يذكر أن أقوي سلاح أُستخدم إبان الحرب الباردة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية ؛ وكانت بين القوتين العظمتين ذلك الوقت أميركا ، و الاتحاد السوفيتي - قبل أن يختل معيار القوة في العالم ، ويطول كل قصير من حولنا – وكان سلاح له قوة هائلة على الهدم والتدمير ؛ وجرى إسخدامه بأيدي المخابرات الأميريكية ( الخفية ) وكان عبارة عن إجراء بسيط يجري تطبيقه بدقة ؛ وهو أن يتولى زمام الامور بجمهوريات الاتحاد السوفيتي من هم أقل كفاءة ، والحرص على أن يكون هذا الشخص – سواءً كان بعلمه أو غير ذلك - عامل تدمير لرؤية الاتحاد السوفيتي ( روسيا السوفيتية بعد الإطاحة بالنظام القيصري 1917 ) ... وقد كان لهم ما أرادو ؛ وتحقق إنهيار وتفكك الإتحاد السوفيتي مطلع تسعينيات القرن الماضي . الآن ونحن – في سودانا العظيم - نتعايش مع الأوضاع السيئة في مختلف مناحي الحياة ، وإنهيار كبير في المنظومة الإقتصادية والإجتماعية ، وإرتباك وتخبط مع مناخ سياسي مسموم ؛ حتى بت أشك في أن هناك من يحرص على أن يتولى زمام الأمور من يُعدْ عامل هدم وتدمير ( في مختلف المستويات التنفيذية ، ومراكز صُنع القرار ) وبدليل أننا من سيئ إلى أسوأ سادتي ، وقبلآ ذكرت هنا أن كل الملفات ، والأزمات الماثلة الآن تفاقمت بسبب متخذي القرار أنفسهم ؛ إذ أن كل الحلول التي يتم طرحها هي بمثابة مشكلات إضافية ، وكل ملف يتم التعامل معه ثِق أنه في طريقه لمزيد من التعقيد ، وليتحسس كلٌ منا حوله بصدقٍ ، وعين ثالثة ! . وعلى كلٍ ... الحلول التي تقود الي تصحيح الأوضاع معلومة ، ونتناولها هنا منذ سنوات ، والكثير من الكُتاب والصحفيين والمحللين الوطنيين أدلوا بدلوهم قبل وبعد إستحقاق تقرير المصير ، والذي أفضى لإنفصال الجنوب ؛ ولكن التعنت والتمسك بالمصالح الضيقة والشخصية وغير ذلك كانت تَحول دون إتخاذ ما يلزم ، والآن بعد أن تعقدت الأوضاع إستسلم متخذو القرار – والى الآن أحسبه إجراء صُوري - وبدأت الهرولة وراء تقليل الإنفاق الحكومي ، ومحاربة الفساد ، والإستعانة بالخبراء ، وإجراء الدرسات وغيره ، وكأنه إكتشاف عظيم أو أن قد حانت الفرص ( الآن فقط ) . وضع الأمور في المسار الصحيح لا يحتاج لكل هذا الضجيج ، أو موضوع سبر أغوار ، فهي فقط مسألة إرادة تبدأ بالتضحية ( الشخصية ) وتنتهي بإلغاء المصالح الحزبية ، مع ضرب اللوبيات ، والخفافيش التي تعمل في الظلام مستفيدة من الأوضاع القائمة . قبل أن إغادر : تم تداول مقطع فيديو قيل أنه لوزير التربية والتعليم بولاية النيل الأبيض ، ويظهر فيه الوزير متحدثآ لمجموعة معلمين تقدموا بمذكرة إحتجاج مطالبين بإستحقاق وما يتصل ، لكن إسلوب الوزير كان سيئآ للغاية ، بل من المؤسف حقآ أن يكون غير متصف بأي من الصفات القيادية ، أو تلك التي يجب أن يتصف بها موظف عام حتى ، وأحسست أنه قد شخصن الدولة ( وصار الأمر شخصي بالنسبة له ) ، فالإضراب والإعتصام سلوك حضاري ، ووسيلة ضغط لأخذ الحقوق ، ومن المهم مواجهة مثل هذه الوسائل بأساليب الحوار والتفاوض ، والتنازل وما يشبه ، لكن التهديد والتحدي ؛ لهو الجهل بأبسط الأمور المؤهلة لشغل وظيفة عامة ... ومثله هم عماد التدمير !
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة