جمال خاشوقجي قتيل وضحية الرهان على الإسلام السياسي بقلم صديق أبوفواز

جمال خاشوقجي قتيل وضحية الرهان على الإسلام السياسي بقلم صديق أبوفواز


10-23-2018, 01:05 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1540253117&rn=0


Post: #1
Title: جمال خاشوقجي قتيل وضحية الرهان على الإسلام السياسي بقلم صديق أبوفواز
Author: صديق ابوفواز
Date: 10-23-2018, 01:05 AM

01:05 AM October, 22 2018

سودانيز اون لاين
صديق ابوفواز-
مكتبتى
رابط مختصر



*#ردود_سريعة*

رحم الله الصحفي السعودي جمال خاشوقجي، فلقد أوضح في آخر أيامه من خلال كل كتاباته ومقابلاته التلفزيونية أن النظام الملكي السعودي قائم على آيدولوجية الإسلام السياسي وليس من المنطق أن يحدث خلافٌ بينه وبين الحركات الإسلامية، وكان من الواضح سعيه إلى سد الفجوة بين الحركات الاسلامية والنظام الوهابي السعودي.

فالشاهد أنه ليس هنالك أي تباين أو خلاف مفاهيمي كبير حول شكل الدولة وما يمكن ان تكون عليه بين الاخوان المسلمين و السلفيين من وهابيين و انصار سنة.
وإن كان هنالك خلاف فهو إختلاف بسيط جدا .. و ليس جوهرياً، يعني اختلاف في الأفرع وليس في الأصول، أما هيكلية وعظم وجوهر الدولة الدينية فهو واحد؛ وهو ان السلطان قائم على الحق الالهي والبيعة والسمع والطاعة ... الخ
ثم أي خلاف مع رأس الدولة أو اجهزة السلطان لا يعامل كخلاف سياسي بل يعامل كخلاف ديني ويعتبر خروجٌ على الحاكم، وبسبب ذلك تم اغتيال جمال خاشوقجي هذه القتلة الشنيعة مع انه ثابت أنه كان إسلامياً تربى على المذهب الوهابي ولم يكن لديه أي اعتراض على النظام الديني الحاكم في المملكة، فلقد اختلف فقط سياسيا مع محمد بن سلمان.
وهذا الفهم ظل قائما منذ اكثر من ١٤ قرن ولم يتغير حتى الآن، ولا فرق فيه بين سلفي أو وهابي أو أنصار سنة أو حتى اي من الذين يدعون الى التجديد امثال الترابي وغيرهم.
حتى الترابي عندما كان يتحدث عن الديمقراطية والحرية، فلقد كان يمارس تقية الشيعة، وعندما يتحدث الصادق المهدي في نهج الصحوة أو الوسطية فهو باختصار يتحدث عن الدولة المدنية الاسلامية التي ترعى حقوق غير المسلمين أو الاقليات كمنحة من الحاكم المسلم وليس كحق انساني، مما يجعل غير المسلمين مواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة.
فالأمر في المحصلة النهائية واحد ومنبعه واحد وهو الاسلام السياسي مثله مثل المسيحية السياسية في العصور المظلمة واليهودية الصهيونية في فلسطين المحتلة(اسرائيل).
لذلك فإن الاسلام والمسيحية واليهودية وجميع الأديان التي نعرفها والتي لا نعرفها، يجب أن تفهم وتعامل جميعها كأديان لا أكثر ولا أقل، وبمجرد ان يتم اعتبار اي من هذه الأديان (دولة) فستصبح هذه كارثة انسانية و دعوة صريحة للتقهقر إلى عصور الظلام.

صديق أبوفواز
٢٣ أكتوبر ٢٠١٨م