أكثر ما يدهشني ويُثير إستغرابي في الكثير من تصريحات المجلس العسكري ، سواء أن كان عبر الناطق الرسمي أو أحياناً عبر نائب رئيس المجلس ، إهتمامهم (الشديد) و(المريب) بقصة الشوارع المُغلقة والمتاريس المحروسة وقضيب القطار ، وبالذات موضوع القطار هذا ، فالذي لا يعرف السودان يتخيَّل إليه أن 90 % من الحركة الداخلية لنقل البضائع تتم عن طريق السكة حديد ، في حين أن الحقيقة المُرة تفيد أن قطاع السكة الحديد لا يساهم في حركة النقل الداخلي بأكثر من 5 % فقط وذلك طبعاً لأسباب كثيرة هذا ليس المجال المناسب لذكرها ، نقول للمجلس العسكري الإنتقالي إذا كنتم بالفعل مستعجلون على رفد الشعب السوداني (برفاهية) التجوال في شوارع ليست مغلقة وكباري مفتوحة وقطارات (مطلوقة) السراح ، عليكم أن تسلموا السلطة لحكومة مدنية ذات صلاحيات واسعة وغير محدودة ، حقِّقوا مطالب الشعب السوداني وإستحقاقاته ، تلقائياً ستتحقَّق (أمانيكم العِظام لهذا الوطن ومستقبله ) والمتمثِّلة في شوارع خالية من العوائق .
على الصعيد الآخر ، يمارس البعض (مهنتهم) الرئيسة في الحياة والمُتمثِّلة في الأنانية وحب الذات والنظر إلى العامة من أبراجهم العاجية و(كبسولاتهم) الُمغلقة ، تجدهم على الدوام متأفِّفون من الإغلاق الجزئي لبعض الشوارع المحيطة بالإعتصام ، ويرسلون الرسائل المباشرة وغير المباشرة للدلالة على أن ما يحدث في هذا الصدد ليس سوى (تعنُّت) بلا طائل ، ونقول لهم أيضاً فليحيا التعنُّت إذا كان من أجل مستقبل الوطن وقداسة إنسانه ، التعنُّت عندي مثلهُ مثل الإستشهاد فكلاهما فعلٌ ثوري يصُب في بند الوطنية والحرية والعدالة وكافة الشعارات النبيلة التي تبنَّتها هذه الثورة .
من المُحزن جداً أن يتدَّثر البعض (خفيةً) بثوب الحكمة والتعقُل والإنحياز للمصلحة العامة ، لينتقدوا ويالِّبوا ضد الإجراءات الأمنية التي إبتدعها الثوار لحماية ثورتهم وإعتصامهم ، وما الذي من حيث المبدأ يجعل الثوار في الإعتصام والمجلس العسكري في إختلاف حول إدارة وتأمين أرض الإنتصار ، إذا كانت بالفعل المعركة واحدة ، و أن المجلس العسكري (شريك حقيقي في الثورة وإنتصارها) ، لأولئك الذين ينثرون المفردات عن الحكمة والتعقُل والنظر إلى مصالح الآخرين ، نقول أن (الحصة لم تزل وطن ولم تزل ثورة) ، وسيظل الثوار داخل وخارج الإعتصام في مطالبة مستمرة بإستحقاقات الثورة حتى إيصالها لغاياتها المحدَّدة والمعروفة للجميع ، إلى حين تحقيق ذلك وجب على دعاة الحكمة والتعقُل والداعين إلى الإستكانة والخنوع والرضا بأنصاف الحلول ، أن يصمتوا وإلا سجَّلهم التاريخ في قائمة (الكيزان) ، أو أذيال (الكيزان) وذلك أنكى وساء سبيلا .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة