الصحف ليست بحاجة لإيفاد فِرق أو توجيه مراسلين لتغطية و متابعة موضوع أزمة الوقود بالبلاد ؛ لأنه الواقع المعيش للمواطن ، وكل التفاصيل واضحة جدآ ، إذ ان الوقود أثر على الحياة اليومية للجميع ، وواضح أن المحروقات أهم من الخبز ، فندرة الدقيق مثلآ لم تربك الحياة بصورة كاملة كما يحدث الآن ؛ إذ لا توجد بدائل ( للوقود ) فالخضروات بقيت في المزارع دون وصول وسائل النقل ، وكذلك الحليب ، ومياه التناكر ، وحركة المواصلات ، و أن قيمة تذكرة السفر من الخرطوم لبعض الولايات تضاعفت لثلاث مرات وصارت أرقام خرافية ، وكان الأثر واضحآ على كل شئ . ورغم الوفرة ( أو الانفراجة ) بالخرطوم الايام الماضية قبل أن تعود الصفوف مجددآ ؛ إلا أن الأزمة لا تزال تراوح مكانها ببعض الولايات حتى الساعة ! – بالرغم من وصول بعض الشحنات إليها ولكن ( سوء إدارة الأزمة ) أبقى الأوضاع على ما هي عليه وصارت مظاهر إصطفاف الناس والمركبات للحصول على الوقود تفطر القلوب ، وتثير الهلع والخوف من يوم غدٍ ، وهذا أمر غير مقبول ، وكل سلطة – في هذا العالم - يجب أن تعمل ليل نهار حتى يشعر المواطن أنه آمن في كلٍ ، إذ أن معنى الأمن يمتد للأمور المادية والحسية والمعنوية . أكثر ما إستنكرته في هذه الظروف هو تصرفات بعض منسوبي القوات النظامية ، والتي تؤدي إلى حنق وإستفزاز المواطنين ؛ إذ أن البعض يقضي الليل في الصفوف أملآ في الحصول على الوقود ،ليأتي أحدهم ويدخل مركبة أحد معارفه أو زملاءه ، ويتكرر هذا كثيرآ وطبيعي أن يؤدي الى إعتراض أحد المصطفين ليكون الرد مستفزآ مع تحدي وتهديد ! ... وسمعت أحدهم يرتدي زيآ عسكريآ يقول بعد أن سحب عصاه من المقاعد الخلفية بأن السيارة التي أدخلها هي أمام الجميع ، موجهآ حديثه لنحو ألف من المواطنين ! ، وكان رد المواطن ( المحتج ) بأسف وذكره بأنه رجل قانون وهو رد أخجله وزملاءه ... ويجب أن يكون هنالك أمر وتوجيه من قادة القوات النظامية بضرورة تجنب إستفزاز المواطن ، وفي حقيقة الأمر أن هنالك قوات نظاميه مخول لها التنظيم والأمن الداخلي ، وكذلك التعامل مع مثل هذه المواقف ( وفق الصلاحيات ) ؛ إذ انه من المثير للتساؤل والدهشة أن يرفع أيآ من يرتدي زيآ عسكريآ ( مهما كان إختصاصه ) الخراطيش في وجه المواطنين وضربهم ( لمجرد تنظيمهم بمحطة وقود !!) و آمل أن ينتبه قادة القوات النظاميه لمثل هذه الأمور . نعيش الأزمات نعم ، وفي مختلف مناحي الحياة ، ودون أدنى شك أن الذي أوصلنا لهذا هو سوء التصرف والتصريف ، مع غياب التخطيط وبرأيي أن المطلوب – الآن – هو إدارة الأزمات بصورة أفضل تجنبنا لمزيدآ من الأزمات ( والكوارث ). أخيرآ . لا ينكر أحدآ أن الأوضاع القائمة قد ألقت بظلالها على المواطن ، وأثرت في تفاصيل حياته ، وحتى على المزاج الشخصي ( حادآ لدى البعض ) ، والأمور التي كانت عادية من قبل أصبحت الآن من المثيرات ، وعليه يجب تقدير الأمر ، ومن المهم أن يكون كل شئ بالحسنى ، ومعلوم أن المواطن السوداني صبور وطيب القلب ويُهزم أمام الكلمة الطيبة والرجاء ( فقط ) .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة