Post: #1
Title: العجوز والكرسي !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 02-04-2019, 06:37 PM
05:37 PM February, 04 2019 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
بالمنطق
*والعنوان على نسق (العجوز والبحر).. *ورواية همنغواي هذه يُترجم عنوانها إلى العربية خطأ...من حيث اللغة.. *فصفة عجوز تُطلق على المرأة...أما الرجل فيُسمى شيخاً.. *وحُورت كلمة (شيخ) هذه الآن لتُقرن برجل الدين.. *حتى وإن لم يكن رجل الدين هذا في عمر الشيوخ....بل في عمر الزهور.. *وما قبل مرحلة شيخ يُسمى الرجل كهلاً.. *ولكن في زماننا هذا يُوسم الهرِم بالكهولة...وهذه أيضاً من أخطائنا الشائعة.. *فالهرم هو من تجاوز محطة شيخ...وبلغ الثمانين فأكثر.. *وهي مرحلة السأم من الحياة التي عبر عنها شاعر الجاهلية زهير شعراً إذ يقول : سئمت تكاليف الحياة...ومن يعش ثمانين حولاً لا أبا لك يسأم.. *ولكن من حكامنا العرب من يصير هرماً (مكعكعاً)...ثم لا يسأم الكرسي أبداً.. *ولا يسأم أيضاً تكاليف الحياة...والرئاسة.. *فمبارك مثلاً كان قد بلغ الثمانين عند ثورة المصريين عليه.. *ولكنه تشبث بالكرسي الرئاسي حتى آخر نفس...من أنفاس (وحشه) الأمني.. *وابن علي ما كان يقل عنه كثيراً...وكذلك علي صالح.. *والآن رئيس الجزائر يصر على دورة رئاسية خامسة...وقد رُد إلى أرزل العمر.. *يصر على كرسي الرئاسة...وهو على الكرسي.. *يصر على أن يحكم وهو مغروز في كرسي ذي عجلات.....يدفعه أتباعه.. *ويصر المنتفعون من رئاسته على أن (يظل) هو الرئيس.. *ليس إن دُفع على كرسي متحرك.....وإنما حتى لو حُمل على سرير نومه.. *إلى أن يُحمل على (آلة حدباء) فلا رئيس سواه.. *فهو الأصلح لحكم البلاد في هذه المرحلة المهمة...وفي هذا المنعطف الخطير.. *فبلاد العرب دوماً في حالة مرحلة مهمة...ومنعطف خطير.. *ودوماً هي في حاجة إلى رئيس قائد...قوي...ملهم...حكيم ؛ ولا يهم العمر.. *فهكذا يردد أنصار الحكام الذين يقعدون ولا يقومون.. *ويصدق الحكام ذلك ؛ حتى بوتفليقة مصدق...وهو يُجرُّ بكرسيه من مكان لآخر.. *وأسهل شيء في بلاد العرب حشد الحشود للزعماء.. *ورؤساء دول الربيع العربي كان يطربهم منظر الحشود...لآخر لحظة من حكمهم.. *فيزداد تصديق الزعيم لما يُوحي إليه به (الانتهازيون).. *وتحت تأثير هذا التصديق السلطوي (الشهواني) لا يتورع عن اجتراح الخطايا.. *حتى وإن أضطر إلى سفك دماء من يعارضون بحكمه.. *ثم لا يطرف له جفنٌ ديني...ولا يتحرك فيه واعزٌ أخلاقي...ولا يؤرقه قلقٌ إنساني.. *فكل شيء يهون من أجل الكرسي (الغالي).. *وقصة (العجوز والبحر) تحكي عن فشل متكرر...وإصرار على تكرار الفشل.. *وكاتب الرواية (العجوز همنغواي) ينتحر.. *و(العجوز والكرسي) يصر على تكرار الفشل أيضاً ؛ سياسياً.. *ثم يقود نظامه إلى الانتحار !!.
الانتباهة
|
|