الترابي.. مصنع الأفكار المتحرك بقلم د. ياسر محجوب الحسين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-28-2024, 12:41 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-09-2019, 03:29 PM

د. ياسر محجوب الحسين
<aد. ياسر محجوب الحسين
تاريخ التسجيل: 07-28-2018
مجموع المشاركات: 281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الترابي.. مصنع الأفكار المتحرك بقلم د. ياسر محجوب الحسين

    02:29 PM March, 09 2019

    سودانيز اون لاين
    د. ياسر محجوب الحسين-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر



    أمواج ناعمة



    تمر الذكرى الثالثة لوفاة الزعيم الإسلامي حسن الترابي وبلاده السودان تشهد أزمة سياسية حادة، ويظن الكثيرون أن تفاعلات هذه الأزمة كانت ستختلف كثيرا إذا ما قدّر للترابي معاصرتها. الغياب المفاجئ للدكتور الترابي الذي وافاه الأجل في الخامس من مارس 2016، أربك الساحة السياسية السودانية بل امتد الإرباك وتعدى النطاق الجيوسياسي للسودان. لقد ظل الترابي فاعلا ومؤثرا في السودان منذ أن برز على الساحة السياسية في ثورة أكتوبر الشعبية في العام ١٩٦٤م.
    وكان حزب المؤتمر الشعبي الذي أسسه الترابي أشرس الأحزاب المعارضة لحكومة البشير، وشكل الحزب صداعا مستديما منذ تأسيسه في 1999 عقب ما عرف بالمفاصلة بين البشير والترابي قبل نحو عقدين من الزمان.
    لكن قبل عامين من وفاته استطاع الترابي بشخصيته الكاريزمية الطاغية أن يوجه أشرعة سفينة السياسة السودانية المحاصرة بالعواصف والأمواج المتلاطمة في اتجاه رياح الحوار الوطني وكانت تلك أول محاولة تبدو جادة لاختراق الأفق السياسي المسدود باستئثار المؤتمر الوطني الحاكم بالسلطة وانفراده بها، وقد استجاب مكرها لبعض متطلبات الحوار تحت ضغط ديناميكية وفاعلية مشاركة الترابي وحزبه. ويبدو أن غيابه قد أثر سلبا على التزام الحكومة بمقررات ذلك الحوار الذي كان من الممكن أن يجنب البلاد الأزمة الراهنة. إن الذي ميّز الترابي على جميع أقرانه أنه كان مصنعا متحركا للأفكار والرؤى الجديدة، وقد أخذ على عاتقه استخدام أدوات العقل والعلم لتحريك كل راكد وساكن من المفاهيم والقضايا ليؤكد شمولية الإسلام وقدرة الأمة على تجاوز التحديات الماثلة. ليس ذلك فحسب بل إن البعض ذهب إلى أن الرجل تمكن من تغيير أولويات النخبة السودانية المثقفة، وفرض نمطا جديدا لحياة بني وطنه، الأمر الذي شكّل صدمة لمناوئيه شخوصا ومؤسسات وحكومات، فناصبوه العداء.
    كان الترابي شجاعا في انتقاد نظام حكم البشير وعاب كثيرا انحسار الشورى وانفراد قلة قليلة بالقرارات حتى أصبحت تجربة الحكم أقرب إلى الحكم الشمولي.
    كما ظل ينتقد عدم فاعلية مؤسسات الحكم، والتي غدت شكلا ديكوريا لا أكثر.
    فضلا عن انتقاده لطغيان الأجهزة الأمنية على الأجهزة السياسية وتدخلها في الأجهزة التنفيذية وتحول الدولة لدولة بوليسية شعارها العصا لمن عصا.
    وقد كان سبب الخلاف بين البشير والترابي مساعي الترابي لرفد الدستور حين كان رئيسا للبرلمان، بإضافات وتعديلات ديمقراطية، مثل انتخاب حكام الولايات عوضا عن تعيينهم، وهو ما رفضه البشير.
    وللترابي مشروع سياسي مبتكر لم يمهله الموت لإكماله؛ وهو مشروع سماه "المنظومة الخالفة المتجددة" وهو مصطلح جديد ينم عن تبحر الرجل في اللغة العربية، فضلا عن غوصه عميقا في الفكر السياسي. ولقد أحدث هذا المصطلح كثيرا من الجدل كما أحدث من قبل مصطلح (التوالي السياسي) الذي طرحه في العام 1998 لتعديل الدستور. وتقوم هذه المنظومة على تذويب التيارات ذات الخلفيات الإسلامية في حزب أو كيان واحد وفي إطار شراكة سياسية جديدة.
    هذا الحزب أو الكيان منوط به قيادة أهل السودان في كافة المجالات الحياتية من سياسة واقتصاد واجتماع وفن ورياض، على أسس المواطنة لا القبلية أو الجهوية أو العنصرية. لا شك أن مجمل الوضع السياسي في السوداني خسر كثيرا بغياب رجل مثل الترابي وهو في حقيقة الأمر مدرسة لها امتدادها السياسي والفكري والتنظيمي. صحيح أن الرهان يجب أن يكون على هذه المدرسة، لكن هذه المدرسة تحتاج لتلاميذ نجباء يحملون رايتها ولا يبدو على السطح أن أيا من هؤلاء التلاميذ قد برز . ربما كثيرة هي المراثي التي تأبى إلا أن تتدفق حبا وربما هياما في مآثر ذلك الرجل الذي أبدع بشهادة خصومه قبل مواليه ومحبيه والمتبعين لفكره، بيد أن المطلوب ليس التسابق على إظهار حسرة الفقد ولكن المطلوب عصف ذهني يُعمل أدوات الدراسة النقدية والتقويمية لإرث وفكر الرجل الذي تركه من خلفه.























                  

العنوان الكاتب Date
الترابي.. مصنع الأفكار المتحرك بقلم د. ياسر محجوب الحسين د. ياسر محجوب الحسين03-09-19, 03:29 PM
  Re: الترابي.. مصنع الأفكار المتحرك بقلم د. ياس شوقي ابراهيم عثمان 03-09-19, 03:34 PM
    Re: الترابي.. مصنع الأفكار المتحرك بقلم د. ياس إبراهيم 03-09-19, 04:13 PM
  Re: الترابي.. مصنع الأفكار المتحرك بقلم د. ياس بخيتة 03-09-19, 04:12 PM
    Re: الترابي.. مصنع الأفكار المتحرك بقلم د. ياس طاهر 03-09-19, 07:14 PM
      Re: الترابي.. مصنع الأفكار المتحرك بقلم د. ياس محمود 03-10-19, 04:07 AM
        Re: الترابي.. مصنع الأفكار المتحرك بقلم د. ياس ود الشريف 03-10-19, 12:25 PM
          Re: الترابي.. مصنع الأفكار المتحرك بقلم د. ياس قسم الفضيل مضوي محمد03-10-19, 01:46 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de