سيدي ألون إنني أعرف من إسمك أنك يهودي، ولكن من كلامك ينطلق كلامك على أنك أمريكي، ولكن اسمح لي أن أقول أنك انزلقت في قولتك Quote: إن انسحاب القوات الأمريكية في الوقت الذي تقوم فيه إيران بإعداد عدة قواعد عسكرية دائمة في سوريا محملة بصواريخ متوسطة المدى وطويلة المدى يمكن أن تصل إلى أي جزء من إسرائيل توحي بأن أمريكا يجب ان تمكث في دولٍ ليس معها حرب فقط من أجل حماية إسرائيل، والتي تصر بحكم رئيس وزرائها المتطرف نتيينياهو، الإستيطان في أرض الفلسطينيين لأن متطرفيه يعتقدون أن الله منحهم تلك الأرض، وتواصل التعدي والحرب، ولكن داعش التي تدعي أن الله أمرها بتأسيس دولة الإسلام، أصبحت مخالفة للمبادئ الأساسية للنظام العالمي، وكلٌ يسند رأيه بما لم يقله الله تعالى. أولاً إذا أردت أن تنقد ترامب، فالنقد كالآتي ويحتاج لحل عالمي، أو إصلاح نظام الأمم المتحدة، فمنذ تعديلها من عصبة الأمم بعد خروج أمريكا من العزلة التي ضربتها على نفسها وانضمت للعالم، أكرم الحلفاء أمريكا بصفتها أقوى وأغنى دولة بقيادة العالم، وحاولو مساعدتها بالقضاء الدولي لتستطيع ضبط السلام العالمي بسلطة مجلس الأمن.... ولكن جرت مياه كثيرة تحت الجسر حتى استلم ترامب رئاسة الدولة، واختار الخيار الذي يبقيه في السلطة في دولة الدستور والمبادئ، فاستغل الطبقة غير المثقفة بالمواجهات العالمية والكونية، وخيارها الطبيعي هو التقوقع، فاستند إليهم للإنجراف إلى اليمين المتطرف وعضّد بذلك رفضه للأمم المتحدة والهجوم عليها، ووقف المساعدات التي انبنت على قيادة أمريكا، وانسحب من المحاكم الدولية وأعلن أن أمريكا لن تكون الشرطة الدولية، وسلم القدس التي في انشقاق حاد بين اسرائيل وفلسطين بنفس السهولة التي خرج بها من سوريا. الصورة هكذا واضحة، أن النظام العالمي الذي نبغى لا يحتمل الجمع بين محاربة الأمم المتحدة وقيادة العالم، ولهذا فليست البشاعة في أنه عرض إسرائيل للخطر، كما تحسه إسرائيل ولا تحس غيره، إنما لأنه عرض العالم كله لخطر مبكر قبل الاتفاق على توزيع القوى، وبدأ العالم كله يتحرك في استعداد لحروب بالوكالة عن، ليس داعش فقط، إنما عن أمريكا والصين وروسيا وتجمعات اليمين المتطرف التي انتشرت في العالم كالنار في الهشيم. ألا يزعجك ذلك؟ هل كل الخطر انحصر في غياب أمريكا عن اسرائيل؟ ولا حتى لم يزعجك ما \ازعج الأمريكان جميعهم، يمين ويسار، من تقلبات ترامب وترقب كل تلك القوى العالمية، صديقة أو عدوة، في انتظار ثمار شبكة صيده الطائشة؟ بينما شعب أمريكا لا حول له ولا قوة؟ هذا هو المزعج في ترامب، حتى الجمهوريين اليوم تجدهم في صفيحٍ ساخن لا يعرفون ماذا سيقود قفله للحكومة الجاري الآن، لا يدرون عواقبه في شق الصف الآمريكي والعبث بدستور الولايات المتحدة فيما لا مصلحة بالمرة لأمريكا فيه غير الغيوم التي لا يعرف أحد ما ستجلب، وليس خوفاً على اسرائيل فقط!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة