Post: #1
Title: أزمة الوقود ، ووفرة الغُبنْ ! بقلم أيمن الصادق
Author: أيمن الصادق
Date: 04-23-2018, 04:09 PM
04:09 PM April, 23 2018 سودانيز اون لاين أيمن الصادق-sudan مكتبتى رابط مختصر نصف الكوب
[email protected]
الصحف ليست بحاجة لإيفاد فِرق أو توجيه مراسلين لتغطية و متابعة موضوع أزمة الوقود بالبلاد ؛ لأنه الواقع المعيش للمواطن ، وكل التفاصيل واضحة جدآ ، إذ ان الوقود أثر على الحياة اليومية للجميع ، وواضح أن المحروقات أهم من الخبز ، فندرة الدقيق مثلآ لم تربك الحياة بصورة كاملة كما يحدث الآن ؛ إذ لا توجد بدائل ( للوقود ) فالخضروات بقيت في المزارع دون وصول وسائل النقل ، وكذلك الحليب ، ومياه التناكر ، وحركة المواصلات ، و أن قيمة تذكرة السفر من الخرطوم لبعض الولايات تضاعفت لثلاث مرات وصارت أرقام خرافية ، وكان الأثر واضحآ على كل شئ . ورغم الوفرة ( أو الانفراجة ) بالخرطوم الايام الماضية قبل أن تعود الصفوف مجددآ ؛ إلا أن الأزمة لا تزال تراوح مكانها ببعض الولايات حتى الساعة ! – بالرغم من وصول بعض الشحنات إليها ولكن ( سوء إدارة الأزمة ) أبقى الأوضاع على ما هي عليه وصارت مظاهر إصطفاف الناس والمركبات للحصول على الوقود تفطر القلوب ، وتثير الهلع والخوف من يوم غدٍ ، وهذا أمر غير مقبول ، وكل سلطة – في هذا العالم - يجب أن تعمل ليل نهار حتى يشعر المواطن أنه آمن في كلٍ ، إذ أن معنى الأمن يمتد للأمور المادية والحسية والمعنوية . أكثر ما إستنكرته في هذه الظروف هو تصرفات بعض منسوبي القوات النظامية ، والتي تؤدي إلى حنق وإستفزاز المواطنين ؛ إذ أن البعض يقضي الليل في الصفوف أملآ في الحصول على الوقود ،ليأتي أحدهم ويدخل مركبة أحد معارفه أو زملاءه ، ويتكرر هذا كثيرآ وطبيعي أن يؤدي الى إعتراض أحد المصطفين ليكون الرد مستفزآ مع تحدي وتهديد ! ... وسمعت أحدهم يرتدي زيآ عسكريآ يقول بعد أن سحب عصاه من المقاعد الخلفية بأن السيارة التي أدخلها هي أمام الجميع ، موجهآ حديثه لنحو ألف من المواطنين ! ، وكان رد المواطن ( المحتج ) بأسف وذكره بأنه رجل قانون وهو رد أخجله وزملاءه ... ويجب أن يكون هنالك أمر وتوجيه من قادة القوات النظامية بضرورة تجنب إستفزاز المواطن ، وفي حقيقة الأمر أن هنالك قوات نظاميه مخول لها التنظيم والأمن الداخلي ، وكذلك التعامل مع مثل هذه المواقف ( وفق الصلاحيات ) ؛ إذ انه من المثير للتساؤل والدهشة أن يرفع أيآ من يرتدي زيآ عسكريآ ( مهما كان إختصاصه ) الخراطيش في وجه المواطنين وضربهم ( لمجرد تنظيمهم بمحطة وقود !!) و آمل أن ينتبه قادة القوات النظاميه لمثل هذه الأمور . نعيش الأزمات نعم ، وفي مختلف مناحي الحياة ، ودون أدنى شك أن الذي أوصلنا لهذا هو سوء التصرف والتصريف ، مع غياب التخطيط وبرأيي أن المطلوب – الآن – هو إدارة الأزمات بصورة أفضل تجنبنا لمزيدآ من الأزمات ( والكوارث ). أخيرآ . لا ينكر أحدآ أن الأوضاع القائمة قد ألقت بظلالها على المواطن ، وأثرت في تفاصيل حياته ، وحتى على المزاج الشخصي ( حادآ لدى البعض ) ، والأمور التي كانت عادية من قبل أصبحت الآن من المثيرات ، وعليه يجب تقدير الأمر ، ومن المهم أن يكون كل شئ بالحسنى ، ومعلوم أن المواطن السوداني صبور وطيب القلب ويُهزم أمام الكلمة الطيبة والرجاء ( فقط ) .
|
|