:: مخاطباً مجلس الوزراء، وزير الثروة الحيوانية جمعة أرور يُحمًل قائد السفينة التي أقلت شحنة الضأن المصدر إلى السعودية - مرزوقة كي- مسؤولية نفوق الماشية وإعادتها، موضحاً بأن حمولة الباخرة لم تتجاوز السعة التصميمية ولكن تعطلت بعض محركاتها توقفت عن العمل أثناء الرحلة، وأن الفحص أكد حدوث اختناق بسبب توقف المحركات، نافياً حدوث تسمم دموي للضأن المنقول..!!
:: وعليه، إن كانت أعطال أجهزة التهوية بالباخرة هي التي تسببت في اختناق المواشي ونفوقها وإرجاعها من ميناء جدة، فمع الباخرة ومالكها وقبطانها فان سلطات التفتيش البحري بالسودان مسؤولة أيضاً عما حدث، وذلك باعتبارها السلطة الرقابية المسؤولة عن صلاحيات البواخر .. ثم في هذه الليلة الظلماء فقدت مواشينا - وكل صادرات بلادنا -شركة الخطوط البحرية السودانية (سودن لاين)..!!
:: وبالمناسبة، قبل أشهر، مخاطباً إحدى ورش وزارة الثروة الحيوانية ، قال الفريق أول ركن بكري حسن صالح النائب الأول ورئيس مجلس الوزراء المؤتمر القومي للثروة الحيوانية، بالنص : ( لن نصدر الماشية إلا للهدى فقط، وذلك لعدم إهدار الثروة الحيوانية عبر التصدير الخام)، وتحولت هذه الجملة في وسائل الاعلام إلى أخبار رئيسية، وعندها كتبت بالنص : لاجديد في أي حديث عن تصدير اللحوم بحيث يصبح (خبراً)، ولكن يبدو أن ذاكرتنا أوهن من ذاكرة الأسماك..!!
:: وتقريباً هذا حالنا، بدليل نسيان السلطة الرقابية - أو تناسيها - وعد رئيس الوزراء بتصدير اللحوم بدلاً عن المواشي .. وفي خضم حدث نفوق المواشي وإرجاعها، كان على البرلمان أن يسأل رئيس الوزراء و وزير الثروة الحيوانية عن مصير ذاك الوعد، وما تم تنفيذه .. علماً، منذ ثلاثة عقود، ما أن ينظموا مؤتمراَ أو يعقدوا ورشة أو يقابلوا إعلامياً، إلا ويكون وعد المسؤولين للناس والبلد (تصدير اللحوم )، ثم يقوموا إلى تصدير المواشي، ذكوراَ وإناثاً ..!!
:: كان على البرلمان أن يسأل رئيس الوزراء - و وزير الثروة الحيوانية - عن الإجراءات التي نفذتها السلطات لتصدير اللحوم حسب الوعد .. تصدير اللحوم لا يتم بالوعد، بل بحاجة إلى إرادة تؤسس مسالخ بمواصفة عالمية، لتحل محل العشوائيات المسماة في بلادنا بالمسالخ، فهل تم تنفيذ هذه المسالخ؟، كان على البرلمان أن يسأل.. فالحقيقة هي أن كل مسالخ البلد خالية تماماً من وحدة تصنيع مخلفات الذبيح بحيث تكون أغذية للأسماك وغيرها من الفوائد..نعم مخلفات الذبيح والمواشي النافقة ثروة في حد ذاتها ..!!
:: ولكن عندما لم تجد هذه الثروة من يكتشف قيمتها - عبر التصنيع - تحولت إلى أضرار تُهدد حياة الناس، بعضهم يأكلها والسواد الأعظم يصطلي برائحتها وجراثيمها..واليوم في الدنيا كلها - ما عدا السودان طبعاً - من أهم شروط إنشاء المسالخ أن تٌلحق بها وحدة تصنيع مخلفات الذبيح .. هذه الوحدة من أهم معايير الجودة والسلامة الغذائية العالمية، وبدونها لاتصدر دولة لحومها ولا تستوردها دولة.. !!
:: وللأسف، كل مسالخ البلد، ما عدا مسلخ الباقير - تديره شركة أجنبية - غير مطابقة للمواصفة الدولية ولمعاير الجودة والسلامة الغذائية العالمية.. مسلخ الباقير فقط، وطاقته محدودة (200 راس يوميا)، وما عداه مجرد (مسالخ كيري)..فالمسالخ ذات معايير السلامة العالمية،غير أنها تقي المواطن مخاطر مخلفات الذبيح، فهي أيضاً ترفع معدل صادر اللحوم وتقلل معدل صادر المواشي .. بتصدير اللحوم كان يجب تقزيم صادر المواشي، وليس بالنفوق و الإرجاع ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة