Quote: أكثر من عشرين عاماُ والأقلام السودانية الحرة تحذر الشعب السوداني من مغبة الأحزاب السودانية الشريرة
]
Quote: فإذن قضية الشعب السوداني في الأول والأخير تتمثل في تلك الأحزاب المميتة
أختي علوية: هي ذي مشكلة الأحزاب السودانية: تواجدت من حركة كفاح الاستقلال، حركة مثقفين لم تقم مثلها في كل الأمم التي استقلت من الاستعمار، بفضل نوعية الاستعمار الثنائي الذي منح الشعب السوداني تجربة فريدة في الخدمة المدنية لكونه كان تحت اشراف وزارة الخارجية البريطانية بدلاً من وزارة المستعمرات كبقية المستعمرات، وبهذه الخاصية الفريدة بدأ ممارسة الديمقراطية، والتي كانت محاطة بقاعدة واسعة من الطائفية والصوفية الزاهدة. ولكن لسوء حظ البلاد تأثرت بحدث هائل بثورة يوليو العروبية، والتي أثرت على كل الدول العربية خاصةً بعدوى الانقلابات العسكرية الناجحة، ثم تلتها الحركة القطبية من الاخوان المسلمين والتي ابتدعت الدين السياسي كايدولوجية، وتأثرت الاحزاب السودانية قبل أن تجد متسعاً للنمو في جو الاستقلال، وبدأت تقلّد الحركة الايدولوجية للإخوان لتشكيل ايدولوجية تدخل بها في العراك الإخواني والعروبي والشيوعي الذي بدأ في استقطاب الطبقة المثقفة، ومنذئذٍ عجزت الاحزاب من مخاطبة الهوية السودانية التي كان يجب أن تكون مجال التطور فيما بعد الاستقلال وانحصرت في الصراعات الايدولوجية والتي، ولسوء الحظ، كلها غير ليبرالية: إما تسييس ديني مبني على الوصاية غير الرسالية، أو عروبية مبنية على التفرقة العنصرية أو شيوعية مبنية على الطبقية المستوردة من الثورة الروسية.وبدلاً من ضبط مسارها بواسطة قادتها، فقد انعدم فيهم الحس الوطني وآثروا ممارسة الزيف والتلوّن الكاذب في طمع وحمى مطاردة السلطة ومغازلتها، حتى أسروا أيضاً بموضة الانقلابات العسكرية التي تمنحهم السلطة بسهولة، وتحطم النمو الحر الديمقراطي لذلك المجتمع المثقف المتطوّر أساساً، وما يمنعهم وهم أساساً فاقدين في الحس الليبرالي؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة