*الجاحظ ألف كتاباً ضخماً عن الثقلاء.. *أو عن الذين يراهم ثقلاً، بينما هو الثقيل في نظرهم...ربما.. *فصفة الثقالة قد تكون نسبية...مثل كثير من الصفات.. *وصديق شاعر ذرف دمعاً في هيئة قصيدة يبكي حبيبته التي (حان زفافها).. *كان يراها أجمل الجميلات...وكنت أراها (شبه) جمالات.. *ولا تسلني من جمالات هذه كيلا تكون ثقيلاً.. *وحين قلت له عليك أن تشكر هذا الذي جعل (الزفاف يحين) قال لي أسكت يا ثقيل.. *فسكت وأنا أهمهم (صحيح ، قد أكون ثقيلاً بالفعل).. *وصديق للأسرة كان يزورنا كثيراً - في صغري - لا كلام له إلا عن الأراضي.. *وأنا منذ صغري ذاك - وحتى كبري هذا- لا أحب كلام الأراضي.. *سواء أراضٍ زراعية...أو سكنية...أو حتى خلوية.. *وذات مرة عطفت على مسنٍّ يقف بطرف الشارع فأخذته معي في طريقي.. *ولكنه لم يعطف علي ويرحمني من حديث الأراضي.. *وكلما مررنا بمنطقة يقول لي : تخيَّل المتر هنا كان بكذا... سنة كذا.. *وبدا لي متر المشوار وكأني أقطعه في سنة... إلى أن نزل.. *فنزل عني هم ثقيل... ولا أقول - احتراماً لسنه - نزل عني ضيف ثقيل.. *وربما يكون نزل هرباً من ثقالة (المضيِّف).. *وأحد الضيوف الثقلاء- فعلاً- نزل عندي أمسية (لقاء قمة).. *فطفق يحدثني عن أمور البلد... وناس البلد... و(أراضي) البلد إلى أن انتهت المباراة.. *ومما ضاعف من إحساسي بثقالته أن فريقي هُزم.. *وسأعذره إن رأى هو أنني الثقيل بما أن بالي كان مع الكرة...لا (أراضي البلد).. *وزميل دراسة - بمرحلة الثانوي- ما كنا نرى أثقل منه.. *وحين أقول (نرى) فذلك لأن جميع أفراد شلتنا كانوا يرونه كذلك...لا أنا وحدي.. *فهو ما كان يشاطرنا اهتماماتنا بالكرة... ولا السينما... ولا الورق.. *وإنما اهتمامه كان مصوباً فقط نحو (الحب).. *وتحديداً نحو واحدة بحينا... كان يأتيها (مهاجراً) من حيه البعيد.. *ومن الطبيعي أن يكون مكان تجمعنا هو (مستقر) هجرته تلك...لا منزل المحبوبة.. *وفضلاً عن (كلام الحب) كان كلامه - عموماً - كثيراً جداً.. *كان يثرثر مثل سياسيي الإنقاذ... ومندوبي الجامعة العربية... ومذيعي هذه الأيام.. *وقبل أسبوع استوقفني اسم في سجل هاتفي لم أعرفه.. *واتصلت بالرقم لأستوثق من صاحبه...فإذا هو- لسوء حظي- صاحبنا الثرثار.. *ولسوء حظه هو انقطع الاتصال سريعاً... بفعل (فاعل).. *ولا أدري إن كنت أنا الثقيل في نظره...أم الشبكة.. *والبارحة قال لي زميل إن فلاناً وعلاناً وترتكاناً يرونك ثقيلاً جداً.. *فقلت من فوري : سبحان الله...(شعور متبادل !!!).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة