اللغة الاستعلائية لتجمع المهنيين أمر طبيعي جدا ؛ واتفاقياته التي تكرس لادارة اشباحه الغامضين للمرحلة القادمة مقصيا للآخرين متوقعة منذ بداياته الشاذة حين تم ضخ بروباغاندا غير طبيعية بالمرة بعد اسبوع أو أكثر من الانتفاضة. نعم كل هذا توقعته منذ أول يوم ؛ ليس فقط لأن هذا هو المقصود من صناعة هذا الكيان الهلامي من أشخاص لا تعرف أجندتهم ؛ فليس من المستبعد أبدا أن يكونوا هم كتائب ظل علي عثمان أو غيرهم من الاسلامويين الناقمين على النظام. فالباب مشرع على كافة الاحتمالات. ليس لكل ما سبق فقط بل لأن هناك عدة نظريات في علم النفس السياسي تستخدم بفعالية في تحقيق مسألتين هامتين: - التحكم (السيطرة) control. - الاتصال communication. ونظريات التحكم كان أول من أشار وأصل لها جوستاف لوبون في مؤلفه الموسوعي سيكولوجيا الجماهير ؛ ثم تبعه فرويد بمؤلف بنفس العنوان ليعيد تأصيل هذا العلم الجديد على أسس جديدة. في المقابل: كانت هناك نظريات أقدم تدعم الشفافية الديموقراطية ومنها نظرية استقلال السلطات : فنظرية استقلال السلطات (التشريعية ، التنفيذية ، القضائية) لا تعني أن تترك هذه السلطات مطلقة اليد في أداء انشطتها التي حددها الدستور ، بل على العكس تماما فاستقلال هذه السلطات يعني أن تقوم كل سلطة بالرقابة على الأخرى ، فالتشريعية تراقب التنفيذية والقضائية تراقب التشريعية...الخ وذلك لأن الانسان القديم قد اجترح أمثالا تلخص فلسفة النظريات السياسية تلك فقال: - السلطة المطلقة تؤدي الى المفسدة. - المال السائب يعلم السرقة. -السكوت علامة الرضى.
فالسلطة المطلقة التي لا رقيب عليها تفضي إلى مفسدة وعدم العقاب على المفسدة يعزز جموح النفس نحو الافتئات على حقوق الآخرين والتعسف في استخدام السلطة. أما سكوتنا أو سكوت المستنيرين فهو يعني القبول الضمني بالخضوع والرضى بكل عواقب التحرر من كل رقابة أو حساب وعقاب. لقد انتشر أنصار هذا التجمع الهلامي وهم يمارسون نفس ما يفعله النظام من تخوين لكل من يرفض قيام هذا الكيان الهلامي بتحديد اللاعبين الأساسيين في المستقبل بل لقد قام بكتابة الدستور الذي علينا أن نبصم عليه وقام بتخديد سنوات الفترة الانتقالية ، وعندما اعترضنا بدأ انصاره في الحديث بذات أسلوب الجداد الالكتروني الغبي كمقولة: - لا تطعن في الثورة. (لاحظ الدمج بين الثورة والتجمع الهلامي) ، وهو نفسه (الدمج بين النظام والوطنية). او كالقول: (إن الشعب قد (أجمع) على رؤية التجمع والموقعيين على التغيير). وهو نفسه خطاب الكيزان: (الشعب السوداني مسلم واجمع على رفضه لدعاوى العلمانيين والكفار). أو يقولون: (هذا كلام جدادة الكترونية).. وهذا هو نفسه خطاب الكيزان: (الشيوعيين والعملاء والمندسين والطابور الخامس). باختصار بروباغندا هذا الكيان الغريب تحول كل من لديه رأي مختلف إلى عدو للشعب وتعمل على شيطنته وتغريبه ، وهذا أسلوب معروف عند الحركة اللا إسلامية. فالمطلوب منا أن نترك كرة الثلج لتتدحرج وتكبر خوفا من عدم سقوط نظام قمعي لنقع في الآخر تحت قبضة كيان أكثر قمعية من النظام بدأ منذ الآن في تحديد خياراتنا وتكميم أفواهنا. كيان لا يمكننا الاستخفاف به ؛ وإلا كنا نحن خفاف العقل ، ونحن الذين كنا نكشف كل حيل النظام طيلة عقود نملك تلك العين المجهرية لرؤية الورم السرطاني الذي ينتفخ به هذا الكيان فليس كل ما ينتشر بسرعة يكون حميدا دائما. نعم سنراقب هذا الكيان عن كثب. وباختصار فمحاولات لي أيادينا لقبول كل شروطه لن ينجح ، فنحن لو كنا نخضع لمن يلوي ذراعنا لخضعنا لنظام استخدم كل عدته وعتاده طيلة ثلاثين عاما لتدجيننا فلم يفلح. نعم ؛ ليس ببعيد أن يكون خلف هذا الكيان الحركة الاسلامية نفسها ، ومن يجادلنا بغير ذلك فليأتنا بدليل يقطع قول كل مريب. أخيرا وليس آخرا ؛ فنحن نشير بأصابعنا لأعيننا ونقول لهذا الكيان: We're watching you
العنوان
الكاتب
Date
لماذا يجب أن نراقب تجمع المهنيين عن كثب بقلم د.أمل الكردفاني
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة