حقيقة، يا سيد حميدتي لقد برهنت أنك لم تناصر الثورة بل آثرت النجاة من التهلكة حين لم تنفذ أوآمر المخلوع وأتمنى أن تفعلها مرة ثانية، والآن .. ولك أن تعلم إن لم يكن هناك تمرد وحروب في دارفور لقامت الإنقاذ بإنشاء نفس ملشياتك لدعم نظامها حربيا تحت أي مبرر آخر وأي مسمى آخر وإن لم تكن أنت لكان هناك حميدتي آخر غيرك يستغلونه لصالحهم وليس لصالح الوطن .. ولك أن تعلم أن تسليح المدنيين وإنشاء المليشيات الشعبية خارج منظومة القوات المسلحة القومية هي ظاهرة لم ولن تحدث إلا في عهد الإنقاذ الإرهابية لأن فكرة تغييب السلام وبث الرعب وإذكاء نيران الحروب جزء أصيل من منهجيتها وفكرها الاخواني الإرهابي الدموي لفرض السيطرة على الناس وللبقاء في الحكم بقوة السلاح .. في كل جيوش العالم يتم تجنيد وتدريب أعداد كبير من المدنيين، فقط بواسطة الجيش، ويسمونها الإحتياطي
لم تنال حظك من التعليم يا سيد حميدتي ولا غضاضة في ذلك فالتعليم الأكاديمي لا يعني كل شيء ويقول البعض من الناس أنك ذكي وحكيم وصاحب نخوة وشهامة وتلك كلها صفات نتمنى أن تسعفك في تقييم الأوضاع بعقلانية حتى يتثنى لك إدراك مخاطر الطريق، الذي أنت سالكه الآن، بتدخلك في السياسة بتهور مريع ومحاولات إجهاض أعظم ثورة في تاريخ السودان والعالم أجمع كونها دكت حصون النظام الداعشي الأوحد الباقي فوق الأرض والذي كان أبشع على شعبنا من الغزاة المحتلين، والأنكاء من ذلك أنك تسعى متبختراً للتغول على هيبة الدولة وتقزيم وتحجيم أدوار قواتنا المسلحة السودانية وشرطتنا وإزاحتهما من المشهد، فنصيحتي يا حميدتي لك أن تعي أن لكل ذلك عواقب وخيمة ولا أظنك ستكون سعيداً حين تتوهط تبعياتها على عاتقك .. إذن يتوجب عليك أن تضع مصير المخلوع نصب أعينك وتتذكر هلعه وفزعه من تلك المحكمة الجنائية الدولية
فلتعلم يا حميدتي حقيقة منظومة الدعم السريع في نظر القانون المحلي والدولي وأن مجرد إنشأئها بموجب قرار جمهوري لن يعطيها الشرعية المطلقة ولن يضعها فوق القانون، ولن يعفيها من المحاسبة والتفكيك والإلغاء أو الدمج، لأن المخلوع البشير نفسه لم يكن رئيساً شرعياً ودليل ذلك تعديه على دستور السودان وقوانين الجيش والقانون الدولي لينشيء كل أنواع المليشيات الفتاكة .. حتماً سيُحاكم البشير ورؤوس نظامه البائد على جريمة تكوين المليشيات التي تتنافي مع مواثيق حقوق الإنسان وتهدد الأمن والسلم المحلي والإقليمي والعالمي .. وحتماً سيتم التحقيق معك شخصياً وقضائياً على جريمة التخابر مع جهات أجنبية، أن حدثت، وقبول التمويل المباشر منها وعقد الإتفاقيات معها خارج إطار سيادة الدولة وقوانينها وبرلمانها .. ولك أن تعلم علم اليقين أي محاولات من جانبك بعدم الإنصياع للقانون وهيبة الدولة سينقل القضية لمنصات العدالة الأممية للنظر فيها ومن خلال الإتحاد الافريقي ومجلس الأمن الدولي
حقيقة أستغرب أنك تحارب مليشيا الحوثي والحقيقة الثابتة تؤكد أن ليس هناك ما يميّزها عن مليشيا الدعم السريع في مبدأ التكوين والممارسات الماثلة أمام العالم أجمع فكلاهما قامتا على أسس عرقية و قبلية وخارج سيادة الجيش ولا يمكن إعتبارهما مؤسستان قوميتان ودليل ذلك أن في حالة إقالة القائد العام للقوات المسلحة ينتهى الأمر بنهاية نشرة الأخبار ولكن من المستحيل إقالة عبدالملك الحوثي أو حميدتي فكلاهما لا يجوز الإستغناء عنهما عند جنودهما .. مليشيا الحوثي دمرت اليمن وضعضعت كيان الدولة القومي واليوم نرى الدعم السريع يحذو حذوها .. عليك بالتعقل والتفكر، قبل فوات الأوآن، والإنسحاب الفوري من المشهد السياسي وإخراج كل قواتك خارج حدود العاصمة ولا تأخذك العزة بالإثم وتصدق أن الدعم السريع بديل للجيش والشرطة ولا يغرنك الغرور وتعتقد أن شباب هذا البلد غير قادر على حماية نفسه وثورته ووطنه.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة