عودة ديهانجو: فأل الله لا فالك... يا عبد اللطيف البوني!! بقلم شوقي إبراهيم عثمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-16-2024, 05:29 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-13-2018, 05:32 AM

شوقي إبراهيم عثمان
<aشوقي إبراهيم عثمان
تاريخ التسجيل: 01-13-2014
مجموع المشاركات: 56

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عودة ديهانجو: فأل الله لا فالك... يا عبد اللطيف البوني!! بقلم شوقي إبراهيم عثمان

    05:32 AM September, 12 2018

    سودانيز اون لاين
    شوقي إبراهيم عثمان-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    الدكتور الاقتصادي عبدالله البوني، أستاذ العلوم الاقتصادية والسياسية بجامعة أمدرمان الإسلامية، وهي الجامعة السيئة الصيت، معقل الأيديولوجية الداعشية والدعشنة، والتي فوجت عشرات المئات من خريجيها للقتال في الجنوب، ولذبح الجنوبيين السودانيين، والتي تخصص أساتذتها في خطب ود بني سعود "من أجل حفنة من الريالات" السعودية، وسعي هؤلاء الأساتذة المحموم كي يصبحوا وكلاء، أو دعاة محتملين عبر "أجرة معلومة" من السفارة السعودية في الخرطوم - لتلويث السودان بالإيديولوجية السعودية الوهابية التكفيرية، ومحاربة الطرق الصوفية، يجيد الرقص بالكلمات في الصحف الخرطومية منذ عقدين أو أكثر، dancer for money على قول تينا تيرنر، ويبلغ راتب ثلاثين رقصة في الشهر ثلاثة عشرة مليونا من الجنيهات (حين كان وقتها الجنيه نطاح!!)؛ لم يتفوق على الدكتور عبداللطيف البوني سوى ذو اللوثة إسحق فضل الله. يقال أن مرتب عمود الأخير الشهري يتجاوز الثلاثين مليونا من الجنيهات شهريا.
    لعل القاريء الكريم يفهم من هذه المقدمة الصغيرة أن السودان هو أول من طُبِقت عليه واشنطون قانون "الربيع العربي" الصهيوأمريكي، وكان أول ظهور ظاهرة الدعشنة هي في السودان وبالذات في حرب الجنوب، وتم فيها ذبح السودانيين الجنوبيين!! بل لعلك تسأل لم لا نرى "دواعش المشرق العربي" في السودان يقتلون ويفجرون ويذبحون كما يحدث في سورية والعراق واليمن وليبيا؟ هل من مجيب...؟
    وكان فصل جنوب السودان "سااااااهل"!!! ولعلنا نتوقف هنا قليلا ونسأل لماذا كان فصل الجنوب ساهلا؟ بل يمكن القول أضمره الإسلامويون وشجعوا عليه بدءا بحسن الترابي (العراب الدولي!!)، وعلى الحاج (تمرير تقرير المصير بفرانكفورت!!) وأمين حسن عمر (شاهد ما شافشي حاجة!!) .. وإنتهاءا بتطبيل الخبيث مالك صحيفة "الغفوة". فهل كان فصل الجنوب ضمن "الصفقة الكبرى" الأمريكية مع "الإخوان المسلمين"؟؟ يبدو ذلك. فالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين عقد صفقة كبرى مع واشنطون عام 2005م بأن يحكموا الدول العربية بدعم من واشنطون بشروط ..، منها إنهاء وشطب القضية الفلسطينية (الصلح مع إسرائيل) وتبادل أراضي من كل من مصر (إستقطاع من سيناء لصالح غزة الكبرى!)، ومن الأردن (إستقطاع شرق نهر الأردن يرحل لها سكان الضفة الغربية!)، بينما تعوض إسرائيل كلا من الدولتين أراضي من العقبة.
    هنالك العديد من الإشارات ذات الدلالة التي ترجح موافقة "كيزان الغفلة" السبقية لفصل جنوب السودان، هذه الإشارات تَمِت بصِلة أو من ضمن الصفقة الكبرى مع "إبراهيم منير" وشركاه. (لمن لا يعلم: إبراهيم منير، مصري، يترأس "المكتب الدولي" للإخوان المسلمين، وكان مقر المكتب في لندن، وأنتقل المكتب مع الأزمة السورية 2011م إلى إسطنبول.. تمهيدا لإحياء دولة الخلافة.. هههههه).
    فمثلا هل كان علي الحاج بالغباء السياسي والسذاجة كي لا يفهم أن إعطاء جنوب السودان حق تقرير المصير في فرانكفورت يعني خطوة هامة ورئيسية لفصل جنوب السودان (بل كان يعني فصل جنوب السودان قبل أن ينفصل)؟ لا أعتقد إنه غبيا سياسيا. بل هو، أي إعطاء "حق تقرير المصير للجنوب"، من المطلوبات الأمريكية ضمن شروط الصفقة مع إبراهيم منير.
    وعلى أثر مسرحية المفاصلة الشهيرة إلى قصر ومنشية، عصر علي الحاج الندم، لم يفهم وقتها إنها كانت مسرحية تكتيكية من ألاعيب حسن الترابي. فعلي الحاج ليس هو من فصل جنوب السودان فحسب، بل أيضا هو من دمر السودان بلا طائل - وأعتزل معتصما في ألمانيا. لقد رأى بأم عينه قبل رحيله لألمانيا سقوط الإسلامويين أخلاقيا عندما تكالبوا مثل الضواري على المناصب ونهمهم الشديد لسرقة المال العام. ولم يسلم، وهو في ألمانيا لحقته تهمة سرقة أموال الطريق الغربي بأذيالها، وقال قولته المشهورة: "خلوها مستورة!"، حتى صارت مثلا يُحتذى.
    كيف فات على السودانيين أن علي الحاج هو من فصل جنوب السودان!!؟ فهل كان علي الحاج يعي دوره وقتها؟ لا أظن أن منحه للجنوبيين السودانيين في فرانكفورت "حق تقريرالمصير" غلطة فردية، أو من بنات أفكاره، بل كان علي الحاج مكلفا تنظيميا بمنحهم "حق تقرير المصير". يا له من شقي!!
    ومن المؤشرات أيضا، الدالة على أن "فصل جنوب السودان" كان ضمن شروط الصفقة الكبرى الإخوانية الأمريكية كما أسلفنا، أن يسيء إسماعيل هنية للسودانيين الجنوبيين!! دافع إسماعيل هنية عن إنفصال جنوب السودان، لم يتورع إسماعيل هنية أن يصف الجنوبيين السودانيين بـ "الصراصير". عبارة مخجلة. في اعتقاده إنه يهون على السودانيين فصل الجنوب. وكما قال المثل: "جه يكحلها عماها!!".ولعلك تسال ما هو دخل إسماعيل هنية بجنوب السودان؟ ولماذا يعنيه هذا الأمر؟ بارك هنية سدنة السودان خطوتهم فصل الجنوب. والسبب لأن فصل جنوب السودان هو أحد شروط "الصفقة الكبرى" الإخوانية/الأمريكية، ومقابيل هذه الشروط أن يحكم "الإخوان المسلمون" دول العالم العربي الواحدة تلو الأخرى في غمار "الفوضى الخلاقة" وعبر غطاء "الربيع العربي"، بدعم أمريكي!! .. وإذا فهمت إن الإخوان يعتبرون النفح عن الجغرافية الوطنية من الشركيات، إذن، فصل جنوب السودان كان هو أحد القرابين على "مذبح" مكتب الإخوان الدولي، لا يأسفون عليه!!
    "صراصير!!". قالها إسماعيل هنية غرورا حين ارتفعت موجة أسهم الإخوان للذروة، فمرسي يحكم مصر، وحزب الإصلاح اليمني الإخواني ينقلب على حليفه علي عبدالله صالح – انفتحت شهية الإخوان "الإصلاحيين" كي يستفردوا بالسلطة اليمنية دون حليفهم القديم، وحماس (خالد مشعل!!) تطعن سوريا بخنجر في الظهر – ومشعل يتلفح بمعية اردوغان في إحتفال جماهيري باسطنبول علم الإنتداب الفرنسي على سوريا، والغنوشي يتمطع في تونس ويقهقه، والقذافي لقى مصرعه بسلاح سوداني مهرب "للثوار!!" الليبيين الأخونجية بفتوى قاتلة من القرضاوي – وقطر تتحكم بالشأن الليبي لحين، والغازي العثماني أردوغان الجديد (الذي أصبح فجأة اخونجي!!) يقسم بأن يصلي في المسجد الأموي بدمشق ولكن ليس قبل أن يطآ جثة بشار الأسد، وأيضا القرضاوي (هل رأيتم صورة هنية في النيت وهو منحنيا يقبل يد القرضاوي؟ مقززة) يصرح في الدوحة "لو قام محمد من قبره لتحالف مع حلف الناتو!!" .. وماذا عن حسن الترابي وعمر البشير؟
    في أول يونيو عام 2013م اعلنت رئاسة الجمهورية أن هنالك زيارة مزمعة لعمر البشير للقاهرة في 3 يوليو. وفي 14 يونيو كان حسن الترابي في الدوحة في حفل إعتلاء الشيخ تميم للإمارة القطرية خلفا لأبيه، وفي مؤتمر صحفي قال الترابي في الدوحة: "أنا أقترح أن يتحد السودان ومصر وليبيا..!!". وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في كتابها "الخيارات الصعبة": "أتفقنا مع محمد مرسي أن يعلن الدولة الإسلامية في 5 يوليو، ولقد زرت 122 دولة صديقة، وكانت هذه الدول على إستعداد للإعتراف بدولة محمد مرسي الإسلامية فورا".
    ماذا يعني هذا كله؟ التفسير. أن عمر البشير سيصل مصر في 3 يوليو ليحضر إحتفالية بالقاهرة في 5 يوليو يعلن فيها محمد مرسي دولته الإسلامية، التي ستتكون من ثلاثة دول: مصر والسودان وليبيا.
    ولكن ما بين 14 يونيو وحتى 30 يونيو ومن ثم حتى 3 يوليو (الإنذار الأخير لمرسي من قبل السيسي!!) شاء الله شيئا آخر، أنتهى مرسي وسقط!! وهذا موضوع آخر. وفي هذه التواريخ الثلاثة تداعت القيادات الإخوانية الدولية على قطر، مصدومة تطلب المشورة، ما العمل؟؟ رجع ثعلب السودان حسن الترابي من الدوحة مكسور الخاطر، بسرية تامة، وصمت طاغي، لدرجة إن الصحف لم تشر متى عاد للخرطوم.
    وكما رأيتم، إلى هذه الدرجة الإرتباط العضوي ما بين الحركة الإسلامية في السودان (إخوان مسلمين) وتنظيم الإخوان المسلمين والمكتب الدولي، فهل يشك بعدها كائنا من كان أن فصل الجنوب، الذي كان بدعم ونفخ ظاهر من الترابي وشركاه، شرط أمريكي في ”الصفقة الكبرى" مع المكتب الدولي للإخوان المسلمين كي يحكموا العالم العربي؟
    مع بداية الأزمة السورية عام 2011م، علي كرتي من ضمن وفد من الجامعة العربية لسورية، يقول لبشار الأسد: "تفاهموا مع الدول الغربية!!". فكان الرد الصاعق "أنتم تفاهمتم مع الدول الغربية، فماذا كانت النتيجة؟ إنفصال جنوب السودان". وسكت الأبله.
    ومن المؤشرات، أيضا، ليس هنالك أية دولة في العالم، وأتحدى، قبلت أو تقبل طواعية أن تقسم نفسها أو تتنازل عن جغرافيتها الوطنية بطيبة خاطر كما فعل كيزان السودان. ومعنى ذلك، أن حسن الترابي قبل أو ضحى بفصل جنوب السودان من أجل هدف أكبر!! أي الصفقة الكبرى للمكتب الدولي مع واشنطون من أجل حكم كافة الدول العربية. وكما قلنا، سابقا، هم لا يؤمنون بعقيدة الجغرافية الوطنية، كما علمهم بن اليهودية حسن البنا، مسكونون بالكوزموبوليتانية، أو "الدولة الفكرة" كما كتب يوما فتحي عثمان في الخمسينيات، وهو النهج الماسوني ذاته.
    كلنا يتذكر محاولة مسعود البرزاني الأخيرة في كردستان العراق، واستفتاؤه على الإنفصال، طبخة إسرائيلية أمريكية بإمتياز، هب لها كافة العراقيين عن بكرة أبيهم، وأجهضت. وإقليم الباسك، كيف أنتفضت إسبانيا ومعها الإتحاد الأوروبي، وطورد رئيس وزراء إقليم الباسك وقبض عليه بالأنتربول. "ذهبت بها عريضةً" كما قال نبينا العظيم لعثمان ينطبق على الدكتور على الحاج. حق تقرير المصير مرة واحدة!! يا أخي حبة حبة، مثلا التدرج نحو كونفيدرالية خلال عشرين عاما. ولكن "عسىى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم"، لا شك أن كانت ثمة مشكلة شمالية جنوبية ساهمت فيها وفاقمتها الحكومات الحزبية الشمالية المتعاقبة ببلادة وجهل، ولكني لا أشك أن جنوب السودان سيرجع يوما ما وربما بوحدة كونفيدرالية ولكن ليس قبل إزالة دولة الترابي للأبد.
    وقد يحتار السودانيون الطيبون، طالما عقد المكتب الدولي للإخوان المسلمين حلفا سياسيا مع واشنطون، وطبقا للصفقة المتبادلة ستدعمهم واشنطون لحكم كافة الدول العربية، لماذا إذن تضطهد واشنطون السودان ودولة السودان وحكومة السودان الإخوانية؟ بعدما قدم حسن الترابي لهم جنوب السودان على طبق من فضة بلا مقابل؟ ويرسلون لواشنطون طلبا لودها الوفود تلو الوفود تلو الوفود، وواشنطون تزداد كل مرة غنجا وإمتناعا وإضطهادا لهم، إلى درجة يأتي "الخواجات" إلى الخرطوم من كل حدب وصوب يقابلون طوب الأرض في الخرطوم ما عدا عمر البشير!! إذلال ما بعده إذلال. فما السبب وكيف نفسرهذه العلاقة السادية-المازوخية Sadomasochismus بين واشنطون والخرطوم؟
    الجواب يكمن في جغرافية السودان السياسية، أي في موقعه الجيوسياسي الفريد، أي السودان وجيرانه التسعة. إذ لا قدر الله – هكذا تحسب لندن وواشنطون – نهض السودان بخيراته عبر حكومة وطنية قوية ومد ذراعه لجيرانه التسعة، بالإمكان نشوء سوق إقليمية قوية في القرن الأفريقي، بل قوة إقليمية وهذا ما لا تسمح به لندن وواشنطون. وفي تقديري، منذ أن حصل السودان على إستقلاله عام 1956م كُتِبَ في "الكتاب" السري الغربي الإستعماري تمزيق السودان، حتى لا يكون رابطا للجيران التسعة، وكي لا تنشأ قوة إقليمية في القرن كمحصلة. وهنا أشير إلى حقب حكومات الأحزاب السابقة، وهنا أخص حزب الأمة وأخوانه، فطالما ظلوا يحيلون السودان إلى "الرجل المريض" أفريقيا وحتى عربيا، ظل الغرب الإستعماري وقتها راضيا عنهم، أما أن يُنهِض بالسودان كائنا من كان من يحكم الخرطوم شيوعيين، إشتراكيين، قوميين، ليبراليين أو إسلاميين - لا يسمح الغرب. حسن الترابي وجوقته الموسيقية اعتقدوا أن أمريكا تحاربهم لأنهم يرفعون شعار "الله أكبر!!"، لما يفهموا البعد الجيوسياسي للسودان، وكذلك السودانيون أنفسهم، تارة بسبب الغباء، وتارة بسبب الغرور يتخيلون انهم أفضل من جيرانهم، وتارة بسبب الفخ البريطاني الذكي الذي ألحق السودان بجامعة الدول العربية، فالسودانيون حقا مستلبين في هويتهم يدورون حول هل هم عرب أم أفارقة، ففقدوا البوصلة، ولم يفهموا أهمية وعبقرية موقع بلادهم الجيوسياسية. يكفي القول أن كافة السودانيين هم أفارقة بلسان عربي، فتنحل عقدتهم أو ورطتهم.
    لذا أنا شخصيا لا أثق في الصادق المهدي، رغم لا اعتراض على مشاركته في منظومة نداء السودان، ولكن الحذر ثم الحذر بعد سقوط دولة الترابي وإزالتها، ستسرق بالضرورة الأحزاب الطائفية التقليدية ثورة الشعب السوداني القادمة كما فعلوا في عامي 1964م و 1985م، فهذه "البيوتات" لن تتنازل بسهولة عما تعتبره حقا تاريخيا لها، فإلى اليوم يمارس الصادق المهدي ارستوقراطية مبطنة، ويتماهي مع الملكيات العربية. فمثلا ماذا تفهم أن يعلم أبناءه في الكليات الملكية الأردنية، عسكرية أو مدنية؟ أو أن يظاهر أبناؤه الذكور هذا النظام المتهاوي سوى "تمرين" كي يتعلموا فنون الحكم؟ وكي تشرئب أرواحهم ونفوسهم ليسوسوا ويسوسونا؟ لا تفسير آخر. فهل يستطيع بيت المهدي مناطحة بريطانيا أو الولايات المتحدة سياسيا، مثلا؟
    هذا إن لم نقل إن هذه "البيوتات" السياسية السودانية لعبت منذ نشأتها السياسية على يد البريطانيين دور "رفيق الحريري" اللبناني، وستفعل مستقبلا، ولكن سذاجة الشعب السوداني وطيبته لا تسعفه فهم "ظاهرة الحريري" السودانية. لا بالأمس ولا اليوم. فخذ مثلا اليوم سعد الحريري المكلف من رئيس الجمهورية الميشال عون يعطل دولة لبنان بالكامل عندما لا يشكل الحكومة بإشارة من المملكة السعودية، إضافة لذلك أحالت المملكة السعودية كافة السياسيين في دولة لبنان -إلا القلة القليلة- إلى خدم وعبيد يرتهنون لإشارة إصبعها لحبك المؤامرات عبر الرشاوي المالية التي تتدفق في صورة هبات وإكراميات وتحالفات ومناكفات سياسية تحت عناوين كاذبة مثل "محاربة إيران" أو "نزع سلاح حزب الله" و"النأي بالنفس" و"مقاطعة سورية"..الخ. وهذا ما ينتظر السودان مستقبلا؛ اليوم يحكم المسرح السياسي اللبناني شخصية أردنية صنعتها المخابرات الأردنية والإسرائيلية تسمى "علاء الخواجة"، بعد أن تحول إلى ملياردير، الكل رهن لإشارته ومن ضمنهم سعد الحريري المغضوب عليه من ابن سليمان.
    كثيرا ما كتبت في مقالاتي "كي يفهم السودانيون ما يجري في السودان بشكل صحيح" وبشكل خاص لفك غموض دولة حسن الترابي التي تحتقر الشعب السوداني ولا تستشيره ولا تخبره ولا تستفتيه بالمطلق ماذا تفعل، وبل كي أو حتى يتعلم السودانيون فن سياسة إستخدام "القوة" بالمطلق .. عليهم متابعة ما يدور في لبنان الصغير. سيفهم السوداني كيف يفكر ويخطط وينفذ الأمريكي والإسرائيلي والسعودي "السيناريوهات" المطبوخة على أرض هذا البلد الطيب، وبعدها يمكن أن يتحسس السوداني رأسه ويسأل نفسه: هل ما يُطَبَق من سيناريوهات في لبنان يمكن أن يحدث ويُطَبق في السودان؟ اللهم نعم، إن لم يك مطبقا بالفعل. أول المستفاد من دراسة الحالة اللبنانية هي (أن الأمريكي والسعودي والإسرائيلي عاجزين أن يحركوا حجرا داخل لبنان –أو داخل أي بلد آخر بالمطلق- دون توفر طابور خامس داخلي).
    وهذا هو الخبر المفرح!! القضية سهلة رغم بديهيتها: الطابور الخامس!! وفيه ما لا يخطر على بالك، يتدرجون ما بين عميل سري مُدَرَب، كبير أو صغير حسب موقعه في الدولة أو الحزب أو الجيش أو أينما يتم زرعه كمخرب صغير للمظاهرات، أو زارع قنبلة هنا أو هناك، أو صحفي، أو ذبابة إليكترونية – صعودا إلى الحالة الحريرية "رفيق وإبنه سعد الحريري" أو "السنيورة"، أو "علاء الخواجة" كواجهات سياسية أو مالية، وإنتهاءا بكيفية تركيب "رئيس دولة" مصنوع، وهو السيناريو المحبب لدى الصهيونية الدولية ومراكز صنع القرار الأمريكية.
    وكي لا ننسى، نقول، متابعة الحالة اللبنانية تتم عبر وسائط إعلامية معينة، وبشكل رئيسي قناة الميادين وصحيفة الأخبار اللبنانية كوجبة رئيسية main diet، بينما تختار ما شاء لك من حوارات متلفذة من بقية القنوات اللبنانية، طبقا للموضوع السياسي ومقدم البرامج المفضل، أو حتى من قبل المقارنة، وتابع بشكل خاص النائب الدرزي الوزير سابقا وئام وهاب، رئيس حزب التوحيد العربي – وهو مادة دسمة جدا (تجد حواراته التلفزيونية في اليوتيوب). بينما عليك تجنب القنوات الخليجية بالمطلق – وبشكل خاص الجزيرة والعربية- حرصا على صحتك العقلية!!
    رجوعا للموضوع الأصلي، عليك التفريق ما بين صناعة عميل صغير، أو كبير- كتركيب رئيس دولة مصنوع وما بين صناعة ظاهرة. وسنعطيك أمثلة، ولكن قبلها فكر قليلا، من السذاجة تصور السطوة اليهودية الصهيونية الأسطورية العالمية دون إستخدام تكتيك "الطابور الخامس"!! ببساطة إنها لا يمكن!!
    ومن أشهر الرؤساء المصنوعين ما بعد الحرب العالمية الأولى مصطفى أتاتورك (يهودي سالونيكي) وأدولف هتلر (نصف يهودي)، حسن البنا (يهودي مغربي)، العائلة الملكية الأردنية (أتراك)، والعوائل الحاكمة في المشيخات الخليجية (بنو سعود وبنو عبد الوهاب يهود عراقيين وأتراك على التوالي)، وكلا من ملوك المغرب العربي الخامس والسنوسي الخ. وما بعد الحرب العالمية الثانية نجد أشهرهم أنور السادات، صدام حسين، ياسر عرفات (يهودي مغربي)، علي عبدالله صالح (تم تجنيده في أريتريا في عهد الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي)، محمد حسني مبارك، محمد مرسي، عبد الفتاح السيسي، زين العابدين بن علي. وفي الدول الأوروبية وجوارها حدث ولا حرج، إردوغان، عبدالله غولين، انجيلا ميركيل، تيريزا ماي، إيمانويل ماكرون، أما في الولايات المتحدة فكلا من مرشحي الحزب الجمهوري والديموقراطي للرئاسة هما كرتان صهيونيان بالمطلق، وهكذا يخدعون الأمريكي حين يجبرونه أن يختار بينهما. والخدعة هنا تحاكي الجلوس على أحد قرني ثور، على أيهما أختار الأمريكي الجلوس يتم نطحه.
    أما صناعة الظاهرة فمثالها القاعدة، داعش وتوابعهم الخ وكذلك منظمة حماس الفلسطينية!! (لاحظ نحن لا نقول أن حماس تتطابق مع القاعدة، وإنما نتحدث عن "صناعة الظاهرة"، ولكل مجاله ووظيفته في مجاله الحيوي لتحقيق أهداف مختلفة مطلوبة من قبل الأمريكي والإسرائيلي الصهيوني). أما لماذا صنعت إسرائيل ظاهرة حماس، فقد أشرت إليها في أكثر من مقالة.
    ومن جرائم حسن الترابي في حق الشعب السوداني، حين إعتبر الإعلام أحد ركائز التمكين، جنبا إلى جنب السيطرة الكاملة على الجيش والشرطة والقضاء. فالإعلامي في دولة الترابي إما ملتزما للحركة الإسلامية أو من "المؤلفة قلوبهم" ومثاله الدكتور عبد اللطيف البوني. لا مكان "للضد" ومثاله الدكتور حيدر إبراهيم علي. المفيد المختصر: ضرب حسن الترابي إعلاميا ستارا كثيفا على عقول السودانيين. عندما تكون في السودان تفقد معرفة ما يدور في داخله، وإقليميا، وعالميا. وهذا معنى التمكين الإعلامي!! ببساطة، تنصيب مثل هؤلاء الإعلاميين تماما كما تراهم في السودان اليوم. وبل ترويضهم إن تتطلب الحال بميزان الذهب.
    فالمؤلفة قلوبهم إذن كالمنبت، لا أرضا قطعوا ولا ظهرا أبقوا!! لسان حالهم بالضرورة تغبيش وعي السودانيين، لا هم معارضين صريحين ولا هم مع دولة الترابي. وما بين الحالين تضيع الحقيقة ويصبح الإعلامي أو الدكتور الجامعي مسخا، بل عالة على صيرورة التغيير. وفي هذه المقالة المثال نضرب المثل بالدكتور البوني رجل الاقتصاد والدولار!! وهنا يتقمص البوني شخصية "عمو دهب" هكذا ترجمته من إحدى شخصيات سلسلسة ميكي ماوس lucky duck. عمو دهب لا يمشي خطوة إلا ويجد كنزا من الذهب أو مخزنا من الدولارات – هكذا تدور حدوتة ميكي ماوس!! وجد الدكتور البوني كنزا يتمثل في حرفي "يدكن" جنيهاته في صورة دولارات بعد أن يحولها، فأنفتحت للدكتور البوني رؤية قد تنافس نظرية جون مانيارد كينيز في الإقتصاد. أخذ يبحث عن نظرية اقتصادية تساعد الحكومة في كيفية إغراء الطبقة البرجوازية الوسطى طرح "الدولارات المدكنة" لديها لصالح أزمة المؤتمر الوطني. وبالفعل الدكتور البوني كان أحد مستشاري مجلس رئاسة الوزراء مع كمشة من المتخصصين في مجالات مختلفة، ويبدو أن هذه الوظيف أبتدعت "للمؤلفة قلوبهم" خصيصا وقت خزينة الدولة كانت عامرة، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، الإعلامية كوثر بيومي التي أكثرت من طلة أمين حسن عمر في تلك الراكوبة الشهيرة!!
    كمستشار سياسي سابق يطرح المُنَظِّر الاقتصادي السؤال التالي على الحكومة: "فماذا هي فاعلة لتجذب ما يملكه المدكنون للمجرى الرسمي للإقتصاد؟ هذا إذا لم نقل لحمايتهم من الوحوش الكاسرة، لأنهم طبقة مستضعفة، ولأنهم يمثلون الحياة الحيوية في الحياة السودانية .. فالطبقة الوسطى هي رأسمال الأمة ومستقبلها!!"
    بعد هذه المرافعة التي تنافي أسس اللينينة .. التي تمزق نياط القلب، لم يتبقى للبوني سوى أن يقول في برجوازية المؤتمر الوطني الصغيرة المتذبذة: أيها السادة، إن حكومة المؤتمر الوطني.. هي ضحية الإمبريالية!!؟
    "في تقديري أن الحكومة، لديها فرصة أكبر من غيرها، والمطلوب منها ليس أمرا مستحيلا، إنما وصفة سياسية إقتصادية في غاية البساطة، إذ عليها أولا أن تضع فاصلا بينها وبين تجار العملة فهي الآن مكشوفة لهم ثم تستقيم وتمسك الدرب العديل، وهذا يبدأ بخفض الإنفاق العام، ثم محاربة الفساد فعلا لا قولا، ثم تضع برنامجا للقفز بالصادر، هذا بعد ترشيد الوارد ووضع ضوابط صارمة للعمل المصرفي وتنشيط الرقابة..." هذه هي وصفة دكتور البوني الاقتصادية.
    من المؤكد أن الدكتور البوني يخاطب الدكتور معتزموسى!! كلاهما خريج كليات الاقتصاد والعلوم السياسية. ومع إحترامي للدكتورمعتز موسى، إلا أنه بإعتلائه سدة رئاسة الوزراء فقد وُضِعَ في وجه المدفع، أي بعد خراب مالطا. فهل ينجح في صنع المعجزة بعد ثلاثة عقود من الخراب السياسي والاقتصادي والاخلاقي؟ لا أعتقد، إلا إذا أمتلك أولا الجرأة السياسية الكافية في نقد وتغيير البنية الفوقية الثقافية. وتشمل فيما تشمل فصل السلطات الثلاثة من تشريعية وقضائية وتنفيذية. هذا الفصل لا يوجد في السودان إلا شكليا إذ تم تدميره عنوة لصالح تأصيل دولة إسلامية. ناهيك عن القول أن التشريعية بصمجية، والقضائية فاسدة والتنفيذية أفسد منها. والثلاثة سلطات تأتمر لرئاسة الجمهورية بالتلفون وكما تشاء!! فهذا الفصل يعني مما يعني المواطن في الدرجة الأولى، فعندما ينتفي الفصل ما بين السلطات الثلاثة ينعدم الشعور بالأمان لدى المواطن، ولن يشعر أن حقوقه وكرامته محفوظة، وفي ذهني مثلا أن الشرطة السودانية بوكلاء نياباتها من أحقر ما رأيت في حياتي!!
    لن ينجح أي إقتصاد في العالم إلا إذا قامت ثقافته الفوقية الحاضنة على مبدأ اخلاقي: العدالة وتكافوء الفرص والجميع سواسية أمام القانون. هذا أهم مبدأ اقتصادي رأسمالي!! فمثلا لن يكون هنالك حافذ للمواطن كي ينتج أو يبدع وفي تصوره أنه لن يجد المقابل المكافيء لجهده وتعبه. وأمام عينه يرى الملتفين حول السلطة يجنون المليارات بلا جهد أو تعب وبجرة قلم، عبر فساد الجمارك، أو فساد البنوك، أو فساد جهاز الضرائب، أو فساد الوزير وحاشيته، أو فساد السلطة القضائية التي لن تنصفه، أو فساد السلطة التنفيذية المتمثلة في الشرطة ووكلاء النيابة الخ.
    هذا المبدأ الأخلاقي في علم الاقتصاد قائم في الدول الصناعية الكبرى مثل الولايات المتحدة، كندا، المانيا، فرنسا، بريطانيا الخ. كلنا يعرف ماذا يحدث لفرد ما في الدول الغربية إذا تهرب من الضرائب.
    كذلك يجب أن نفهم مسبقا، وبشكل غير تقليدي، إن موضوع الاقتصاد هو "البشر". وليس "رأس المال" بلحاظ تلك المؤسسات المالية المحلية أو الدولية، مثل البنك الدولي، أو مؤسسات الامم المتحدة الإنمائية، إذ اصبح من المعروف تدريجيا إن ما يتم ترويجه من "علم اقتصاد" في الجامعات، دوليا أو على مستوى الدول النامية ليس باقتصاد، بل ايديولوجية يروج لها ديناصورات رأس المال الدوليين!! (ليتذكر طلبة كلية الاقتصاد جامعة الخرطوم تلك الكتب الاقتصادية البريطانية بشعار low-priced edition). يقول العالم الاقتصادي الأمريكي الشهير جون كينيث غالبريث: "إنه تحت ستار "العلم الاقتصادي"، يتم إنشاء إيديولوجية يحتاجها سادة المال حتى يتمكنوا من إدارة البشرية بفعالية، وفي النهاية، يصبحوا سادة العالم. هذا العلم الزائف ليس له علاقة بالاقتصاد. ما يسمى "العلوم الاقتصادية" تهدف، إلى تدمير الإنسان وبناء الاقتصاد، الذي تم إنشاؤه من قبل الأجيال السابقة من الناس".
    بعد هذه السردية الهامة أعلاه، تتبقى لنا الرطانة الاقتصادية، وكما سأطرحها من وجهة نظري، لكنها ليست من منظور الاقتصاد الكلاسيكي كما يُدَرَّس في الجامعات بل من منظور وضعي positive economics.
    لن نتوقف كثيرا عند الروشته الإسعافية الصغيرة للدكتور البوني التي خلت من "الإنتاجية". وعندما لا تكون هنالك إنتاجية، يتوقف الحديث عن اقتصاد. فكيف يمكن معالجة تدني الإنتاجية والعسوف عنها وهو الداء المزمن في تركيبة الشخصية السودانية الذاتية، دون أن ننسى أن جل الإنتاج الزراعي يأتي من القطاع الزراعي التقليدي، بينما القطاع الصناعي شبه معدوم وما يوجد رغم قلته متوقف بالكامل. وكذلك لا أدري لم التعويل واللهث على الدولار، وهنالك العديد من الدول الهامة التي قفزت من قاربه وتتعامل اليوم إما بالعملات الوطنية مباشرة، وإما بالرينمينبي عملة البريكس الجديدة. وأيضا من المعيب أن يكرر الدكتور البوني مقولة زائفة هي جزء من الأيديولوجية الاقتصادية التي أشار إليها الاقتصادي جون كينيث غالبريث بشكل ضمني. من المضحك أن ترى الببغات الاقتصادية في العالم الثالث تحث على زيادة التصدير، لا يفهمون أن التصدير إستنزاف للثروة الحقيقية للبلاد، بينما الإستيراد هو الفضيلة إذ يزيد من ثروتك الحقيقية ولكن بشرط أن تكون السلعة المستوردة مفيدة ورخيصة.
    المعول في هذه المقارنة، هو، لا يمكنك أن تساوق الثروات الحقيقية بعملات ورقية مثل الدولار واليورو، ولا حتى مقابل الذهب. إذن يجب أن يكون الدافع والمحفذ للإنتاجية هو إزدياد الإستهلاك المحلي وإزدياد ونمو الطلب الداخلي وليس التصدير. فمثلا الهند، حوالي 60% من إنتاجها القومي يتم إستهلاكه محليا، وهي نسبة كافية لخلق الطلب وتحفيذ الإنتاجية، وهكذا تتم الدورة الاقتصادية دون الركون للتصدير الذي يستنزف ثرواتك والمرور بعملة الدولار، والحاجة لها والديون وفوائد الديون، أو تقلباتها في البورصات العالمية. وقل وداعا للإبتزاز الأمريكي.
    أما عودة "ديهانجو" فلا أظنه يرجع للسودان مرة أخرى، كما تمنى الدكتور عبد اللطيف البوني (وأنا ما بفسِّر وأنت ما تقصِّر!!) فلا تغر أهل السودان إذ كلما تمنى أحدهم "ألقى الشيطان في أمنيته". وربما حمد ديهانجو السلامة بخروجه من السودان سالما. كذلك إذ من المعيب أن يصف البوني الصين بالإمبريالية وكأنها شر لابد منه، وإن قال ليس لها ماضي إستعماري. هل سمعت أو قرأت يا صاح عن الصفقة الكويتية الصينية؟ ضربة معلم من أمير الكويت. وضعت واشنطون وفئرانها في علبهم، فهل يتجاسر مثلا الدب الداشر ابن سليمان مجرد التفكير في غزو الكويت كما فكر في غزو قطر عسكريا..؟؟ لا أعتقد، شكرا كله بفضل الصفقة الكويتية الصينية.
    ثم لِمَ يهول ويطبل الدكتور عبد اللطيف البوني على هبة صينية مقدارها 600 مليون يوان للسودان؟ هذا المبلغ يكافيء 87,683,703.84$ أي 87.7 مليون دولار. وهو عطية مزين من قبل الرئيس الصيني أو من قبل ديهانجو، لو أحببتم، مبلغ صغير لرفع العتب وحفظ ماء وجه عمر البشير كما نفعل في السودان. بل هذه الهبة الصينية تؤكد معنى ما نقول، تعني أبدا لا رجعة لديهانجو مطلقا للسودان.
    ثم يا أخي بترول شنو.. لدولة على وشك الإفلاس والإنهيار، كمنسأة سليمان تكاد تهوي، ألا يكفي ما نهبوه من بترول جنوب السودان وفساد ودمار، حتى أنكشفت عورتهم، فلو خرج بترول الشمال على أيديهم سيتنمرون يصبح حالنا حال دولة كولومبيا وستسيل الدماء للركب. كدي صلحوا السودان يا اخي بلا بترول واعتذروا للشعب السوداني، وسلموه البلاد أولا. وبعدين نفكر في البترول الشمالي!! يقول العراقيون: "لا تُجرِّب المُجَرَّب!!" .. وهذا حال ديهانجو. فأل الله لا فالك... يا عبد اللطيف البوني!!
    شوقي إبراهيم عثمان























                  

09-13-2018, 01:47 PM

كاسترو


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عودة ديهانجو: فأل الله لا فالك... يا عبد الل (Re: شوقي إبراهيم عثمان)

    البوني وحيدر إبراهيم من أكثر الناس وطنية وحباً للسودان.. دعك عنك هذا الهراء..
    كل الوطنيين الأوفياء يعلمون قيمة هؤلاء الرجال...
    ما تكتبه كلام غير مترابط لا يدري صاحبه ماذا يقول ... أو يدري ويقصد أن يدس السم في الدسم...
    ألاعيب الشيعة هذه لا تنطوي علينا أيها الرجل....
    ماذا حصد العالم العربي والاسلامي من الشيعة سوى الخراب والدمار والفتنة...
    اذهب كفانا الله شرك وشر أمثالك.....
                  

09-13-2018, 03:51 PM

شوقي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عودة ديهانجو: فأل الله لا فالك... يا عبد الل (Re: كاسترو)

    انت لو فيك ذرة خير.. ليش تتخبى خلف اسم وهمي؟ اهل الخير لا يتخبون .... ههههههه موشِ؟ وانت شخص كاذب .. تسمي نفسك كاسترو زورا لتوهم القراء انك يساري... وانت من تصطاد في الماء العكر.. وانت منافق... وابشرك انا اعرف كل من معتز موسى والبوني وحيدر شخصيا....موت بغيظك.. والرأي لا يفسد للود قضية... بينما انت نكرة.. ذبابة اليكترونية مدفوعة الاجر ... وما كتبته أنا لا تستطيع انت فهمه... انت زول داعشي... نتمنى نشوفك في أدلب .. ولكنك جبان... انتظر منيتك في الخرطوم.. لانك من الخوارج وقال نبيا في الخوارج "أنيموهم".. أي أقتلوهم.. وسيسحلكم الشعب السوداني وابشرك الدم سيكون للركب...
                  

09-13-2018, 04:00 PM

صديق يوسف علي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عودة ديهانجو: فأل الله لا فالك... يا عبد الل (Re: كاسترو)

    ألاعيب الشيعة هذه لا تنطوي علينا أيها الرجل ....

    الأخ الفاضل / كاسترو
    التحية لكم وللقراء الكرام
    إذا كان حقاً ما تقول وأن هذا الكاتب يروج للشيعة فنقول له ولأمثاله : ( نرجوكم ثم نرجوكم حلوا عنا ،، الفينــا كافينا ) ،، ( ونحن ما ناقصين الشيعة ومشاكل الشيعة في هذا الوقت ) .. وإذا كان لا بد من التنديد والإشانة بالإيديولوجيات فإن الإيديولوجية الإيرانية الشيعية أشد خطورة وضررا على السودان من أية إيديولوجية فكرية في هذا العصر ،، والدولة الوحيدة في العالم التي يمقت أهلها الاتجاه الشيعي الديني جملة وتفصيلاً هي دولة السودان ،، والإنسان الشيعي هو ممقوت ومكروه بالفطرة لدى الشعب السوداني ،، وقد تجد الفكرة الشيوعية نوعاً من القبول رغم الإلحاد والتخبط في خزعبلات الاشتراكية ،، والشعب السوداني يعرف جيداً أين مواضع الخلاف وأين مواضع التوافق بين ألأطراف السنية في السودان ،، ولا يحتاج لمن يشوه صورة البعض ويجمل صورة البعض الآخر ،، وتلك محاولة خبيثة وماكرة للغاية من جماعة الشيعة ،، وهي الفكرة الشيعية المرفوضة من أساسها ،، العياذ والعياذ بالله من الفكر الشيعي الإلحادي !!!!!!!! ،، وكل من يروج للفكر الشيعي في السودان هو يهدر من عمره وجهده في الفارغ .
                  

09-13-2018, 05:12 PM

شوقي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عودة ديهانجو: فأل الله لا فالك... يا عبد الل (Re: صديق يوسف علي)

    اظنك انت ذاتك كاسترو... فاكرني فارة؟ ههههههههههههههههههههه
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de