June, 25 2019 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
*ويمكن أن يُقرأ العنوان بالمعنيين.. *معنى (خلاص، مفيش فايدة)... ومعنى (الخلاص من مصيبةٍ ما).. *وكأني أنظر - هذه الأيام - إلى مشاهد أرشيفية مصورة..
*مشهد حشود تهتف... ومن يُهتف له يلوح... وألحان حماسة، في البدء والختام.. *فقط ما ينقص المشهد (الرقص) على إيقاع هذه الأنغام.. *وربما يأتي الرقص هذا لاحقاً، بما أن التاريخ يكاد يعيد نفسه بأعجل مما نتصور.. *وخلاص... ولكن هذا لا يغلق باب الخلاص.. *ورصاص... وهراوات... ومطاردات... وبمبان...وقتل، (نفس الملامح والشبه).. *فهو فيلم شاهدناه على مدى ثلاثين عاماً... وحفظناه حفظاً.. *والخائن فيه هو البطل... إلى حين، والبطل هو الخائن.... وإلى حين أيضاً.. *وهو حين في علم الغيب، قد يطول... وقد يقصر.. *وليس أشد مللاً... وألماً... وسخفاً... وعبثاً... من مشاهدة أحداث فيلم للمرة المليون.. *وخلاص... ولكن هذا لا يغلق باب الخلاص.. *والتلفزيون القومي يكاد يكون هو... هو، لا فرق بين ما قبل الثورة... وما بعدها.. *بل ربما كان ما قبلها أقل إثارة للغيظ... والسأم... والقرف..
*الوجوه الملتحية - نفاقاً - ذاتها... والكلام العبيط ذاته... والمذيعون المملون ذاتهم.. *ثم وكالة أنباء السودان... وإذاعة (هنا أم درمان)، ذاتهما.. *بل وكثير من صحفنا هي ذاتها، بنوعية أخبارها... وأعمدتها... ومقالاتها.. *لا تكاد تحس بتغير فيها سوى غياب صور البشير... وألقابه.. *ثم أيلولة أمر (الرقابة) إلى جهة أخرى عوضاً عن الجهة القديمة، جهاز الأمن.. *وهي ليست - بالضرورة - رقابة قبلية ولا بعدية.. *فالعين الرقيبة ذات منطق الاحترافية ليست كالتي تعتمد منطق (العين الحمراء).. *وخلاص... ولكن هذا لا يغلق باب الخلاص.. *ويكاد الزمان - في بلادنا - أن يستدير كهيئته يوم (خلق) الترابي انقلاب الإنقاذ.. *ويوشك كل شيء أن يكون كل شيء، كما كان زمان.. *بل ويوشك كل أحد - من حاضري ذاك الزمان الأحياء - أن يكون كما كان.. *أن يكون في الحالة النفسية ذاتها... مع فارق العمر.. *وكأن الشقاء علينا هو المكتوب يا ولدي، لولا فسحة من أمل نعض عليها بالنواجذ.. *وهي التي تضيف إلى مفردة (خلاص) حرفي الألف واللام.. *فيضحى (الخلاص) رهيناً بإرادة تستمد قوتها من اليأس، في مواجهة (خلاص).. *وفي مواجهة (رجال كل حكومة)... شريطة أن تكون حكومة قهر.. *فإن كان البشير قد ذهب فليأتنا من (يقهرنا) مثله.... أو من هو (أقهر) منه.. *وهم - للعجب - رجال حين تنظر إليهم تعجبك أجسامهم.. *و(العجب) الزيادة في مظاهر الرجولة من ملافح... وعباءات... وشالات... وعصي.. *ثم لا يشعرون بنقص في الرجولة هذه إذ يهتفون لمن يقهرهم.. *وفي علم النفس السياسي - الحديث - هذه هي العبودية الحقة، لا بمعناها الشائع.. *والعبيد الآن - بهذا الفهم - يصطفون في مواجهة (الأحرار).. *أو إن شيئت قل (الثوار)، الذين حطموا قيود البشير... ويرفضون قيود غيره.. *وهذه الروح الثائرة - الحرة - ستحطم أيضاً قيد معنى (خلاص).. *ليصير هو (الخلاص) !!.
alintibaha
|
|