يا جرحي المكابر وطني ليس حقيبةً وأنا لست مسافراً.. إنني العاشق والأرض حبيبة. محمود درويش
واجب الوقت لا يطيق أي تردد أو ظنون فتعالو نسرع الخطى الى رحاب الاستراتيجية والتفكير الإيجابي، الآن لا يختلف عاقلان على ان هذا النظام قد سقط بل تجاوزها الى قاع الهلاك، الخرطوم يحكمها الآن قلة بيدهم سلاح قبلي مصطرع وأوهام لن تسوقهم إلا قليلاً. الوضع كما يلي:-
* فقد النظام حاضنته الاجتماعية ومنسوبي الوطني كغيرهم أصبحوا عرضة للإعتقال والمسآءلة كما حدث بشرق السودان أمس . * تشرذمت جماعات الجنجويد بين اطماعها وقادتها، والنظام المتنازع ما بين الرياض والدوحة يخشاها فأبعد قلب قواتها الى اليمن ويتربص بالمعسكرين في حسكنيتة هلال. * تشاد تعلن ولاءها الكامل لعاصفة الحزم وتطرد القطريين من عاصمتها في إحراج أخير للخرطوم. * القوات المسلحة متخندقة في ثكناتها وهي تعاني مثلنا تماما والشرفاء فيها يراقبون الانزلاق المهين. * تغيرت موازين القوى لغير الأخوان المسلمين وأصبح النظام محاط بجوقة ضخمة من الإنتهازيين قصيري النظر.
في الضفة الأخرى، جمع الحبيس عاصم عمر قوى الاجماع الوطني وقوى نداء السودان في لقاء نبيل لدعم الحراك الطلابي والشعبي المتصاعد الذي أصبح لا يهاب النظام ولا أحابيله الشريرة والتلاعب بنصوص القوانين واجراءات التقاضي.
لقد جربت المعارضة في نضالها الطويل وخاضت معارك الحرب والسلم وكانت الحصيلة قائمة لا نهائية من الشهداء والجرحى والمشردين والمهاجرين بوجعهم إلى غير رجعة، وعلى عكس ما يظن النظام، لازالت جماهير الشعب السوداني أكثر اصرارا على التغيير واستشرافاً للعدالة والرفاهية
لقد تآكلت المنسأة في انتظار نفخة طفل لتصبح هباءً منثوراً ويسقط كرسي الظلم والقهر الى غير رجعة
إذن على أحزابنا وحركاتنا الشبابية ان تلتفت لبناء قواعدها وتبييض نياتها وشحن قيادتها وكوادرها استعدادا لانتخابات ٢٠٢٠ وعليها حماية تلك الانتخابات بوسائل التواصل الحديثة ومراقبتها عالمياً والنزول بقائمة موحدة ضد كل من قطف زهورها وانتهك عذريتها في الثلاث عقود المنصرمة.
تعالو ندفع بالمقاومة السلمية فهاهو النظام يتراجع ونحن نكسب في المساحات بكلماتنا الحرة وبافعالنا السياسية اليومية وبنضال الشجعان في المحاكم والأسواق وغيرها من ساحات اللقاء.
لا يعني خوض الانتخابات التخلي عن دماء الشهداء ، ولا العفو عن المسروق والمنهوب، تماما على النقيض، فلتكن العدالة الانتقالية في مقدمة برامجنا الانتخابية مع الكشف عن قبور الضحايا واستعادة الكنوز المغتصبة من خزائن الغرب والشرق.
الان الحزب الوحيد المستعد لهذه الانتخابات هو النظام في نسخته المشوهة، يكفينا خيبة ما مضى، علينا أن نكون جاهزين حتى إن لم نخضها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة