ترددت كثيراً قبل الكتابة حول التراشقات الساخنة التي تبودلت بين والي ولاية شمال كردفان أحمد هارون وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان"حميدتي" لأنني أدرك أن ما يجمع بينهما أكثر مما يفرق. *لذلك لم أفاجا بالخبر الذي نشر في صحف الخرطوم يوم الأربعاء الماضي الموافق 17 أكتوبر الجاري عن لقاء المصالحة الذي جمع بينهما والرئيس البشير ببيت الضيافة وإعلانهما إعتبار ما كان بينهما "سحابة صيف وإنقشعت". *لكن لأن الأمر لم يعد أمرهما وحدهما ولا ثلاثتهم إنما هو شأن كل أهل السودان كان لابد من الكتابةحول القوات التي تضخمت وتوسعت قواتها وأصبحت كما قال قائدها في تصريحات نشرت - متمددة داخلياً وخارجياً -. *إن ظاهرة الأجهزة والكيانات الموازية للأجهزة والمؤسسات الرسمية ظاهرة إنقاذية قديمة بدأت عبر زرع بعض المنسوبين للسلطة الحاكمة داخل أجهزة الدولة ومؤسساتها، لكنها أصبحت أجهزة وكيانات موازية للمؤسسات الرسمية بما فيها قوات الشعب المسلحة "الجيش السوداني" . *مرة أخرى أعود للوعد الذي قطعته الحكومة إبان نشوتها بما إعتبرته نجاح مبادرة تحقيق السلام في دولة جنوب السودان، بأن ترعى بنفسها إعادة توحيد قوات جيش دولة جنوب السودان، وأعيد مرة أخرى ما قلته في ذلك الوقت : إبدأوا بانفسكم لأن السودان الباقي أولى بهذه المبادرة الحميدة. *دعوني في هذا المقام أعزي الجيش السوداني والأمة السودانية في فقيد الجيش والوطن المشير عبدالرحمن سوار الذهب الذي جسد مع رفاقه في قيادة الجيش قومية قوات الشعب المسلحة إنحيازهم للإرادة الشعبية في إنتفاضة إبريل 1985م، ويحفظ له التاريخ إلتزامه بالعهد وتسليمة السلطة للحكومة المنتخبة ديمقراطيا في موقف تاريخي لصالح التحول عن الديمقراطي .. تغمده الله بواسع رحمته. * وبعد .. ليس من مصلحة السودان ولا أي طرف من اطراف القوات المسلحة التمادي في المكابرة وإدعاء إمتلاك القوة الرادعة والتباهي بالسلطان الزائل والمكاسب المادية لأن الوضع في السودان لم يعد يحتمل اية مغامرة غير محسوبة العواقب، ولابد من غحداث إختراق إيجابي نحو تحقيق السلام في كل ربوع السودان وإنجاز الإتفاق السوداني الشامل لفتح الطريق امام التحول الديمقراطي الحقيقي الذي لايحتاج لردع ولا عنف.
العنوان
الكاتب
Date
التحول الديمقراطي لايحتاج لردع ولا عنف بقلم نورالدين مدني
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة