أعجب والله أن كثيراً من الناس لم يستبن لهم حتى الآن حقيقة ما يجري في منطقة الشرق الأوسط من تطورات خطيرة ومن خداع تمارسه أمريكا على العرب والمسلمين مخفية توجهاتها الحقيقية التي تبنتها كخط ومسار استراتيجي تستهدف به استئصال الإسلام السني من أقدس مقدساته. كان من أكثر ما فضح التوجه الأمريكي المعادي للإسلام ذلك التصريح العابر الذي أدلى به الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما حين ذكر في معرض حديثه عن وسائل مكافحة الإرهاب أن دعم الشيعة يأتي ضمن أهم الوسائل للتصدي للخطر الإسلامي الذي أطلقت عليه اسم (الإرهاب) والذي رفعته أمريكا كشعار لاستراتيجية الحرب على الإسلام السني تحديداً من خلال استخدام ثروات حلفائها المسلمين أي ضرب عصفورين بحجر واحد ولا أجد عبارة تفصح عن ذلك أفضل من المثل السوداني المعبر: (صرروهو بي بعرو)! ولست أدري إن كانت الأجيال الجديدة من شباب السودان تفهم (الصرار) الذي يعني استخدام بعر النعجة من خلال وضعه على ثديها لمنع الحمل من رضاعة أمه! ..أي أن أمريكا استخدمت المسلمين العرب في الحرب على أنفسهم. لا اظن الناس نسوا عبارة الرئيس الامريكي الاحمق بوش الابن في اعقاب تفجير برجي مركز التجارة في نيويورك حين قال :(إنها الحرب الصليبية). لا أحتاج إلى التذكير بالواقعة الكاشفة التي اثبتت صحة ما قاله أوباما حين سلمت أمريكا العراق الى إيران بدون أن توجف أيران خيلاً ولا ركاباً أو تخسر قرشاً واحداً في تلك الحرب بينما خسرت حربها على صدام بالرغم من فقدانها مئات المليارات من الدولارات بالإضافة إلى اكثر من مليون قتيل. لقد اتخذت امريكا الاسلام السني عدوا استراتيجيا منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر والتي ضربت مركز التجارة الدولي في نيويورك فقد كان أولئك الشباب من السنة وكان تنظيم القاعدة تنظيما سنيا وقد تبين الآن أكثر من أي وقت مضى أن تلك الأحداث كانت مصنوعة ولا أقول أن الشهيد أسامة بن لادن كان عميلاً لأمريكا إنما أقول ما أكدته المعلومات التي انكشفت مؤخراً أن أمريكا وأسرائيل كانتا تعلمان بما يجري بعد أن مهدتا له بالرغم من الخسارة البشرية الكبيرة التي حدثت جراء انفجار برجي مركز التجارة الدولي لكنها خسارة محتملة في سبيل الصيد والهدف الأكبر. تكررت الخدعة بإقحام العراق وصدام حسين بدون أن يكون له أدنى علاقة بأسامة بن لادن والقاعدة وكانت فضيحة خدعة أسلحة الدمار الشامل أكبر دليل على ما يفعله الشيطان الأمريكي والذي اعترف وزير خارجيته كولن باول بأن أمريكا كذبت حين زعمت أن لدى صدام حسين أسلحة دمار شامل. ساعد في تمرير تلك الخدعة الكبرى على العرب المبدأ الفقهي الشيعي الخادع (التقية) بفتح التاء وكسر القاف- الذي يحل الكذب ولا يضع له حدودًا أخلاقية وللأسف ان أمريكا - الكذاب الأشر - استخدمت ذات الفقه المخادع لتمرير أجندتها الشريرة على العرب المخدوعين على الدوام. لقد ظل العرب ألعوبة في يد الغرب منذ سقوط الخلافة العثمانية وتقسيم تركتها وربما لا تسمح لي الخطوط الحمراء المنصوبة أمامي بكشف كل ما دار قبل وبعد اتفاق سايكس بيكو ووعد بلفور الذي زرع إسرائيل في أرض الأقصى. ما يجري الآن هو آخر وأكبر خدعة يتعرض لها العرب ربما في تاريخهم الطويل منذ انهيار الدولة العباسية بل أن أمريكا في هذه المرة تعمل على إعادة الإمبراطورية الفارسية وإقامتها في كل المنطقة العربية التي كانت تحتلها إمبراطورية فارس أيام عزها ومجدها أيام الجاهلية بما في ذلك أرض الحرمين الشريفين وتسليم مفاتيح الحرم المكي والحرم المدني إلى كسرى الجديد سيما وأن إيران الفارسية باتت او كادت تحيط بالحرمين من كل مكان بعد أن احتلت العراق وسوريا ولبنان واليمن وعينها على البحرين والكويت والمنطقة الشرقية (الشيعية) من السعودية . صحيح أن المخطط الذي كان يستهدف تركيا أردوغان كما استهدف مصر مرسي حتى يخلو لإيران وأمريكا الجو ويمهد الطريق لتحقيق أحلامهما فد فشل بصمود أردوغان الذي يعتبر الآن حائط الصد الوحيد ضد ذلك المخطط الأثيم بالرغم من أنه لوحده ربما يصعب عليه الوقوف في وجه الطوفان لكن الله غالب ولو كره الكافرون والمنافقون. لا تنخدعوا أيها الناس بالعداء المتوهم بين أمريكا وإسرائيل من جهة وإيران من الجهة الأخرى فالتقية تفعل فعلها ذلك ان إيران لا تخسر أو تدفع لأمريكا شيئاً إنما يخسر العرب الذين يدفعون مئات المليارات لأمريكا في مقابل دعم متوهم وحرب طال انتظارها ضد إيران ولن تقوم قبل أن يدخل الجمل في سم الخياط. خبروني عن طلقة واحدة أطلقتها أمريكا على الشيعة في أي مكان سواء في اليمن أو العراق أو سوريا أو حزب الله .. لا يوجد .. إنما الحرب فقط على السنة. دونكم الحرب على داعش المصنوعة أمريكيًا لإخلاء العراق من السنة في منطقة الأنبار والموصل (المدينة الثانية في العراق) وإحداث تغيير ديموغرافي فقد دخلت داعش العراق وسوريا بسهولة بعد أن فتح لها الطريق ثم أخرجت بصعوبة متوهمة من خلال التدمير الذي حدث في أرض السنة ..ذات الشيء حدث في سوريا التي كان الشيعة يقلون فيها عن (15)% من سكانها أما الآن بعد أن هاجر السنة فحدث ولا حرج. حتى الأكراد حلفاء إسرائيل من قديم خذلوا وخدعوا لأنهم سنة . المخطط يمضي بثبات وبوتيرة متسارعة بعد ان حدثت التطورات الأخيرة في المملكة ولا أزيد. بالرغم من ذلك فإن الله غالب على أمره فهو الحافظ لدينه ولو كره الكافرون .. ولو تآمر قصيرو النظر من العملاء الصغار .
.assayha
العنوان
الكاتب
Date
خطة الفرس وأمريكا لاحتلال الحرمين! بقلم الطيب مصطفى
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة