*والعنوان على نسق (العجوز والبحر).. *ورواية همنغواي هذه يُترجم عنوانها إلى العربية خطأ...من حيث اللغة.. *فصفة عجوز تُطلق على المرأة...أما الرجل فيُسمى شيخاً.. *وحُورت كلمة (شيخ) هذه الآن لتُقرن برجل الدين.. *حتى وإن لم يكن رجل الدين هذا في عمر الشيوخ....بل في عمر الزهور.. *وما قبل مرحلة شيخ يُسمى الرجل كهلاً.. *ولكن في زماننا هذا يُوسم الهرِم بالكهولة...وهذه أيضاً من أخطائنا الشائعة.. *فالهرم هو من تجاوز محطة شيخ...وبلغ الثمانين فأكثر.. *وهي مرحلة السأم من الحياة التي عبر عنها شاعر الجاهلية زهير شعراً إذ يقول : سئمت تكاليف الحياة...ومن يعش ثمانين حولاً لا أبا لك يسأم.. *ولكن من حكامنا العرب من يصير هرماً (مكعكعاً)...ثم لا يسأم الكرسي أبداً.. *ولا يسأم أيضاً تكاليف الحياة...والرئاسة.. *فمبارك مثلاً كان قد بلغ الثمانين عند ثورة المصريين عليه.. *ولكنه تشبث بالكرسي الرئاسي حتى آخر نفس...من أنفاس (وحشه) الأمني.. *وابن علي ما كان يقل عنه كثيراً...وكذلك علي صالح.. *والآن رئيس الجزائر يصر على دورة رئاسية خامسة...وقد رُد إلى أرزل العمر.. *يصر على كرسي الرئاسة...وهو على الكرسي.. *يصر على أن يحكم وهو مغروز في كرسي ذي عجلات.....يدفعه أتباعه.. *ويصر المنتفعون من رئاسته على أن (يظل) هو الرئيس.. *ليس إن دُفع على كرسي متحرك.....وإنما حتى لو حُمل على سرير نومه.. *إلى أن يُحمل على (آلة حدباء) فلا رئيس سواه.. *فهو الأصلح لحكم البلاد في هذه المرحلة المهمة...وفي هذا المنعطف الخطير.. *فبلاد العرب دوماً في حالة مرحلة مهمة...ومنعطف خطير.. *ودوماً هي في حاجة إلى رئيس قائد...قوي...ملهم...حكيم ؛ ولا يهم العمر.. *فهكذا يردد أنصار الحكام الذين يقعدون ولا يقومون.. *ويصدق الحكام ذلك ؛ حتى بوتفليقة مصدق...وهو يُجرُّ بكرسيه من مكان لآخر.. *وأسهل شيء في بلاد العرب حشد الحشود للزعماء.. *ورؤساء دول الربيع العربي كان يطربهم منظر الحشود...لآخر لحظة من حكمهم.. *فيزداد تصديق الزعيم لما يُوحي إليه به (الانتهازيون).. *وتحت تأثير هذا التصديق السلطوي (الشهواني) لا يتورع عن اجتراح الخطايا.. *حتى وإن أضطر إلى سفك دماء من يعارضون بحكمه.. *ثم لا يطرف له جفنٌ ديني...ولا يتحرك فيه واعزٌ أخلاقي...ولا يؤرقه قلقٌ إنساني.. *فكل شيء يهون من أجل الكرسي (الغالي).. *وقصة (العجوز والبحر) تحكي عن فشل متكرر...وإصرار على تكرار الفشل.. *وكاتب الرواية (العجوز همنغواي) ينتحر.. *و(العجوز والكرسي) يصر على تكرار الفشل أيضاً ؛ سياسياً.. *ثم يقود نظامه إلى الانتحار !!.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة