|
وطن عملاق يقوده اقزام ,, بقلم اسماعيل عبد الله
|
10:31 PM May, 10 2018 سودانيز اون لاين اسماعيل عبد الله- مكتبتى رابط مختصر ان الشعب و المعارضة والحكومه جميعهم يستغيثون , والكل في حيرة من امره وهو ينظر الى البلاد تتدحرج باتجاه بئر الهلاك التي ما لها من قرار , فالكل ينتظر الكل لاتخاذ الخطوة التالية من اجل الكل , وهي الخطوة المنوط بها ازاحة كابوس الانقاذ الجاثم على صدر الناس , فالجيران يسمعون صوت المواطن السوداني المقهور وهو يئن , من وقع سياط جلاد لا يرحم ولا يدع للاخرين ان يقدموا اسباب الرحمة , فالعالم وما يسمى بالمجتمع الدولي ينظر و يراقب المشهد العام في بلادنا من قريب ومن بعيد , في رجاء خجول للفاعلين في حقل المناوئة بان يجمعوا رأيهم على كلمة سواء , و هؤلاء المناوئون نراهم جميعاً و قلوبهم شتى , كل منهم يرمي بسهمه باتجاه يعاكس اتجاه مرمى سهام رفاقه في النضال المزعوم , و هذه السهام حتى الآن لم تصب كبد المارد الانقاذي العجوز , الذي هرم وهو ما يزال ممسكاً ومتشبثاً بمفاصل السلطة في مركز السودان (الخرطوم) وفي عواصم الاقاليم , فقام بحشد مليشياته المدججة بالسلاح و السياط في هذا المركز السلطوي , وفيل المناوئة والمعارضة لم يستطع حتى مجرد ولادة فأًرٍ صغير حقير , بعد ان استمرت عملية مخاضه ثلاثون عاماً الا قليلا , وبعد ان ملأ السماء ضجيجاً بصوته الناشد للحقوق المدنية للناس , و المطالب بدولة العدالة و القانون و المساواة بين شعوب ومكونات هذه الدولة السودانية المتشظية , واصبحت ساحة المناهضة و المظاهرة ضد النظام الاخواني الفاسد , تكمن في التفنن في طرائق وكيفية الضرب على ايقونات لوحات مفاتيح الحواسيب و الهواتف الذكية , بدلاً عن قذف الحجارة باتجاه عسكر الانقاذ المتربصين بدعاة الاصلاح , و التواجد الفيزيائي في ميادين وسوح المدن و الاحياء , فنعمة تقنية المعلوماتية التي استخدمها شباب ثورة يونيو المصرية التي اجتثت اخوان مصر واقتلعتهم من جذورهم , لم يحسن استعمالها طلابنا وشبابنا في السودان , فصارت ملهاة لليافعين و للشيوخ و وسيلة من وسائل قتل واهدار هذا الوقت الثمين من عمر الامة , فمع الاصطفاف الكثيف للناس في محطات البترول و المخابز , وهم ينتظرون قطرات الوقود المأمول تقسيط تقطيرها في خزانات سياراتهم , وآخرين منهم في زمهرير صيف الخرطوم يترقبون وصول وسائل النقل الى مواقف المواصلات العامة لتقلهم الى منازلهم , مع هذا الخضم ينسى و يتناسى ويتجاهل هذا المواطن الحائر , السبب و المتسبب الاول و الاخير في حدوث هذه السلسلة الطويلة من الازمات , فيجنح الى جلد ذاته و يرجع الامر الى الخالق الذي عاقبه وابتلاه بهذه الطغمة المتجبرة , التي أتت استجابة لارادة ورغبة رب الكون لتذيقه مر العذاب , لانه لم يكن عبداً تقياً , بحسب زعم هذا المواطن المسكين . يلاحظ ان حالة الضجر والاستياء العام التي استحوذت على مزاج الانسان السوداني , وهو ما يزال يكابد ظلم ذوي القربى الذين اودعوا امواله وثرواته حساباتهم الخاصة , في بنوك ماليزيا ودبي و سويسرا ولندن , فلقد اصبح من الضرورة و الواجب ان يتم تحويل انفعالات السأم والضجر هذه , الى طاقة ايجابية تعمل على تغيير هذا النظام الباطل , ولكي يتأتى ذلك لابد لقادة الرأي و الفكر ورجال الدين ان يحرروا العقل السوداني من هذه الهزائم النفسية , وينظفوه من النفايات المسرطنة التي رمت بها فتاوى فقهاء وعلماء بلاط السلطان الانقاذي , في عقول الشيب و الشباب من ابناء وبنات هذا الشعب الكريم , هذه العقول التي تمت عملية اعادة صياغتها وبنائها تحت رعاية منهج الانقاذ الاستلابي , ذلك المنهج الذي لم يكتفي بنهب وسلب ايرادات النفط فحسب , بل عمد الى تزييف وتغبيش وعي الفرد السوداني , وذلك بلي عنق حقائق ومعاني كريم آي القرآن العظيم , و نصوص الاحاديث النبوية الشريفة , واقتيادها عنوة في اتجاهات مفاهيمية و تفسيرية وفلسفية خاطئة , مثل الحديث الضعيف الذي لا يمكن ان يعتد به اي حصيف او ذي لب :(كما تكونوا يولى عليكم) , و الآية الكريمة : (ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) , صدق رب العباد , فالنص الاول لحديث لم يثبت انه قد قاله رسولنا الكريم , ولقد شكك فيه الكثيرون من علماء الحديث , وأقرّوا بضعفه في المتن و السند , وفي سبيل الغوص في مقاصد معناه المضلل , عقد بعض العلماء المتزنين مقارنة حكيمة , ما بين عدل الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز وبين ضلال قومه , فلم يجدوا احد من رعيته يماثله في صفات العدل و الامانه و احقاق الحق , و بسطه للمساواة بين رعيته الامر الذي جعل الحديث النبوي الشريف الذي يقول :(الناس سواسية كاسنان المشط .... الى اخره ) افعالاً تمشي بين الناس , بفضل تطابق قول وعمل هذا الخليفة الراشد , فبرغم نبل عمر بن عبد العزيز الا أن الخالق العظيم عز وجل قد ولّاه على شعوب بني امية الذين كانت تتفشى بينهم الرذائل , فصار مضرباً للمثل في عدالة الحكم و نزاهته , وامسى ايقونة من ايقونات الحكم الراشد والرشيد الذي تتغنى به بيوتات الخبرة و التدريب و التاهيل الادراي في عالمنا العولمي اليوم , فمن المضحكات والمبكيات في آنٍ واحد , ترداد كهنة الانقاذ و مشعوذوها للآية الكريمة المذكورة اعلاه , واساءة توظيفها في تدجين الانسان السوداني و تحميله ثقل اوزارهم ومآلآت مفاسدهم , فلا ادري كيف يهرف هؤلاء الكهنة بما لا يعرفون , اذ ان نسبة الفساد المالي و الاداري و المجتمعي في فترة ما قبل الثلاثين من يونيو من عام الف و تسعمائة و تسعة وثمانون , اقل بكثير منه في عصر الانقاذيين اليوم , فنقول لهم ان الفساد ما ظهر في بحر و بر السودان بهذه الطريقة التي ازكمت الانوف الا بعد مجيئكم , ولا مجال لاصرار مفسري هيئة علماء بلاط السلطان الانقاذي لحصرهم للمقصد من مفردة (الناس) في ان المراد منها الشعب وحده دون ولاة امره , و الاستماتة من اجل إخراج انفسهم من شمول وعموم مدلول هذه المفردة , فهم كما درجت عادتهم دائماً يخاطبون الناس من منطلق حال هالة ملائكية افتراضية افتروها و تلبسوها شعوذةً منهم , وجعلوها غطاءً مقدساً قدسية زائفة حتى تمكنوا فبطشوا بانسان هذا التراب العتيق. ان وطننا وطن عملاق قدره ان يقوده الاقزام من ابنائه , ومنذ استقلاله لم يحظى بقيادة تتسق و عظمته , فالانسان فيه غني بقيمته الذاتية و تراثه الحضاري , من الجنينة الى سواكن ومن عبري الى الفولة , فكل الذي حدث انه قد ولى الله عليه اراذله , فجاسوا خلال دياره واستباحوا حرماته ودمروه تدميراً , و رهنوا ارضه و عرضه في مزادات اسواق النخاسة العالمية و الاقليمية , ونكلوا به في حضره و باديته تنكيلاً و عنفوه تعنيفاً , فاصبح حاكمه وولي امره كمثل الابن العاق , الذي لم يرقب و لم يرعى لله فيه الاً ولا ذمة , فصار جزائه ما طفح من ارهاصات الوضع المأزوم هذه الايام , وشبح ارواح ضحايا دارفور وجبال النوبة ما فتيء يطارده في يقظته ومنامه في هذه الليالي الحالكات , مما حدا به الى استنفار وحشد مليشياته وتعبئتها عساها ان تزيح عن صدره هذا الهم , و ذلك الغم الذي بدأ منذ صبيحة ذلك اليوم الذي اعلن فيه السيد لويس مورينو اوكامبو , المدعي العام السابق لمحكمة الجنايات الدولية عن مذكرة اعتقاله , و بيانه لضرورة مثوله امام هيئة قضاة هذه المحمكة المتخصصة في التحقيق و البت في جرائم الحرب , و الجرائم ضد الانسانية وجرائم الابادة الجماعية , فهكذا دائماً يكون العقاب الدنيوي قبل الاخروي للعقوق.
اسماعيل عبد الله [email protected]
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
وطن عملاق يقوده اقزام ,, بقلم اسماعيل عبد الله | اسماعيل عبد الله | 05-10-18, 10:31 PM |
Re: وطن عملاق يقوده اقزام ,, بقلم اسماعيل عبد ا | نيمو | 05-11-18, 00:16 AM |
Re: وطن عملاق يقوده اقزام ,, بقلم اسماعيل عبد ا | شطة خضراء | 05-11-18, 06:40 AM |
Re: وطن عملاق يقوده اقزام ,, بقلم اسماعيل عبد ا | شطة خضراء | 05-11-18, 07:56 AM |
Re: وطن عملاق يقوده اقزام ,, بقلم اسماعيل عبد ا | شطة خضراء | 05-11-18, 09:01 AM |
Re: وطن عملاق يقوده اقزام ,, بقلم اسماعيل عبد ا | نيمو | 05-11-18, 11:32 AM |
Re: وطن عملاق يقوده اقزام ,, بقلم اسماعيل عبد ا | شطة خضراء | 05-11-18, 11:38 AM |
Re: وطن عملاق يقوده اقزام ,, بقلم اسماعيل عبد ا | شطة خضراء | 05-11-18, 12:55 PM |
Re: وطن عملاق يقوده اقزام ,, بقلم اسماعيل عبد ا | شطة خضراء | 05-11-18, 06:07 PM |
Re: وطن عملاق يقوده اقزام ,, بقلم اسماعيل عبد ا | شطة خضراء | 05-11-18, 07:41 PM |
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|