*(كان يوما من ايام الضباب وذكريات الاوقات القديمة، وكنت وحدي وكان قلبي يتبعني مثل كلب كبير، وإختفت تلك الفتاة عند ناصية طوبيكا، ولم أراها مرة أخرى، وذهبت لبعض الموتى الذين هم في الاصل اصدقائي) ان لم تخني الذاكرة فان تلك هي جزء من قصة قصيرة لوليم سارويان، كان يحفظها صديقنا احمد شريف الاخ الاصغر لعزيزنا محجوب شريف عن ظهر قلب، وحفظناها معه عند مطلع فجر الثمانينيات مثلما حفظنا طلع البدر علينا من ثنيات الوداع، وجب الشكر علينا ما دعى لله داع، فإيماننا بالسودان مثل إيماننا بالله لايتزعزع. *تلك كلمات خطها يراع الاستاذ / ياسر سعيد عرمان، مادعانا لنقرأ في كتب مدرسة العبث عند أوجين أونسكووهي مدرسة الذاتية المعلقة التي تمجد أداء الذات مهما كان تافهاً، كما أوضحت مسرحية الدرس، فالمدخل الذاتي يعني درجة من فقدان الملامسة للواقع وانحسار الواقعية يعني أن لقاء شخص مع شخص آخر، تتحول إلى رمزية تعني وجود امجاداً لم يشارك فيها أصحاب الحدث، فعبيد حاج الامين، ناضل من أجل تحرير الوطن من الاستعمار بالوسائل السلمية فأسس ( جمعية الاتحاد والترقي السوداني) وعبد الفضيل الماظ إختار طريق الكفاح المسلح ومات محتضناً مدفع ( المكسيم)، وعلى عبد اللطيف إحترق شبابه في مصحة للأمراض النفسية، وهم جميعآ لم يحدث أن حدثوننا عن مركز وهامش، ولم يقللوا من سودانيتهم الراسخة والراشحة كما تغنى الشاعر ( مابندور عصبية القبيلة، وعندي معهد وطني العزيز) فلم يكن معهد الوطن المدرسة فقط التي صهرت القوميات السودانية والتلاحم الثقافي والوجداني الممتد منذ سلطنة الفونج، سواء أن إتفقنا أو إختلفنا، ولكن الوطنية السودانية لم تسمح لشخص بالإرتماء في أحضان الأجنبي أو الادعاء في تحرير السودان، وإنكشف المستور عندما وصلت الحركة الشعبية إلى مستوى السكوت المريب عن إغتيال الدكتور جون قرنق رمز الوحدة الوطنية وسداها ولحمتها، وعندما أدركت قوى المخابرات داخل الحركة من خريجي المدارس المدنية والعسكرية قد تم إستلابهم بالكلية. *الفصل الجديد للحركة الشعبية إستوجب إزاحة د. جون قرنق من المشهد السياسي ليبدأ فصل جديد للحركة من جهاز شريك في النظام الذي يعيد تشكيل النظام السياسي الوطني في اتجاه الوحدة الوطنية ورتق النسيج الاجتماعي إلى نظام تابع، وأداة لتمزيق وحدة الأراضي السودانية والتي بدأت منذ سلطنة الفونج عندما أمدّ رث الشلك محمد أبو لكيلك بأربعة كتائب دعما له لضم كردفان وفي نفس الوقت أقامت الفونج علاقات مع الأمير خميس ممثلاً لطلائع دارفور، وقاد الجيش السناري ضد الحبشة عوضاً عن هذا التاريخ الوحدوي صارت الحركة الشعبية نظام تابع وأداة لتمزيق الوحدة الوطنية، وبالطبع كان عليها أن تبدأ بتمزيق جنوب السودان نفسه كمثال سالب لطرح البلقنة في موضع وحد ة السودان.. ومازال الاستاذ ياسر عرمان يعزف المزامير التي تؤكد على نهج التشظي.. بكل أسف.. ولانريد لياسر الوقوف في مدرسة العبث.. وسلام يا ااااااوطن.. سلام يا لم يعد لدينا مانصرفه أو نشتريه أو نقف من أجله في الصفوف.. هل سعدتم بذلك يامن تفننتم في عذابنا.. وسلام يا.. الجريدة الاربعاء 5/12/2018
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة