*يوم عاشوراء يُسمى عند النوبيين (يوب يوب).. *وقد يُطلق عليه أيضاً اسم (بي يوب)..... أو(وي يوب).. *وكان ذلك في زمان مضى... أما الآن فهم لا يذكرونه.. *ولا نعني يوم عاشوراء الذي نجا الله فيه نبيه موسى... ويصومه المسلمون.. *وإنما الذي قُتل فيه الحسين... ويضرب فيه الشيعة أنفسهم.. *يضربون أجسادهم العارية بالسياط... والخراطيم... والجنازير... حتى تدمى.. *أما النوبيون فكانوا يضربون بعضهم بعضا بجرائد النخل.. *أو كل جماعة تتجول في الشوارع تضرب أي جماعة تصادفها.. *تصرف غريب حقاً... ولكن هذا ما كان يحدث.. *ولا أعلم صلةً للنوبيين بالشيعة ليحذو حذوهم يوم عاشوراء... ضرباً.. *وبقيت من هذا اليوم ذكرى مضحكة... إلى اليوم.. *وبطلها صبي- بمنطقتنا- كان يرضع صباحاً قبل الخلوة... وظهراً بعد الخلوة.. *يذهب إلى الخلوة ،ويحفظ ،ويتكلم ،ويلعب.... ويرضع.. *وذات يوم تعرضت أمه لعتاب من جانب نساء الحي على ذلكم الوضع الشاذ.. *قلن لها بلسان واحد : لا بد أن تفطميه وقد صار رجلاً.. *فإذا بـ(الرجل) ينزع فمه من الثدي ليقول برطانة فصيحة: سأنفطم يوم اليوبيوب.. *فوجود هذه (العادة) عند النوبيين- إذن- هي من الغرائب.. *فهم لا علاقة لهم بالشيعة... ولا كربلاء... ولا الشهيد الحسين.. *ولكن- وفي غرابة أشد - كانت لهم صلة روحية بصاحب يوم عاشوراء الآخر.. *وبلغ بهم الأمر حد أن (يعزم) أحدهم على الآخر باسم موسى.. *وكان ذلك حتى زمان طفولة وردي التي وثق جانباً منها شعراً... ملحناً.. *وفي أغنيته (صواردة شو) إشارة لصيغة هذه (العزومة).. *رغم إن النوبيين لم يكن أجدادهم يهوداً... ولا يفقهون شيئاً في اليهودية.. *أما غريبة الغرائب فتتمثل في (ضرب) يومي يحدث اليوم.. *ولا صلة له بضرب كان يقع في يوم واحد... هو يوم عاشوراء المسمى (اليوبيوب).. *ضرب وحشي يستهدف (جيوب) الناس.... لا أجسادهم.. *ويستهدف مالهم في خزائن الدولة... وتشهد عليه تقارير المراجع العام كل سنة.. *وليت هذه التقارير تصادف يوم عاشوراء... يوم الضرب.. *ثم يضرب الناس ظهور بعضهم بعضاً حزناً على كل الذي استشهد...كما الحسين.. *القيم... الضمائر... الخدمة المدنية... و(الذي وُصف به موسى).. *ونعني صفة (القوي الأمين) التي أضحت شعاراً في زمان (الضرب) هذا.. *ثم حين يهم (النوبي) بكري بضرب الضاربين يحدث شيء فجأة.. *وهذا ما قاله بـ(بعظمة لسان قلمه) الكاتب الموالي إسحاق.. *ثم يمتنع عن شرح كنه هذا الشيء... ويترك الناس لـ(يضربوا) أخماساً في أسداس.. *أو ليضربوا رؤوسهم بالحائط.... فلا (شيء) يهم.. *أما الضاربون بمصالح بلادنا عرض الحائط فما زالوا (يرضعون) رغم كبرهم.. *كبر أعمارهم... وحلاقيمهم... وعماراتهم.... و(الذي ضربوه).. *وما زلنا نحن في انتظار (فطامهم يوم اليوبيوب !!!).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة