Post: #1
Title: الدعوة للتظاهر !! بقلم الكمالي كمال
Author: الكمالي كمال
Date: 10-01-2017, 05:45 PM
Parent: #0
04:45 PM October, 01 2017 سودانيز اون لاين الكمالي كمال-إنديانا-USA مكتبتى رابط مختصر
ببساطة ! إذا ما نزل عشرون مليون متظاهر قادرين على تغيير النظام أو إسقاط النظام لأن العدد أضعاف مضاعفة من قوات النظام الأمنية و مليشياته و بمسمياتها المختلفة و لأن القوات الأمنية لا يمكن أن تعمل ليومين متتالين دون راحة فسوف يسقط النظام لا محالة و سوف نطوي صفحة أطول نظام شمولي في تاريخ السودان الحديث !
إسقاط النظام يسبقه أسقاط الوهم في أننا بخير في المعارضة بشقيها و بدون تعب فمكامن الخلل معروفة و الدعوي للتظاهر و الإعداد لثورة أو ربيع سوداني تدعونا أن نفكر مليّاً في شروط نجاح الثورة .
و علينا أن نكون واقعيين و قبل ذلك أن نكون أمينين مع انفسنا و مع الآخرين و نعترف و نقر أننا فشلنا في إنشاء أجسام وطنية معارضة تقودها مؤسسات قوية تنظم و تخطط بلا تخبط و بلا تنظير فطير .
الدعوي للتظاهر و من وراء البحار و من خلف الكيبورت و من الغرف المغلقة و من الفنادق أو من أي منبر أصبحت دعوة عصماء لا جدوي منها فمن ينادي بالتظاهر عليه أن يتقدم الصفوف و يتظاهر علي نفسه و يصلح ما به من عطب ثم يتظاهر لإسقاط النظام .
قدّم طلاب و أبناء و بنات هذا الوطن التضحيات الجسام و أسمي آيات الوفاء و لم نسمع في يوم أن إبن واحد من هذه النخب قد راح ضحية في تظاهرة ضد نظام شمولي أو ديكتاتوري بل نسمع بهم في الإذاعة و نشاهدهم في التلفزيون و في قصور الديكتاتوريات مساعدون و وزراء و مستشارون و سفراء .
ليس تخزيلاً و لا تثبيطاً و لا تخويفاً و لست ضد التظاهر فالنظام أهون و أضعف مما نتخيل و كفي بمقالة واحدة أو عمود صحفي واحد يهز عرش النظام و يجعله يرتجف و يرتعد ليصادر الصحيفة و يغلق أبوابها و يعتقل صحفييها رغم مليشياته التي يحاول أن يتحدي بها الشعب الصامد للخروج إلي الشارع .
لست من يذكّر بالسيناريو السوري أو الصوملة أو خلافه و ليس لي ما اخشي عليه إذا ما سقط النظام و لكني أذكّر بأن الغد قد بدأ من اليوم و لنقول! غير قادرين و غير مستعدون أن نفقد شاب أو شابه واحده من شبابنا في أي عمل وطني معارض غير منظم و غير محسوب العواقب .
قلت ذلك لأن الدعوات تتوالي من ناشطين و قيادات في الداخل و الخارج و كل يوم و آخر نسمع من ينادي بالتظاهر و يشجع شباب صغار و في مقتبل العمر للتظاهر و للخروج للشارع فإن كان النظام غير عاقل فنحن عاقلون نعرف مثل هذه الأنظمة و مصير شباب أعزل عارية صدورهم إذا ما جابهوا الرصاص الحي .
الأحزاب التي تقول أنها بخير و معافية من الإقتتال عليها أن تعد نفسها و تعد كوادرها للخروج إلي الشارع و أن ينزل قيادات هذه الأحزاب إلي الشارع و نري أنهم قد سقطوا أمام الكميرات و عدسات التلفزه بدلا من الإنتظار لإغتنام الفرص و إصدار بيانات التنديد .
لا تخوّنوا من قال نظموا أنفسكم و اعدوا نفسكم للتظاهر بل خوّنوا من يدعو للتظاهر دون عمل و دون تنظيم و دون تخطيط فكثير من ينادي بالتظاهر اليوم قد عمل و ما زال يعمل داخل هذه الأحزاب و يعلم أن الإعداد و التنظيم و التنسيق لا يحتاج سوي إلي ترميم الداخل و من عجز في ترميم حزبه و إصلاح الخلل فيه فهو عاجز في بناء وطن مثل السودان بعد الإنقاذ .
|
|