قطوعات الكهرباء .. إلى متى ؟ بقلم د. عمر بادي

قطوعات الكهرباء .. إلى متى ؟ بقلم د. عمر بادي


07-19-2018, 01:52 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1531961565&rn=0


Post: #1
Title: قطوعات الكهرباء .. إلى متى ؟ بقلم د. عمر بادي
Author: د. عمر بادي
Date: 07-19-2018, 01:52 AM

01:52 AM July, 18 2018

سودانيز اون لاين
د. عمر بادي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


[email protected]
عمود : محور اللقيا
في المجتمع الحضري الحديث تعتبر قطوعات الكهرباء من منغصات الحياة و قد تصل إلى درجة التعذيب الجسدي و النفسي في تأثيرها , فالكهرباء قد صارت من ضروريات الحياة بل هي عصب الحياة الذي لا غنى للمرء عنه ! هذه الأيام و مع إزدياد درجات الحرارة في شهر يوليو تفاقمت قطوعات الكهرباء و تعدت القطوعات المبرمجة على الأحياء كل ثلاثة أيام فصارت تقطع كل يومين ثم صارت قطوعات فجائية متكررة تقضي على حياة الأجهزة و تحدث آناء الليل و أطراف النهار . هل يحدث هذا نتيجة لعدم إستعداد مسؤولي الكهرباء لفصل الصيف أم ماذا ؟
قبل شهر رمضان الماضي و نحن في نهاية فصل الشتاء حدثت قطوعات عدة و كان أن صرح فيها المسؤولون أنها تحدث عن قصد حتى ( يوفّروا ) مياه التوليد المائي لشهر رمضان حتى لا تحدث فيه قطوعات !! و لكن أتى رمضان و أتت معه قطوعات الكهرباء و ( بلع ) المسؤولون تصريحاتهم . من المعروف أنه في الأقطار التي تعتمد كالسودان على نوعين من التوليد الكهربائي و هما التوليد المائي و التوليد الحراري أن يقل التوليد المائي في الشتاء بحكم نزول منسوب بحيرة السد ثم يصل إلى أدناه عند عمل الغسيل اللازم Flushing لإزالة الأطماء المتراكمة عند السد إستعدادا لموسم الفيضان الجديد , و في هذه الفترة يعتمد التوليد الكهربائي على التوليد الحراري و لكن يبدو أن التوليد الحراري قد صار غير كافِ لتغطية الإستهلاك الكهربائي في هذه الفترة فقد ذكر مسؤولو الكهرباء أن التوليد المائي يغطي 60% من توليد الكهرباء و هذا يعني أن التوليد الحراري يغطي ال 40% المتبقية .
في العام الحالي و مع توفير مياه بحيرات السدود لشهر رمضان كما ورد أعلاه يبدو ان عملية الغسيل السنوية لم يتم العمل بها و هذه سابقة غير محمودة العواقب لأن هذه الأطماء غير المزالة سوف تعوق عمل بوابات التوربينات المائية عند التراكم عليها و على الأنبوب الحلزوني و سوف تزيد من إهتزازات التوربينات و أعطالها , كما سوف تعمل هذه الأطماء المتراكمة على تقليل الطاقة التخزينية لبحيرة السد .
هنالك مقالتان كنت قد كتبتهما في الصحف و المواقع الإلكترونية السودانية بعنوان : ( كيف نتفادى تطفئة الكهرباء الشاملة ) و ( تكرار أحداث الإظلام الكامل للكهرباء ) و يمكن لمن يود الإطلاع عليهما ان يسترجعهما عن طريق محرك البحث قوقل أو ما شابهه . لقد تفاقمت قطوعات الكهرباء في عام 2018 الجاري و منذ أشهره الأولى شهدنا ثلاثة أحداث للإظلام الكامل Complete Black Out بتاريخ 10 يناير و 21 يناير و 27 فبراير و شهدنا و لا زلنا نشهد الكثير من القطوعات المبرمجة و غير المبرمجة . في هذه الفترة من السنة و قبيل فيضان النيل يصير معظم التوليد الكهربائي معتمدا على التوليد الحراري و لدينا في ذلك محطات كهرباء رئيسية و هي محطة الشهيد محمود شريف ( بحري الحرارية ) بطاقة قصوى 525 ميقاواط و محطة قري بطاقة قصوى 470 ميقاواط و محطة أم دباكر ( كوستي) بطاقة 500 ميقاواط , كما و توجد محطة التوربينات الغازية الجديدة ماركة سيمنز في قري بطاقة 935 ميقاواط و حسب تصريحات المسؤولين فإنه حاليا تجري الإختبارات التشغيلية لها و سوف تدخل الخدمة في شهر يوليو الجاري , فإذا عملت هذه المحطات كما ينبغي لسدت كل عجوزات التوليد المائي في هذه الفترة من السنة , و لم أذكر هنا محطة الفولة التي طاقتها 405 ميقاواط و لم يكتمل بناؤها بل و بيعت بعض مكوناتها , و لا أنسى تصريح السيد وزير الكهرباء أنه سوف تدخل محطة كهرباء بالطاقة الشمسية في الخدمة في كل عام و بطاقة 200 ميقاواط إعتبارا من هذا العام .
الأمر يتطلب الشفافية من مسؤولي الكهرباء عند الحديث عن وضع الكهرباء و أسباب قطوعات الكهرباء التي تحدث و على المسؤولين عدم إخفاء المسببات سواء كانت نقصا في وقود الديزل و الفيرنيس أو نقصا في قطع الغيار أو عجزا من ماكينات التوليد لبلوغ طاقاتها القصوى كما حدث في محطة توليد سد مروي و لم تبلغ طاقتها التوليدية أكثر من الف ميقاواط مع أن طاقتها القصوى 1250 ميقاواط . سوف أعيد إليكم الان التوصيات التي كنت قد كتبتها في مقالتي الأولى آنفة الذكر ثم أعدتها في مقالتي الثانية و الآن سوف أذكرها هنا لأن فيها الحل و عند العمل بها لن تنقطع الكهرباء و سوف يكون في ذلك إجابة على تساؤلي في عنوان هذه المقالة و عند ذلك سوف يكون المسؤول صادقا حين يجزم بأن الكهرباء لن تقطع ثانية و إليكم بالتوصيات :
1– توفير وحدات ( ماكينات مولدة ) لتوليد الكهرباء في الشبكة تعمل بأحمالها الدنيا كإحتياطيات دوارة Spinning reserve تكون كافية لتغطية حمل أكبر وحدة عند فصلها , و بذلك لا تقل الطاقة الكهربائية المولدة عن الطاقة الكهربائية المستهلكة و لا تقل الذبذبة , و لكن هذا الحل يتطلب وفرة في القدرة المولدة .
2 – توفير عدد كافٍ من المحولات المغذية التي عليها أجهزة فصل عند انخفاض الذبذبة في المحطات التشغيلية الفرعية Under frequency Relays و ضبطها على أساس أن تنفصل عند إنفصال بعض الماكينات العاملة في شبكة الكهرباء حتى تنقذ بقية الماكينات العاملة من الإنفصال بحماية الحمل فوق الأقصى Overload , و أن تُركب أجهزة حماية على مغذي الخط الرابط مع كهرباء أثيوبيا بقدرة 200 ميقاواط حتى لا يؤدي تذبذب التيار فيه إلى تطفئة شاملة للكهرباء في السودان كما قد حدث .
3 - أن يتم ضبط أجهزة المحافظة على الذبذبة في الماكينات لإمتصاص إرتفاعها بسبب تقليل الحمل عليها عند فقد القدرة على الخط الناقل عند إنفصاله أو عند إنفصال بعض المحولات المغذية Feeders
4 – عمل التعديلات اللازمة في مولدات سد مروي حتى لا يؤدي العطل إلى فصل توربينتين في آن واحد كما حدث و أدى إلى تطفئة الكهرباء الشاملة سابقا و أن يتم حل المشاكل المؤدية إلى نقصان طاقة التوليد .
5 – أن يتم توفير الوقود الثقيل ( الفرنيس ) لمحطات توليد الكهرباء الحرارية حتى لا يؤدي النقص فيه إلى نقص في طاقة التوليد .
6 – عمل الصيانات الدورية و السنوية و إعادات التأهيل لماكينات توليد الكهرباء حتى تعمل الماكينات بطاقات توليدية قريبة من القصوى .
7 – توفير قطع الغيار الأصلية من أقطار المنشأ و التي يؤدي عدمها إلى توقف ماكينات توليد الكهرباء عن العمل , و لن يتم ذلك إلا بعد رفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب .

د. عمر محمد صالح بادي
دكتوراة في الهندسة الميكانيكية ( قوى )
مهندس مستشار و كاتب صحفي حائز على القيد الصحفي



Post: #2
Title: Re: قطوعات الكهرباء .. إلى متى ؟ بقلم د. عمر با�
Author: بكرى ابوبكر
Date: 07-22-2018, 03:27 AM
Parent: #1

  • قطوعات الكهرباء .. إلى متى ؟ بقلم د. عمر بادي
  • حال البلد المائل و الفقر القاتل بقلم د. عمر بادي
  • وفاة الملحنة الرائدة أسماء حمزة بشير بقلم د. عمر بادي
  • غلاء الأسعار و حتمية الجوع بقلم د. عمر بادي
  • غلاء الأسعار ... الإفقار ... الإنهيار بقلم د. عمر بادي
  • القادم هو الأقبح بقلم د. عمر بادي
  • وضع النقاط على حروف دعوة بروف الطيب زين العابدين إلى الشباب لإحداث التغيير المنشود
  • متناولات الواتساب الإجتماعية بقلم د. عمر بادي
  • ظاهرة البدون قديما و حديثا بقلم د. عمر بادي
  • تكرار أحداث الإظلام الكامل للكهرباء بقلم د. عمر محمد صالح بادي
  • أدب المؤانسة بقلم د. عمر بادي
  • بغضاء الإنقاذيين للشعب قولا و عملا بقلم د. عمر بادي
  • إستراتيجيات التحكم في الشعوب بقلم د. عمر بادي
  • الحراك الجماهيري ضد الغلاء و ما يقابله من إلهاء بقلم د. عمر بادي
  • تهنئة العام الميلادي الجديد و تهيئة المواطنين للضائقة الإقتصادية القادمة بقلم د. عمر بادي
  • هل من الضرورة بناء محطة نووية للكهرباء في السودان ؟بقلم د. عمر بادي
  • ثقافة الحرب صارت هي الطاغية بقلم د. عمر بادي
  • تغيير الشخصية السودانية في الحقبة الإنقاذية بقلم د. عمر بادي
  • كيفية العمل مع واقعية أمر سد النهضة الأثيوبي بقلم د. عمر بادي
  • صراع العروبة و الأفريقانية في السودان بقلم د. عمر بادي
  • العنصرية لم يعرفها السودان إلا منذ قرنين بقلم د. عمر بادي
  • السودانوية كما أراها بقلم د. عمر بادي
  • لماذا ظل الإنقاذيون متربعين على سدة الحكم في السودان ؟ بقلم د. عمر بادي
  • تردي الأوضاع المعيشية في السودان بقلم د. عمر بادي
  • يوم الأب العالمي بقلم د. عمر بادي
  • الآثار الكوشية و تنامي الشعور الوطني في السودان بقلم د. عمر بادي
  • إبداء شعور بقلم د. عمر بادي
  • هل يمكن للنضال السلمي أن يسقط النظام ؟ بقلم د. عمر بادي
  • أين حكومتنا من الحكم الراشد بقلم د. عمر بادي
  • الشعب صار حائط الحكومة القصير بقلم د. عمر بادي
  • هل من حل لأزمة سد النهضة الأثيوبي ؟ بقلم د. عمر بادي
  • وقفات مع شهادة الدكتورالترابي على العصر بقلم د. عمر بادي
  • سعد الدين إبراهيم ...في رحمة الله بقلم د. عمر بادي
  • طلعنا الشارع بقلم للشاعر د. عمر بادي
  • الجميلة و مستحيلة .. باقية ضد البيع بقلم د. عمر بادي
  • النظام الخالف .. آخر أطروحات الترابي بقلم د. عمر بادي
  • التعويل على خنق الحركات المسلحة أم على التراضي معها بقلم د. عمر بادي
  • الوثبة بعد عامين و تأثير نجاح أو فشل المفاوضات الحالية في أديس ابابا عليها بقلم د. عمر بادي