كتب لي صديق على صفحة الفيسبوك يدعونا للتحسب، متى عصرنا على إسقاط نظام الإنقاذ، لمصائر مثل سوريا وليبيا نفقد بها أمننا الراهن ونبكي عليه. وقلت له إن الإنقاذ هي حالة حرب نكراء على شعبها منذ يومها الأول، وأنها ما استعدت لشيء آخر من مصالح الدولة مثل ما استعدت للقتل. فاستنكر الصديق مقارنتي حالنا بحال سوريا مثلاً التي قال إنها لم تنعم بأمن منذ الثورة على بشار. فقلت له إنك تتحدث عن أمن عندنا انحصر في مناطق بالشمال ومدنه لم تأخذ تاريخياً بتكتيك الحرب المسلحة. ولكنها ما نهضت بما تعودت من الاحتجاج الجماهيري حتى أراق النظام دم أهلها في سبتمبر 2013 وسوبا وكجبار وبورتسودان وهلمجرا. ومثل هذا الأمن توافر في مناطق العلويين في سوريا البعث في غمرة حربها الوغدة ضد شعبها الآخر. وزدت بأن قلت إذا أطمعك أمن الشمال (وأقول ذلك جدلاً) لتُحذرنا من زوال الإنقاذ فقد صدق فيك قول الجنوبيين ودارفور من أنكم معشر "أولاد البحر" لا تحسون بحسسنا في أمنكم المناطقي. وكشفت ثورة ديسمبر الغطاء عن زيف هذا الأمن نفسه حين عرفنا خلال الثورة، بل وقبلها، ما بيتته لنا الإنقاذ متى "رفعنا راسنا". فإذا دقت المزيكة، في قول كبيرهم، كل فأر منا سيدخل جحره. فتونة. من جهة أخرى فلبلدنا خبرة سياسية في نزع السلطان الجائر بسلمية لا كما في ليبيا مثلاً. فنحن مدبجون بخبرتين في أخذ السلطان أخذاً وبيلا. وربما لم ننوه بكفاية إلى أن قوة الثورة السلمية الناهضة اليوم سلّمت بها، وبنبل كبير، حتى الحركات المسلحة في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق. فبينما كانت الحركات المسلحة تفرخ في سياق الثورة الليبية لتنخرط فيها بفوهة البندقية وجدنا حركاتنا المسلحة القائمة لعقود أصمتت سلاحها في الميدان، ووجهت جماهيرها حيث هي للانخراط بقوة في التظاهرات. مقارنة مصائر السودان متى خلعنا الإنقاذ بمصائر سوريا وليبيا مقارنة عرجاء. وهي تهويش يحسنه صحفيون تعهر قلمهم طويلا.
العنوان
الكاتب
Date
مقارنة عرجاء بين ثورتنا وثورتي ليبيا وسوريا بقلم عبد الله علي إبراهيم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة