Post: #1
Title: لقاء صلاح قوش و يوسي كوهين كان بمباركة البشير.. بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 03-06-2019, 02:23 PM
01:23 PM March, 06 2019 سودانيز اون لاين عثمان محمد حسن-السودان مكتبتى رابط مختصر
* البشير في حالة نفسية متأخرة تقترب من جنون أكبر من جنون العظمة الذي ركبه منذ ارتكب الانقلاب المشئوم.. فالثوار يضيقون الخناق عليه.. و سيف المحكمة الجنائية الدولية مسلط على رأسه.. و إسم السودان مازال يتوسط قائمة الدول الراعية للإرهاب.. و الاقتصاد منهار..
* هذا الوضع أحال البشير إلى دمية يتلاعب بها ملوك و أمراء و رؤساء الدول، خاصة شيوخ الخليج.. و كل شيخ ينهش من جسد السودان لصالح دولته و لا تهمه مصلحة السودان من أي ناحية..
* و إغواءا للبشير، كي يتخلص من كوابيسه بالتنحي عن السلطة و تمكين قوش من حكم السودان، مهدت السعودية والإمارات و مصر للقاء صلاح قوش، مدير الأمن الوطني السوداني، و يوسي كوهين، مدير المخابرات الإسرائيلي، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن في فبراير الماضي..
* و صورت قناة الجزيرة خبر لقاء قوش بمدير الاستخبارات الاسرائيلية، و كأنه تم دون علم البشير.. و تلقفت وسائل التواصل الاجتماعي في السودان لقاء قوش و كوهين كأمر واقع تم من وراء ظهر الرئيس عمر البشير الغريق في حالة من الحيرة و التخبط و فقدان تام للبوصلة..
* كانت قناة الجزيرة تتوقع أن ينشغل السودانيون بأمر هذا (الخطر) الخارجي.. و يتناسوا احتجاجاتهم الداخلية و يصبوا نيران احتجاجابهم على قوش و دول التحالف السعودي..
* لكن لم يصدر من السودانيين سوى بعض الهجوم على قوش.. و ليومين أو ثلاثة فقط.. ثم عادوا إلى مواصلة ثورتهم و احتجاجاتهم المجيدة..
* البشير يعلم أن دول التحالف السعودي لا تطيقه و أن أمريكا لا ترغب فيه و لكنها ليست مستعجلة للإطاحة به في الوقت الراهن لأسباب تتصل بمحاربة الإرهاب و الهجرة غير الشرعية و القلاقل السياسية و العسكرية المفضية إلى القلاقل الاجتماعية في المنطقة الأفريقية و العربية..
* و يعلم البشير ما يجري وراء الكواليس من مؤامرات خارجية و يدرك مدى مؤامرات (إخوانه) في الحركة الإسلامية.. و أخشى ما يخشاه إحتجاجات الثوار السودانيين المطالبين بتنحيه عن الحكم و هم يزحفون في إصرار نحو القصر حتى النصر..
* كل هذه الأزمات المتراكمة، تمنعه من الالتفات إلى موضوع لقاء قوش بكوهين باعتباره من صغائر الأمور طالما قيادات الجيش السوداني تقف إلى جانبه بصلابة..
* و ثمة سؤالان كان ينبغي أن يتم طرحهما منذ البداية: هل قابل قوش كوهين على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن بالفعل..؟
* إن كل المعطيات تؤكد حدوث ذلك اللقاء.. و يبقى السؤال الأهم: هل كانت المقابلة بمعرفة البشير؟
* إن أقرب الإحتمالات إلى واقع حال البشير، و الظروف الاقتصادية و السياسية في السودان، تؤكد أنه كان على علم بذلك اللقاء و أن قوش أحاطه بأدق تفاصيل ما تمخض عن اللقاء عقب عودته إلى السودان..
* لو كان اللقاء تم من وراء ظهر البشير لما استمر قوش على رأس الأمن الوطني السوداني حتى الآن.. * و قصارى القول أن لقاء قوش بكوهين تم بتمهيد من السعودية و حلفائها و موافقة و مباركة البشير.. و تسليط قناة الجزيرة القطرية الأضواء عليه بكثافة ذات غرض..
* و لا يزال قوش يواصل عمله على رأس الأمن الوطني السوداني..
* و أهم ما في الأمر كله أن الشعب السوداني دفن موضوع قوش و كوهين.. و انكب على ثورته بالمواكب و التظاهرات و عما قريب سوف يتم إعلان العصيان المدني بعد نجاح إضراب الخامس من مارس بشكل أرضى الثوار للحد البعيد..
|
|