Post: #1
Title: وزير تربية النيل الأبيض بقلم أيمن الصادق
Author: أيمن الصادق
Date: 10-01-2018, 02:04 PM
02:04 PM October, 01 2018 سودانيز اون لاين أيمن الصادق-sudan مكتبتى رابط مختصر نصف الكوب
[email protected]
يذكر أن أقوي سلاح أُستخدم إبان الحرب الباردة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية ؛ وكانت بين القوتين العظمتين ذلك الوقت أميركا ، و الاتحاد السوفيتي - قبل أن يختل معيار القوة في العالم ، ويطول كل قصير من حولنا – وكان سلاح له قوة هائلة على الهدم والتدمير ؛ وجرى إسخدامه بأيدي المخابرات الأميريكية ( الخفية ) وكان عبارة عن إجراء بسيط يجري تطبيقه بدقة ؛ وهو أن يتولى زمام الامور بجمهوريات الاتحاد السوفيتي من هم أقل كفاءة ، والحرص على أن يكون هذا الشخص – سواءً كان بعلمه أو غير ذلك - عامل تدمير لرؤية الاتحاد السوفيتي ( روسيا السوفيتية بعد الإطاحة بالنظام القيصري 1917 ) ... وقد كان لهم ما أرادو ؛ وتحقق إنهيار وتفكك الإتحاد السوفيتي مطلع تسعينيات القرن الماضي . الآن ونحن – في سودانا العظيم - نتعايش مع الأوضاع السيئة في مختلف مناحي الحياة ، وإنهيار كبير في المنظومة الإقتصادية والإجتماعية ، وإرتباك وتخبط مع مناخ سياسي مسموم ؛ حتى بت أشك في أن هناك من يحرص على أن يتولى زمام الأمور من يُعدْ عامل هدم وتدمير ( في مختلف المستويات التنفيذية ، ومراكز صُنع القرار ) وبدليل أننا من سيئ إلى أسوأ سادتي ، وقبلآ ذكرت هنا أن كل الملفات ، والأزمات الماثلة الآن تفاقمت بسبب متخذي القرار أنفسهم ؛ إذ أن كل الحلول التي يتم طرحها هي بمثابة مشكلات إضافية ، وكل ملف يتم التعامل معه ثِق أنه في طريقه لمزيد من التعقيد ، وليتحسس كلٌ منا حوله بصدقٍ ، وعين ثالثة ! . وعلى كلٍ ... الحلول التي تقود الي تصحيح الأوضاع معلومة ، ونتناولها هنا منذ سنوات ، والكثير من الكُتاب والصحفيين والمحللين الوطنيين أدلوا بدلوهم قبل وبعد إستحقاق تقرير المصير ، والذي أفضى لإنفصال الجنوب ؛ ولكن التعنت والتمسك بالمصالح الضيقة والشخصية وغير ذلك كانت تَحول دون إتخاذ ما يلزم ، والآن بعد أن تعقدت الأوضاع إستسلم متخذو القرار – والى الآن أحسبه إجراء صُوري - وبدأت الهرولة وراء تقليل الإنفاق الحكومي ، ومحاربة الفساد ، والإستعانة بالخبراء ، وإجراء الدرسات وغيره ، وكأنه إكتشاف عظيم أو أن قد حانت الفرص ( الآن فقط ) . وضع الأمور في المسار الصحيح لا يحتاج لكل هذا الضجيج ، أو موضوع سبر أغوار ، فهي فقط مسألة إرادة تبدأ بالتضحية ( الشخصية ) وتنتهي بإلغاء المصالح الحزبية ، مع ضرب اللوبيات ، والخفافيش التي تعمل في الظلام مستفيدة من الأوضاع القائمة . قبل أن إغادر : تم تداول مقطع فيديو قيل أنه لوزير التربية والتعليم بولاية النيل الأبيض ، ويظهر فيه الوزير متحدثآ لمجموعة معلمين تقدموا بمذكرة إحتجاج مطالبين بإستحقاق وما يتصل ، لكن إسلوب الوزير كان سيئآ للغاية ، بل من المؤسف حقآ أن يكون غير متصف بأي من الصفات القيادية ، أو تلك التي يجب أن يتصف بها موظف عام حتى ، وأحسست أنه قد شخصن الدولة ( وصار الأمر شخصي بالنسبة له ) ، فالإضراب والإعتصام سلوك حضاري ، ووسيلة ضغط لأخذ الحقوق ، ومن المهم مواجهة مثل هذه الوسائل بأساليب الحوار والتفاوض ، والتنازل وما يشبه ، لكن التهديد والتحدي ؛ لهو الجهل بأبسط الأمور المؤهلة لشغل وظيفة عامة ... ومثله هم عماد التدمير !
|
|