Post: #1
Title: الراضعون الكبار !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 10-01-2017, 03:39 PM
02:39 PM October, 01 2017 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
*يوم عاشوراء يُسمى عند النوبيين (يوب يوب).. *وقد يُطلق عليه أيضاً اسم (بي يوب)..... أو(وي يوب).. *وكان ذلك في زمان مضى... أما الآن فهم لا يذكرونه.. *ولا نعني يوم عاشوراء الذي نجا الله فيه نبيه موسى... ويصومه المسلمون.. *وإنما الذي قُتل فيه الحسين... ويضرب فيه الشيعة أنفسهم.. *يضربون أجسادهم العارية بالسياط... والخراطيم... والجنازير... حتى تدمى.. *أما النوبيون فكانوا يضربون بعضهم بعضا بجرائد النخل.. *أو كل جماعة تتجول في الشوارع تضرب أي جماعة تصادفها.. *تصرف غريب حقاً... ولكن هذا ما كان يحدث.. *ولا أعلم صلةً للنوبيين بالشيعة ليحذو حذوهم يوم عاشوراء... ضرباً.. *وبقيت من هذا اليوم ذكرى مضحكة... إلى اليوم.. *وبطلها صبي- بمنطقتنا- كان يرضع صباحاً قبل الخلوة... وظهراً بعد الخلوة.. *يذهب إلى الخلوة ،ويحفظ ،ويتكلم ،ويلعب.... ويرضع.. *وذات يوم تعرضت أمه لعتاب من جانب نساء الحي على ذلكم الوضع الشاذ.. *قلن لها بلسان واحد : لا بد أن تفطميه وقد صار رجلاً.. *فإذا بـ(الرجل) ينزع فمه من الثدي ليقول برطانة فصيحة: سأنفطم يوم اليوبيوب.. *فوجود هذه (العادة) عند النوبيين- إذن- هي من الغرائب.. *فهم لا علاقة لهم بالشيعة... ولا كربلاء... ولا الشهيد الحسين.. *ولكن- وفي غرابة أشد - كانت لهم صلة روحية بصاحب يوم عاشوراء الآخر.. *وبلغ بهم الأمر حد أن (يعزم) أحدهم على الآخر باسم موسى.. *وكان ذلك حتى زمان طفولة وردي التي وثق جانباً منها شعراً... ملحناً.. *وفي أغنيته (صواردة شو) إشارة لصيغة هذه (العزومة).. *رغم إن النوبيين لم يكن أجدادهم يهوداً... ولا يفقهون شيئاً في اليهودية.. *أما غريبة الغرائب فتتمثل في (ضرب) يومي يحدث اليوم.. *ولا صلة له بضرب كان يقع في يوم واحد... هو يوم عاشوراء المسمى (اليوبيوب).. *ضرب وحشي يستهدف (جيوب) الناس.... لا أجسادهم.. *ويستهدف مالهم في خزائن الدولة... وتشهد عليه تقارير المراجع العام كل سنة.. *وليت هذه التقارير تصادف يوم عاشوراء... يوم الضرب.. *ثم يضرب الناس ظهور بعضهم بعضاً حزناً على كل الذي استشهد...كما الحسين.. *القيم... الضمائر... الخدمة المدنية... و(الذي وُصف به موسى).. *ونعني صفة (القوي الأمين) التي أضحت شعاراً في زمان (الضرب) هذا.. *ثم حين يهم (النوبي) بكري بضرب الضاربين يحدث شيء فجأة.. *وهذا ما قاله بـ(بعظمة لسان قلمه) الكاتب الموالي إسحاق.. *ثم يمتنع عن شرح كنه هذا الشيء... ويترك الناس لـ(يضربوا) أخماساً في أسداس.. *أو ليضربوا رؤوسهم بالحائط.... فلا (شيء) يهم.. *أما الضاربون بمصالح بلادنا عرض الحائط فما زالوا (يرضعون) رغم كبرهم.. *كبر أعمارهم... وحلاقيمهم... وعماراتهم.... و(الذي ضربوه).. *وما زلنا نحن في انتظار (فطامهم يوم اليوبيوب !!!).
assayha
|
|