حين يتحدث دهاقنة الكيزان عن ( الشعب السوداني) فإنهم يتحدثون، في الغالب، عن أنفسهم أو عن إخوانهم الكيزان الآخرين، أما السودانيون الآخرون، فجميعهم يقعون خارج دائرة اهتماتهم باعتبارهم خارج ( الملة الإخوانية)! و قد ظهر ذلك الاتجاه عقب إنقلاب ( الانقاذ) مباشرة و الذي مكن ( شعب الكيزان) و حوّلهم من حالة الفقر و الضنك إلى حياة الرفاهية و الاستماع بالحياة إلى أقصى ما يتاح.. و أوجد فرص لا تحصى لكل انتهازي و كل متسلق و أكلة القمامة..
فلا غرابة في أن يقول الكوز الكبير الزبير: “نحن كنا فقراء، والفقير كان عنده جلابية واحدة، وبكون قاعد في أوضة طين واحدة، لم يسمع بحاجة اسمها كرسي، ولم يسمع بأنبوبة غاز، لم يسمع بالكهرباء، والآن الفقير لديه هذه الحاجات، ولكن فقير أيضاً." إنها " محن سودانية" في أعلى درجات الاسلام السياسي.. محن بدأت انطلاقتها من الرئيس البشير في ( تعريف السودانين بأكل البتزا) و أطلقها مصطفى عثمان اسماعيل في ( السودانيين كانوا شحاتين).. و تبعه إلى الحاج آدم في ( انعدام الكبريت والصابون و الكهرباء).. و لم يقصر ابراهيم محمود حامد في “ استلمنا الحكومة والناس بتقسم الصابونة، والسكر بالوقية” .. و ها هو الزبير محمد الحسن يدلي بدلوه في ( أوضة طين.. و جلابية واحدة .. وجهل الفقراء بالكرسي)! دهاقنة الكيزان كلهم يتحدثون، من المحيط الذي هم فيه الآن، عن المحيط الذي كانوا فيه.. إنهم يتناسون أن الفقير منا كان يعيش في حدود إمكاناته المتواضعة في سعادة.. يأكل و يشرب ما تيسر له من طعام وشراب.. و يلبس ما تيسر له من لبس.. و يتعلم أبناؤه بالمجان في مؤسسات الدولة التعليمية.. و إذا مرض تعالج في مستشفيات الدولة بالمجان.. لم تكن ( فاتورتا) التعليم و العلاج ضمن بنود منصرفاته.. بمعنى أنها كانت إضافة إلى رصيده ( المادي) قبل الانقلاب الكارثة..
و بعد انقلاب ناس الزبير محمد الحسن، أصبحت الفاتورتان عبئا ثقيلا على كاهل فقراء السودان.. و عليها جبايات لا تحصى تخصم من قدرته المالية الضعيفة.. و يحس بالضعف دوما إزاء القدرة على علاجه و علاج الأسرة أو تعليم الأبناء... كم من فقير مرض و أتى به ذووه إلى المستشفيات و منع من الدخول ما لم يدفع مبلغا فوق مقدرته المالية.. و تركوه يموت أمام المستشفى؟!! و كم من امرأة حبلى أجهضت أمام مستشفى الولادة بسبب الفقر؟! و كم من مآس تحدث في المدارس بسبب الجوع؟ و كم من فاقد تربوي يقود ( الدرداقات) في الأسواق ليعول أسرته؟! و كم يبلغ عدد أطفال الشوارع في زمانكم هذا الأغبر يا الزبير محمد الحسن؟! أنتم الكيزان منافقون.. و لا أدري فيما إذا كنتم تعلمون!! لا أدري.. و لكني أقول لكم: كلكم منافقون.. و لا تستحون..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة