إن إعلان تحالف قوى الإجماع الوطني، وقبله بيان حزب البعث العربي الإشتراكي يعبران تعبيراً صادقاً عن واقع الأزمة التي تعيشها بلادنا، منذ 30/6/1989، وحتى يومنا هذا الذي تجلى فيه فشل خيار الإنقلاب على الديمقراطية التي كانت قائمة قبله. الفشل تجلى بصورة واضحة وجلية في المأزق السياسي والإنهيار الإقتصادي اللذان تعيشهما بلادنا، وغياب أي أمل في الخروج من حالة الفشل السياسي والإنهيار الآقتصادي وواقع الأزمة الوطنية بكل أبعاده وتداعياته . برغم وضوح هذه الحقيقة، إلا إنه للأسف، طالعنا البعض خلال الأيام القليلة الماضية بدعوات مضللة، دعت للجوء إلى خيار منازلة النظام عبر صناديق الإنتخابات. . ! وبعض أطراف المعارضة أطلقت تصريحات عبرت فيها عن رغبتها الدخول في مفاوضات مع النظام تقود إلى حل سلمي شامل للأزمة الوطنية . . ! وهنا ينطرح سؤال ، أي مفاوضات هذه ستقودنا إلى تحقيق الحل السلمي الشامل مع هذا النظام المجرم . . ؟ وأي إنتخابات ستفلح في إنجاز ما عجزت عنه الخيارات الأخرى . . ؟ في هذا الإطار تأتي القراءة لإعلان تحالف قوى الإجماع الوطني، وبيان حزب البعث، مقرونة بالأسئلة أعلاه، دون الحاجة للدخول في جدل عقيم ، حول طبيعة، وأهداف تلك الدعوات، ومدى جديتها ومصداقيتها ومواكبتها للأحداث على الأرض . . ! الأحداث على الأرض، تقول: إنها قد تجاوزت هذا المنطق الاستسلامي . الأمر الذي يكشف حجم التناقض، بين ما يطرحه البعض، وبين ما يعيشه شعبنا من معاناة حقيقية في حياته اليومية . . ! كما أن تطور الأحداث حتى داخل أجهزة النظام، يقول: أن الأوضاع تسير من سيّء إلى أسوأ، وتصريحات وزير خارجية النظام المُقال، أمام أعضاء برلمانه الصوري، وقرار إقالته، الحدثين قد كشفا مدى الإضطراب النفسي الذي يعيشه النظام جراء الفشل السياسي والإنهيار الإقتصادي . لذلك في تقديري، أن الخطوة الصحيحة والموقف السليم، لأنجاز التغيير الذي ينقل بلادنا من واقع الأزمة، إلى واقع الإنفراج والحل الشامل والدائم، هو التحلي بالصدق والوضوح والصراحة مع الشعب، وكشف وتعرية كل الخيارات الزائفة. وإعداد العدّة، فكرياً وثقافياً ونضالياً، على كافة المستويات، على مستوى قيادات المعارضة وقواعدها والشارع السوداني العريض، بكل قطاعاته، لإنجاح خيار الإضراب السياسي والعصيان المدني، لأن الأزمة لم تعد تنفع معها أنصاف الحلول، بل لابد من حلول سياسية جذرية للازمة الوطنية ، الأمر الذي يحتم على الشرفاء السير قدماً في طريق الثورة الشاملة الذي لا يستثني أحداً، سواء كان رجلاً أو إمراة، عامل أو طالب، مهندس أو طبيب، تاجر أو مزارع، الكل لابد أن يشارك ويساهم لانجاح خيار الثورة الشاملة. لذا أرى أن إعلان تحالف قوى الإجماع الوطني وبيان حزب البعث العربي الإشتراكي، الأخير وما قدماه من قراءة عميقة وتحليل موضوعي وما خلصا إليه من إستنتاج وما طرحاه من خيار سياسي استراتيجي، في تقديري يشكل مدخلاً حقيقياً لمواجهة تحديات المرحلة، لذا لابد من توحيد الصفوف، وحشد الطاقات، وتثوير الهمم لإنجاح دعوة الإضراب السياسي والعصيان المدني، للتخلص من هذا النظام الفاسد. وكل من يقول: بغير ذلك سواء كان فرداً، أو جماعة ، أو حزباً، فعليه أن يراجع مواقفه ويعيد قراءته السياسية لواقع الازمة الوطنيّة للحاق بخيار المرحلة، "الإضراب السياسي والعصيان المدني". مزيداً من الوعي والتماسك الوطنيّ، وتصعيد النضال والتلاحم الوطني . في الواقع، النظام قد أصبح قاب قوسين، أو أدنى من السقوط. لذا، شدوا الحيل يا شباب، وقووا الإرادة، واشحذوا العزائم والهمم، حتى فجر الخلاص. الطيب الزين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة