قبل يومين نشرت الكاتبة الشجاعة شمايل النور مقالا في التيار وفي حريات تتحدث فيه عن التظاهر ضد الاحكام القضائية ورفض الناس لهذه الاحكام ؛ تحدثت شمائل النور عن التظاهرات التي خرجت في الجريف غرب ضد الحكم بادانة بعض ابناء الحي بقتل المدير الاسبق لشركة الاقطان ، وقالت بان القضية هي عدم الاعتراف بالقضاء . واشارت الكاتبة شمائل الى ان اخطر مرحلة يمكن أن تصلها المجتمعات هي رفض القانون ومقاومة أحكام القضاء.. واسترسلت في سرد نماذج لهذه الاعتراضات المتكررة. بعد يومين فقط من هذا المقال ، تفاجأت بذات الموضوع من مولانا حمدنا الله ، وهو يدافع عن القضاء ، لكنه لم يكلف نفسه ولو بالاشارة الصغيرة الى أنه استقى فكرة مقاله من مقال شمائل النور ، لقد تبنى الموضوع بالكامل رغم انه يدرك تماما ووفقا لتفاعله المستمر مع الصحف الاسفيرية وختصة حريات ان هناك من سبق طرحه هذا ، وان مقاله يأتي استطرادا ودفاعا في نفس الوقت عن القضاء. لكنه استنكف أن يتنازل ويشير الى شمائل النور ولو بكلمة . صحيح ان القانون لا يحمي الافكار المجردة.. بل يحميها بكل ما يحيط بها ويتداخل معها ليكون حقا للمؤلف. فمادام هناك استخدام لجمل ولقصص ولسرديات ووقائع مختلفة عن المقال الأصلي فإن القانون لا يحمي الفكرة العامة للمقال الأصلي..غير أننا هنا لا نتحدث عن القانون بل عن القيم الأدبية والأخلاقية وأهمها قيمة التواضع عندما نتنازل قليلا ونشير الى أسبقية الآخرين في طرح فكرة عامة كفكرة رفض قرارات المحاكم والتظاهر المستمر ضدها . في الواقع شاع هذا الاختلاس او ما يمكننا أن نسميه (نشل) للأفكار العامة واعادة تدبيجها برسم مخالف للأصل ثم ختمها والتوقيع عليها ومن ثم تبني الريادة في الطرح. خاصة أن بعض الصحف الاسفيرية صارت تمثل شلليات تعاضد بعضها وتمجد افرادها هاضمة حقوق الرواد من الكتاب والمفكرين الآخرين . للأسف اذا كان مولانا حمدنا الله وهو قاض سابق أقالته الانقاذ يقوم بنشل أفكار صحفية من على الاسافير وهما يكتبان كلاهما في صحيفة حريات ، فكيف يكون الحال عند غير القضاة . بل انني لاحظت وبوضوح أن بعض كتاب الأعمدة في الصحف الورقية باتو ينشلون أفكار مقالات الصحف الاسفيرية دون حتى الاشارة الى اصحابها كنوع من احترام الحق الأدبي لهم . إذا كنا نستنكف أن نشير الى أفكار الآخرين لنأكل رغيفة المجد والريادة دون أصحاب الحق ، فلماذا نناهض الكيزان الذين يفعلون ذلك منذ 89 وحتى اليوم... فرفقا بنا يا مولانا سيف الدولة . ايهاب الطاهر (كوستر)
العنوان
الكاتب
Date
من باب الامانة الادبية يا مولانا حمدنا الله بقلم ايهاب الطاهر (كوستر)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة