في العام 1970 أقيم احتفال كبير بمناسبة الذكرى الأولى لانقلاب مايو ..في استاد الخرطوم .. حضره نايف حواتمة زعيم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.. من ضمن الخطباء كان منصور خالد الذي أخذ يكيل المدح لنميري،علق حواتمة بصوت مسموع :(اجلس يا منصور و دع العسكر تطرح فكرها) منصور و جعفر بخيت عمر الحاج موسى، هم اللذين اكتشفوا الدكتاتور المتخبيء تحت ثياب الثورية و الملتحف بشعارات اليسار ،فاخرجوه إلى العلن.. التحول الدراماتيكي و العداء للحزب الشيوعي كان ثمة مرحلة منصور خالد ربيب المخابرات الأمريكية و جليس أرباب السلطة النافذين(عبدالله خليل)..و قد شاهدت صورة قديمة له نشرت في النهار البيروتية و إعادة الصحافة نشرها وهو في بيروت يرتدي ردا و شرابات طويلة و التعليق أشار إلى مشاركته يومها في اجتماع للمخابرات الأمريكية ضم كوادرها في الوطن العربي و الشرق الأوسط و عنوان اللقاء هو مكافحة المد اليساري في المنطقة جلوس منصور خالد في محاكمات الشجرة يعني احتفاءه بإنجازه في نحر الحزب الشيوعي و يومها كان كل العالم و على رأسه أجهزة المخابرات و زعماء دول ترقب ما يجري في السودان الذي هو من صنع اياديهم الملوثة. لم يخرج منصور من السلطة في ذلك الوقت تحت سبب ارتكاب النظام لمجازر في محاكمات ظالمة لم تتوفر فيها أدنى مقومات العدالة،و هذا يعكس جليآ علاقة منصور بالعدالة و النزاهة .ولم يكتب عن محاكمات الشجرة التي كتب عنها صحفي فرنسي و صحفي سوداني بتفاصيل مدهشة و جفل منصور المولع بالكتابة و التوثيق.بقى منصور ليستكمل التحول اليميني لنظام مايو و بنى له علاقات تبعية مع المعسكر الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا الضالعة في مؤامرة إفشال حركة هاشم العطا ابتعاد منصور لم يكن بسبب موقف أخلاقي و رفض لديكتاتورية وفساد نميري وهو راعيه في ذلك و أحد صناع نميري الماجن،بل السبب كان يكمن في تحولات نميري الذهانية بتحريض من اسلاميين تسللوا إلى القصر الرئاسي و إلى عقل نميري ، و اختلاف منصور مع الاسلاميين اختلاف درجة و مقدار و ليس اختلاف مبدأ. بعد سنوات تسلل منصور إلى الحركة الشعبية و إلى عقل جون قرنق و لعب نفس الدور الذي لعبه في مايو و سرعان ما تخلت الحركة الشعبية عن المنافستو الماركسي و عمل منصور على ربطها بمعسكر هو بلا شك معسكر مضاد للتقدم و الاشتراكية منصور خالد هو المصفي الفعلي للنفس اليساري في مايو و في الحركة الشعبية لصالح ما ترغب فيه ( الوكالة ) جلوسه في عزاء أيقونة النضال فاطمة، مسيء لها شخصيآ حيث لم يدلي بكلمة و لم يكتب حرفآ حول ملابسات مقتل الشهيد الشفيع أحمد الشيخ تحت التعذيب و أحذية العسكر بقيادة الرائد ابوالقاسم محمد أبريل الذي رقاه المجرم البشير إلى رتبة فريق في يوم تشييع ارملة الشفيع في رسالة مبطنة لن تخفى عن فطنة المتابعين و كذلك لن يخفى عليهم لؤم زعيم سلطة الاخوان المسلمين ، جلوس منصور في مجلس عزائها ،ما كانت سوف ترضاه ،لو ملكت من أمرها شيئآ، فكيف فات هذا على منظمي مجلس العزاء. عبدالرحمن أحمد بركات أبو ساندرا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة